* بينما لا تزال المنطقة وسط الخرطوم وحول القيادة العامة مأمنة تماماً بواسطة العديد من التشكيلات العسكرية وهو الشيء الذي يدعو للأمان والاطمئنان على تماسك القوات المسلحة والنظامية بشكل عام تمور الأحداث السياسية خارج هذه الدائرة وسط إحساس عام باقتراب حدث ما والبلاد قد وصلت مرحلة متأخرة من التدهور الاقتصادي وضيق معاش الناس والتشظي الذي أصاب الأجسام السياسية نتاج هذا العجز الكبير والشلل التام. * ستكون البلاد بإذن الله تعالى بخير طالما أن قواتها بخير وأنها ممسكة بزمام الأمن. أما القوى السياسية ممثلة في الحرية والتغيير فعليها تدبر أمرها ومعالجة أمر خلافاتها التي أقعدت سلطة الفترة الانتقالية وإلا عليها رد الأمر للشارع والإعلان عن عجزها في إكمال المرحلة وانتظار القرار الجماهيري سواء أن جاء بالدعوة لتشكيل حكومة جديدة لإكمال هذه الفترة أو تنادي إلى تقصيرها والمضي إلى انتخابات مبكرة. * يحمد للقوات المسلحة أنها ملتزمة حتى اليوم بشراكتها مع المدنيين دون سعي منها لتغيير الأوضاع على أرض الواقع وأنها رغم الأحوال لا زالت تمد حبل الصبر وروح التحمل حتى تعبر هذه المرحلة دون أن يتمزق الوطن وهو الصبر وهي الروح التي من المفترض أن تقابلها قوى الحرية والتغيير بشيء من المسؤولية والتقدير. * الله يعلم ويلطف بهذي البلاد حال استمرار الوضع الحالي وتردي الأوضاع والمعلوم بداهة -لا قدر الله -أن انفلات الأمور يعقب عجز الناس عن توفير حاجتهم من المأكل والمشرب ويعقب سوء الخدمات ولا شك أن البلاد قد مضت شوطاً بعيداً في الغلاء وسوء الخدمات وفي سابقة تاريخية غير مشهودة في تاريخ السودان الحديث بحيث لم تعد للعملة السودانية أي قيمة ذات معنى. * بمثل ما نثق في قدرة قواتنا على ضبط الأوضاع الأمنية والمحافظة على سلامة الأرواح والممتلكات نأمل أن تتحلى مجتمعاتنا بفضل الحماية الذاتية والوقاية من كل ما يتهدد تماسكها حتى تعبر هذه المرحلة الحرجة والدقيقة من حاضر السودان إلى مستقبل أكثر أمناً وأكثر كفاية. * إن بقيت الأحزاب والأجسام الحاكمة على ما هي عليه من تجاذب وتشظي وصراع حول المخصصات والمحاصصات فإننا نتطلع إلى أن يتخذ الدكتور عبدالله حمدوك الخطوة المسؤولة المهمة لعله بها يرد جزءاً من حب هذا الشعب له وعشمه فيه وما تحقق للرجل من آمال وإجماع لم يتحقق لأي قائد سياسي في التاريخ الحديث. * نأمل إذاً ونتعشم في أن يقوم الدكتور عبدالله حمدوك بما يجب أن يقوم به وقبل فوات الأوان عليه وعلى البلاد وعلى الآمال العريضة التى تضمحل يوماً بعد الآخر. * على الدكتور عبدالله حمدوك ان يختار اللحظة التاريخية قبل أن تفرض عليه مثلما فرضت على الكثيرين من قبله وسوف يحظى الرجل باحترام كبير مع التقدير!