سحابة مترعة بحزن حالك السواد كجواد أسحم أراها تزحف مرتعشة بالأمس من هول الفاجعة لتخيم هادئة ساكنة في سماء مدينة العلم والنور"الدويم". مدينة هبت عن بكرة أبيها من غفوة مباغتة لتودع بعين دامعة، وقلب مكلوم أعز، وأنبل، وأنقي ، وأتقي وأعف أبنائها البررة: الراحل المقيم الرجل الخلوق معلم الأجيال"أحمد عبد الله حسونة"عطر الله مثواه. رحل عن دنيانا دون استئذان، ليهنأ بدار النعيم، دار البقاء. تاركا من ورائه كنزا ثمينا لا يفنى من القيم ومكارم الأخلاق ومعينا لا ينضب من العلم والمعرفة ، الفن ،الإبداع والموهبة.ولولا أن نعاه الناعي لكذبت الخبر الذي ارتعشت له أوصال جوالي. عرفناك "يا أحمد" دوحة من المعرفة وارفة فيحاء تقذف بثمارها الطيبة لكل طالب علم ومعرفة . عرفناك "يا أحمد" معلما شاملا،حصيفا، ودودا، صبورا و حميما ، وفنانا مبدعا بارعا ، وعرفناك "يا أحمد" تقيا ، نقيا ورعا تحتضن كفتاك دائما كتاب الله. عرفت فيك"يا أحمد" أمك الرؤوم"بخت الرضا" نجابتك النادرة وأناملك الرقيقة العبقرية وهي تخط وترسم الحروف والكلمات الوسيمة الزاهية، بريشتك الرشيقة الحصيفة، المنمقة المموسقة في أسفارها ومجلداتها. إن جرحنا فيك "يا أحمد"لغائر، ومكانك بيننا لشاغر. تفتقدك اليوم "يا أحمد" رفيقة دربك، زوجك المصون مربية الأجيال القامة التربوية "مقبولة الشيخ".حفظها الله وأبقاها. ويفتقدك اليوم"يا أحمد" فلذة كبدك "معتز"وشقيقاته العفيفات.يفتقدك اليوم "يا أحمد "إخوانك" محمد، الطيب راشد ، وإسماعيل".ويفتقدك اليوم "يا أحمد"أهلك ، عشيرتك، أصهارك وأصدقاؤك. ونفتقدك اليوم "يا أحمد" نحن رفقاء القلم، الكتاب والطبشيرة…يا إلهنا قد جاءك عبدك "أحمد"خاشعا خاضعا يبتغي رحمة وعفوا منك، فأغدق عليه من سيل رحمتك وفيض عفوك،" ووسده الباردة" .وطيب مرقده، وأدخله الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.إنا لله وإنا اليه راجعون. أخ مفجوع جوال رقم 0918215002