أقول لوزير الإعلام الموقر ليس هناك أزمة ثقة بين المواطن السوداني وقواته المسلحة تولدت كما تقول بسبب مواقف لم يرتضها الثوار من قبل قواته المسلحة، بل حتى ولو كان صحيحا فهو ليس كاف لإصدار حكم كهذا يصل الى درجة انعدام ثقة بين الشعب وقواته المسلحة، هذا تشخيص ونتيجة في تقديري جانبهما الصواب فليس هناك أزمة اصلا بين المواطن السوداني وقواته المسلحة وإنما هي مجرد أصوات عالية ظلت تطعن في القوات المسلحة منذ أزمان بعيدة بسبب ما أشاعته بعض الحركات المسلحة عن أدلجة إسلامية أصابت الجيش إبان حكم البشير البائد وتبعها في ذلك الإدعاء بعض من أحزاب اليسار في البلاد وظلت هذه الأصوات تردد ذلك وتنادي بإعادة هيكلة الجيش بناء على هذا الزعم الكاذب. معلوم أن الجيش ظل على تاريخه الطويل يقاتل في التمرد ولم يبدأ قتاله مع التمرد فقط إبان فترة حكم الإنقاذ ولم يتهمه احد بارتكاب جرائم حرب بسبب قتاله التمرد طيلة تاريخه الطويل هذا إلا بعد أن قاتل التمرد أيام حكم الإنقاذ البائد. ومعلوم أن الجيش هو رهن إشارة من تحكم البلاد من حكومات وطنية ولا يعاب عليه ذلك ولا يحاسب على انحيازه لحكومة سودانية من الحكومات وقتال من يخرج عليها لذلك وجدناه قاتل التمرد أيام حكم عبود وأيام حكم الديمقراطية بعد عبود وايام حكم نميري ايضا قاتل التمرد في الجنوب ثم استمر يقاتل في التمرد حتى ايام حكم الصادق المهدي بعد زوال حكم نميري. مشكلة هؤلاء الذين يسيئون الى قواتهم المسلحة أيها الوزير لم تنشأ في ما بعد أو بسبب الثورة وإنما هي مؤامرة من اليسار السوداني والحركات المسلحة ضد القوات المسلحة ظنا منها أن الجيش ما عاد جيشا صالحا لطالما تحول الى مليشيا إسلامية. الجيش اذا كان هو مليشيا تتبع للحركة الإسلامية لما انحاز الى ثورته ومكن الجماهير أن تضع قادة الحركة الإسلامية بالسجون. أعجب في أن يوصف الجيش كل الجيش بالأدلجة بسبب استغلاله فترة من الفترات لصالح حكم الإنقاذ من قادة له إسلاميين كانوا على رأس قيادته يوما ما فى حين لا تتهم بقية المؤسسات العسكرية من شرطة او غيرها ولا حتى بقية تلك المؤسسات المدنية من وزارة للمالية على سبيل المثال او اي وزارة اخرى بالأدلجة كما اتهم الجيش. أعود وأقول هذه دعوة باطلة، دعوة ان الجيش تمت أدلجته فقط بسبب وجود قادة له يتبعون الى النظام البائد، الادلجة الحقيقية التي نتخوف منها هي إرادة بعض قوى اليسار بتطعيم هذه القوات قوات الشعب المسلحة بفئات من قواها لتتم الأدلجة الحقيقية مكان تلك الادلجة المزعومة. هذا هو سبب تلك الدعوة الباطلة ولا يوجد حقيقة بين الشعب السوداني وقواته مشكلة ابداً او انعدام ثقة عدا تلك الأصوات العالية التي لها إشكالات مع الاتجاه الاسلامي الذي حكم البلاد طوال تلك الفترة التي ظلم فيها كل السودانيين ولم يظلم فقط تلك الفئة من اليسار. في تقديري أن السكوت على قول وزير الإعلام بأن هناك انعدام ثقة بين الجيش والشعب السوداني هو إقرار بما ذكره أولئك المتطاولون على تلك القوات السودانية الباسلة لذا كان ذلك المقال موضحا أن دعوى أدلجة الجيش وعدم الرضا عنه سمعناها من بعض الحركات المسلحة وعدد من طوائف أهل اليسار لا غير.