ياسر عبدالله (الكج) والزواج أمين (الكج) شخصية ذائعة الصيت في أحد الأحياء العريقة بمدينة ولائية، اكتسب الرجل شهرته لأنه صار أكبر مصدر تشاؤم للفتيات الباحثات عن الزواج، أمين الكج في كل عيد له دعوة واحدة لايغيرها للفتيات، عقب كل عام وأنتم بخير يدعو للفتاة (إن شاء الله السنة الجاية فارزة عيشتك)، والترجمة على الشريط تعني (إن شاء الله عروس) لأنو بالتأكيد في ناس بكونوا ما سمعوا بفرز العيشة، المدهش أن أمين (الكج) رغم تكرار دعوته كل عيد إلا أن فتيات الحي لم يطرق خطيب لباب إحداهن، عدا اللائي يغادرن خارج المدينة أو لا يلتقين به في العيد، لذلك البنات (اعتبروه سبر وكج)، وفي كل عيد يجتهدن بشتى السبل ألا يلتقين به. ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي أعلنته السعودية الجمعة القادمة جلست فتيات الحي لبحث خطة يتجنبن بها (أمين الكج) وبينما اقترحت إحداهن بعدم الظهور طيلة أيام العيد وتجنيد أولاد صغار لمراقبة الرجل حتى لا يقعن فريسة أمام دعواته (المهببة)، لكن أخرى اعتبرت أن هذا الأمر في غاية الصعوبة وقالت (بعدين نحن نباري الكج دا لمن القطر يفوتنا يمكن الواحدة يجيها عريس لانو العيد بلم الناس وبجوا ضيوف وفي مناسبات ويمكن ربنا يجعل النصيب)، وانعدلت ثالثة في جلستها واقترحت إبعاد (أمين) الكج من المدينة تماماً ليكون العيد الأول بدونه وطالبت بالاستعانة بابنة خالته للقيام بهذه المهمة واقناعه بأن يؤدي فريضة الحج فهو صاحب إمكانات مادية تمكنه من ذلك، فانفعلت الرابعة (انتن جنيتن ولا شنو عايزات تودنو الكعبة عديل دا والله لو مشى لهناك ياها البورة البوشيها لانو طبعاً ح يدعي لينا هناك أخير يكون جنبنا هنا دا ..ولا شنو). أجمعت الجالسات على أن المقترح غير عملي وربما يأتي بنتائج وخيمة، فقالت الخامسة والله أمين الكج دا إلا يموت (كرهنا ذاتو). تولت الحديث الفتاة السابعة وهي تطلق عليها رفيقاتها بالمثقفة لعباراتها المرتبة و(كلامها اللكد لكد) كما بتقول الحبوبات لاطلاعها على الصحف بصورة راتبة، وبينما هي تطالع في صحيفتها، رمقت رفيقاتها بنظرة حادة وقالت :( طبعاً القضية لازم نحنا نضع ليها خارطة طريق للخروج بنتائج إيجابية تنهي أزمة عدم الزواج)، نظرت إلى رفيقاتها ووجدتهن يتابعنها بإعجاب (لأنها متعودة تقعد الكلام وتموضعوا) أو كما يقول المثقفون. واصلت بذات اللغة وهي تقرأ نص خبر أن مجمع الفقه الإسلامي يبيح زواج الصغيرات وكل من بلغت الحلم، وقالت (طبعاً في خلاف بين المجمع والمنظمات الدولية حول سن الزواج فالمنظمات تحدد عمر الزواج بثمانية عشر عاماً ومجمع الفقة يستند على قاعدة شرعية هي البلوغ ودا يمكن أن تتزوج الفتاة في عمر ستة عشر عاماً) . قاطعتها إحداهن وقالت (يا أختي عليك الله خلينا في همنا دا هم ناس مجمع الفقه ديل يشوفوا مشكلتنا نحنا الفتنا ال(30) سنة ولا يباروا الشفع، حقوا نحن نطالبهم بفتوى نحل بيها مشكلتنا دي). ضجت الجلسة الما منظور مثيلها عندما سمعت الفتيات صوت أمين (الكج) في حوش المنزل فتفرقن على جناح السرعة كما يفر (السليم من الأجرب)، ولم يحسمن خطتهن لمواجهة (كج) أمين في العيد المقبل ولم يتم الاتفاق على خارطة طريق وسيكون برنامج كل عام بذات التكرار الممل(السنة الجاية فارزة عيشتك)، والسنين تمضي والقطار غادر محطة الكثيرات وأوشك على آخريات وأمين الكج يواصل في دعواته التي لم تثمر لإحداهن ، وكل عام وأنتم بخير وربنا يوقي بناتنا (سبر أمين الكج)، وكل الأماني الجميلة للجميع. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته