منذ تعيينه وإلى الآن لم يبارح الجدل حوله محله، فبينما أكد تجمع المهنيين عدم مشاركته في السلطة قبل تشكيل حكومة الفترة الانتقالية،جا ء تعيين مدني عباس مدني وزيراً للتجارة والصناعة وسط سخط من البعض لجهة أن التعيين تم الاتفاق عليه على أساس الكفاءة، ليجد الوزير نفسه محاطاً بأزمة الخبز ومافيا الدقيق التي لم تفلح معها الكثير من الحلول. برغم توقع الكثيرين مغادرة مدني موقعه في الوزارة إبان التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك مؤخراً بتقديم الوزراء استقالاتهم له ، إلا أن مدني لم يبارح منصبه وراجت الأوقاويل حول بقائه في منصبه مع استمرار وجوده في مهب العاصفة. الفشل لا يرتبط بشخص سكرتير الحزب الشيوعي السوداني الباشمهندس صديق يوسف يذهب في حديثه ل(السوداني) إلى أنه لا يحمل وزير التجارة والصناعة مدني عباس مدني أي فشل لوزارته في القضاء على الأزمات، مشدداً على أن أسباب الأزمات معروفة ولا ترتبط بشخص معين. وأوضح يوسف أن أداء التجارة والصناعة يحتوي على الجانب الإيجابي والسلبي، مشيراً إلى أن التعميم في الحكم على أداء وزير أمر غير صحيح. مدني ابن الثورة رئيس الحزب الاتحادي الموحد محمد عصمت يرى أن وزير التجارة والصناعة مدني عباس مدني هو أحد الأبناء البررة لثورة ديسمبر المجيدة وقد كلف بوزارة تختص بعمل وزارتين. وأكد عصمت في حديثه ل(السوداني) أن قضايا الصناعة والتجارة خلال العهد البائد كرست لخدمة منسوبين ومحاسيب من رموز النظام البائد، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى توسيع رقعة المصالح الذاتية في هذين المجالين. وقطع عصمت بأن مدني ورث في وزارة التجارة والصناعة ميراثا كبيراً من الخراب والدمار، منوهاً إلى أن هذا الأمر يصعب عملية الإصلاح خلال هذه الفترة الوجيزة وأن هذا سبب البطء في عملية الإصلاح الذي يراه الكثيرون. وجزم عصمت بأن هناك جهوداً مقدرة مبذولة بوزارة التجارة والصناعة إذا ما قورنت بحجم الخراب الموروث، لافتاً إلى أن الجهود بدت بشكل جلي في توفير الدقيق وإن كان هذا يحتاج لجهد آخر يتعلق بتوفير منافذ خاصة بالوزارة لتصنيع الخبز العادي من خلال مخابز ذات سعات كبيرة يتم توزيعها على مخابز العاصمة حتى تتمكن من تمويل المحلات التجارية بكميات تلبي حاجة المواطن. وشدد عصمت على وجوب تأسيس إدارة خاصة بالأسعار لكل السلع من قبل وزارة التجارة والصناعة مع مراعاة الفروق الجغرفية لتتولى الأجهزة الأمنية والمواطن عمليات الرقابة والمحاسبة. وأضاف: لا بد من قيام الجمعيات التعاونية الاستهلاكية في مقار السكن والعمل بأسرع فرصة ممكنة حتى يتمكن المواطن من الشراء بالسعر الرسمي دون أي زيادة، وعلى الوزير مدني توسعة دائرة استشاراته مع المواطنين وتمليكهم المعلومات الخاصة بالسلع بشكل متجدد وفتح أبواب المكاشفة مع الشعب من خلال اللقاءات المباشرة وغير المباشرة. مراجعة شاملة كاملة المحلل السياسي بروفيسور عوض السيد كرسني أوضح من خلال حديثه ل(السوداني) أن عملية اختيار الوزراء للحكومة الانتقالية تمت تحت شعار الكفاءات بيد أن الاختيار تم بناءً على المحاصصات الحزبية. ويرى كرسني أن القوى التي أتت بالوزراء ورئيس الوزراء مسؤولة عن تعثر إنفاذ البرنامج، مشيراً إلى أنه كانت هنالك توقعات بأن يقوم رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بمراجعة شاملة وكاملة لكل الوزراء. ونوه كرسني إلى أن بعض الوزراء الذين تقدموا باستقالاتهم تحدثوا عن محاولات لإبعادهم ليس لسوء الأداء أو عدمه، لافتاً إلى ضرورة القيام بالمراجعة الشاملة خاصة بعد مرحلة تعيين الولاة المدنيين. مدني بعد التعيين بعد توليه لوزارة التجارة والصناعة قال مدني عباس مدني بحسب مصدر إعلامي، إن الوضع سيئ للغاية سواء كان في مجال الصناعة أو التجارة، وهذا يشبه ما هو موجود في كل مؤسسات الدولة. وأضاف: نحن الآن نتكلم ليس فقط عن إصلاح أجهزة الدولة، ولكن نتحدث وكأنما نحن فى مرحلة تأسيس دولة جديدة نسبة للانهيار الذي طال الخدمة المدنية بشكل عام، وطال الوزارات المختلفة والبيئة القانونية، والكثير من القوانين في حاجة للتشريع، ولذلك قمنا مباشرة بتكوين لجنة لمراجعة القوانين المختلفة للتجارة والصناعة، وفعلاً نجحت في تجهيز الجزء الأول من العديد من مشاريع القوانين، وسوف تستكمل اللجنة عملها قبل نهاية الشهر الجاري. وأوضح مدني أنه على مستوى البيئة ومناخ العمل، أيضاً وجد مناخاً غير مشجع، وغير مساند للموظفين والعاملين والعاملات، وقال: هنالك روح إحباط عامة، كما هو موجود في كل مؤسسات الخدمة العامة، حيث ساد التمييز، منوهاً إلى أن هنالك أيضاً إشكاليات مرتبطة بالترقيات وحقوق العاملين في الوزارة، هذه مشاكل وتحديات نعمل سوياً مع الموظفين والعاملين على أن نغير هذا الواقع وسيتغير. وأكد عباس أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجه الدولة, يجب أن ينصب الجهد نحو تحسين بيئة العمل، وتحسين قوانين العمل وتطوير الأدوات باستخدام حوسبة المعاملات المختلفة، وهذا يساهم بشكل كبير في محاربة الفساد وإرساء قدر من الشفافية على العمل في زارة الصناعة والتجارة، وقال أظن أننا في بداية طريق طويل، لكننا بدأنا البداية الصحيحة.