بلا شك أي فاجعة تحمل بين طياتها قصصاً مؤلمة للغاية، وكذلك فجيعة السيول الأخيرة التي ضربت البلاد، (كوكتيل) نقبت وبحثت عن تلك القصص الماساوية وأصحابها الحقيقيين…فماذا وجدت.؟ (1) أمينة حسن أم ل(6) أطفال، انهار منزلها بالكامل، جراء السيول التي اجتاحت حي العرب جنوب منطقة التكينة ودعتمان ريفي بحري، قامت بتشييد "راكوبة" لإيواء أطفالها، لفت انتباهي أنها تقوم ب(عواسة الكسرة بالحطب) لإطعام أطفالها، وهم يجلسون حولها، وتكاد "بطونهم" تتحدث من شدة الجوع، والدموع تسيل على خدهم كالسيل الذي غمر منازلهم، ويرددون بصوت عال (يا أمي لدينا الأكل) وهي تتردد مبتسمة "اصبروا يا أولادي قربت انتهي"، أمينة ليست لوحدها التي تعيش مأساة، بل هناك (35) أسرة فقدت منزلها، وباتت في العراء. (2) الحاجة عشة أحمد مقيمة بمعية أسرتها في " العراء"، قالت ل(كوكتيل) حوالي الساعة الثانية فجرا ًسمعنا "صراخ وعياط" بتعرض الجسر الواقي للمنطقة إلى كسر أدى لغمر الحي بمياه النيل، ويجب إخلاء المنازل، وفي البدء لم تصدق ذلك وكأنه حلم، ولكن صوت النواح والصراخ أتى من كل الجهات، فقمت مذعورة ولم يكن هناك خيارإلا وأيقظت أبنائي من النوم، وخرجنا مع "الجيران"، إلى العراء بالقرب من "مقابر الحلة"، وبعد ساعات قليلة أتاناً خبر بأن، منزلي قد انهار بالكامل، فقد كاد الخبر أن يقتلني، ولكنه في الآخر قضاء وقدر. (3) عبد الخالق السنجك – عضو لجان مقاومة منطقة التكينة ودعتمان، قال ل(كوكتيل) إن الوضع بالمنطقة مأساوي للغاية، موضحاً أن السيل غمر حياً كاملاً "حي العرب" جنوب منطقة التكينة ودعتمان، وأدى إلى انهيار (35) منزلاً بالكامل، وهناك عدد من المنازل مهددة بالانهيار. السنجك أضاف قائلاً، إن الأسر التى غمرتها المياه، تقيم الآن بالقرب من المقابر، وقاموا بتوفير بعض "الخيم"، مشيراً إلى أن بقية المنطقة مهددة بالسيل، لا سيما وأن البحر يشهد ارتفاعا يومياً، وأن شباب المنطقة يقومون بحراسته (24) ساعة، وبالورديات. عضو لجان المقاومة أوضح أن المنطقة تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، وخصوصاً طلاب الشهادة السودانية. (4) (لقيت نفسي في نص السيل، أول حاجة طلعت بتي الحامل وأمي العيانة) هكذا ابتدرت المواطنة ريا أحمد حامد حديثها من سكان المنطقة المنكوبة ل(كوكتيل)، وقالت إنها تفاجأت بالسيل ولم تجد نفسها إلا وهي وسط السيل، وأول شيء قامت به هو إخراج والدتها المريضة، وابنتها الحامل، والتى جاءت من منزل زوجها من منطقة آخرى ، وخصوصاً إن هذه أيامها الآخيرة لوضع جنينها "الولادة". ريا أشارت إلى أن سرعة السيل كانت قوية جداً، حيث انهارت ال(4) غرف بالكامل وفي عدة ساعات، طالبة من الجهات الرسمية والمنظمات الخيرية بمساعدة المتضررين بالمنطقة.