السنة تنطلق صادقة من شتى دول العالم تلهج شكرا، إطراء وتقديرا لما من الله به على المواطن السوداني من قيم values سمحة ونبيلة ومكارم أخلاق::: طهر، نقاء سريرة، سماحة، سخاء فطري موروث، تكافل، نزاهة، صدق، يد بيضاء ممتدة وتضميد لجراح المعوزين المفجوعين. تحكي الذاكرة ان المواطن السوداني المقيم بالسعودية"الاخ علي محمد علي، صهر ابني راشد " وقف بعربته البوكس أمام احد البنوك بالمملكة، وبعد ان قضى غرضه، انطلق بسيارته، وعندما قطع شوطا بعيدا، وجد ان بصندوق العربة حقيبة حديدية ضخمة محكمة الإغلاق.عاد للتو للبنك متعجبا ومندهشا ليعيد الحقيبة لأصحابها. وعند وصوله صابه فزغ صامت وهو يرى المكان يحتشد برجال الشرطة وعملاء البنك، وأصواتهم تعلو وتلهث بحثا عن سارق الحقيبة المكتظة بالريالات!وكم كانت دهشة الحضور، والمكان يضج بالتهليل والتصفيق الحاد وهم يشاهدون بأم العين المواطن السوداني يضع الحقيبة امام أعينهم ، ويسلمها لأصحابها. وعرف فيما بعد ان الحقيبة قد وضعت بالخطأ في عربة السوداني، لتشابه العربتين. علق أحد المشاهدين قائلا:"ده لا بد يكون سوداني."اي أمانة هذه… وأي نزاهة هذه…؟! أليس هذا الحدث شاهدا على قيمنا الذهبية ؟ بالأمس ودع ابناء مدينة الدويم ابنها البار"الراحل المقيم عبد الستار عابدين فتاح عطر الله مثواه. ":احد قاماتها، ومن مناراتها السامقة، كان دوحة وارفة فيحاء تقذف بثمارها الطيبة لكل من تعثرت خطاه من ضنك العيش، وضيق ذات اليد. أليس هو الانموذج الحقيقي للسوداني الأصيل الشهم صاحب اليد البيضاء؟ وفجأة داهم صديقنا وحبيبنا"ستروف" السقم اللعين، وساد الوجوم مسقط الرأس، وارتعشت الأوصال . وعلى الفور نقله أبناؤه للخرطوم ، وهناك حفيت الأقدام بحثا عن مشفى للعلاج، دون جدوى وعادوا وقد حصدوا السراب ليحتضنه فيما بعد ثرى الوطن الصغير. أخبرني فيما بعد صديقي"يس حامد يس"وكان يتحدث لي بصوت هامس خافت، ونفحات من حزن وأسى خفي، وحياء مدسوس تتقاذف من عينيه الذابلتين .حدثني صديقي"يس" ولسانه يلهج شكرا وثناء لوفاء، سخاء عرفان، أريحية ، ونخوة ابن الدويم البار"عباس الحاح" الصديق الحميم"لستروف" قال "يس" امتطى"عباس" سيارته الفارهة مسرعا متوجها ليلا للخرطوم ووجهه كئيبا متجهما وقلبه يقطر دما من هول المصيبة.ذهب وعاد ومعه في تلك الليلة نفسها عدة أنابيب للتنفس وكمية من الأدوية المنقذة للحياة ، التي بدأ في استعمالها على الفور"لستروف".ولكن فاضت الروح لبارئها، وانقبضت الأنفاس وانهمرت دموع الوداع…لم تصبني الدهشة عندما حدثني أخي"يس" عن وفاء و شهامة وأريحية اخي "عباس الحاج"، فقد عرفناه جميعا في الزمن الجميل، وهو الربان الماهر لسفينة مؤسسة الوطن الرياضية الثقافية الاجتماعية، والتي وضعها"عباس" في حدقات عينيه ويغدق عليها من حر ماله ، ومن منهله العذب الذي لا ينضب، حتى سمق نجمها وعلا شأنها.كما لم يبخل على توأم مدينته": بخت الرضا "فكان لها العين الساهرة والأذن الصاغية. حفظك الله يا"عباس"ذخرا للام الرؤوم الدويم…وأبقاك "ياعباس"ذخرا لوطنك الغالي السودان، ورعاك الله"ياعباس" وفيا مخلصا ودودا لأحبابك وأصدقائك…..رحم الله عبد الستار…ابن الدويم…جوال رقم…0918215002