البلاد في انتظار المؤتمر الاقتصادي الذي يجري التحضير اليه منذ زمن ليس بالقليل. وجاء اليوم الموعد والأمة السودانية تنتظر الحل والفرج الاقتصادي والحلول المدروسة وإنزالها على أرض الواقع. شاهدت جزءاً من المؤتمر على قناة النيل الأزرق وصدمت وصعقت وكدت اتقيأ مما سمعت ورأيت. الذي في رأسي ان هذا المؤتمر سيكون عددا من الأوراق لا تزيد عن الأربع تتبنى كل ورقة مدرسة من مدارس الاقتصاد، اقتصاد رأسمالي، اقتصاد اشتراكي، اقتصاد إسلامي واقتصاد الانكفاء على الذات. ويتناقش عدد قليل من أهل كل فكرة مع الآخرين وفي النهاية يتم التزاوج بين هذه المدارس ويؤخذ من كل مدرسة ما يناسب الواقع السوداني وتبلور في برنامج واحد محدد المدخلات والمخرجات وتتبعه جداول زمنية. غير ان الذي رأيت وسمعت من حماس سوداني وكل يقول ما يشاء في حرية تامة، وطبعا هذا شيء جميل ولكن تحت عنوان آخر غير عنوان المؤتمر الاقتصادي الحلم الذي كنا ننتظره. مدنيااااو مدنياااوا والحمد لله لم يردد خلفها أحد وتحدثت عن الاغتصاب وقوانينه ويجب تعميم قانون الخرطوم على كل السودان كل هذا في المؤتمر الاقتصادي الكنا بنحلم بيه، ما شاء الله. آخر يتحدث بحماس ويطالب برفع الدعم بكل شجاعة. وأستاذ جامعي صفقت له القاعة كلها يوم طالب بإبعاد مدني عباس مدني وهو سبب الكارثة ونسي القراي. ما كله اقتصاد. ما سمعت ولا قرأت مادحاً لجلسة المؤتمر الا واحدة أثنت على قدر الحريات المتاح ونقد الماضي. كلنا مع الحريات ولكن لكل مقال مقام ومؤتمر اقتصادي يجب ان لا يخرج ويصبح ليلة سياسية او ركن نقاش. المؤتمر الذي جرى الإعداد له يجب ان لا تكون فيه مفاجآت، أوراق معدة جيداً ومعقِّبون سمعوا جيداً وتوصيات يتفق عليها وتصاغ بوضوح. لا مجال لرفع الأصوات ولا رفع الأصابع ولا تهافت على المايكرفون. هل سيعاد المؤتمر وتصبح هذه تجربة يخلص منها الى الأخطاء التي بدأت في كل شيء؟ هل يعتبر هذا هو المؤتمر المراد وهناك توصيات معدة مسبقا، كما كان يفعل النظام السابق، وتمرر رضي من رضي وأبى من أبى. نسمع عن المؤتمر الجامع الذي ظل يدعو له الإمام الصادق رئيس حزب الأمة هل سيكون بهذا التوهان ام يعلم حزب الأمة ما يريد من المؤتمر الجامع ونسأل هذه (الجامع) ما حدودها هل سيدعى اليه الأربعون مليوناً كلهم على صعيد واحد لا أدرى أي مكان سيسع هذا المؤتمر الجامع ام جامع للأحزاب وعددها قبل المصالحة فوق المية حزب، كم هو عدد الأحزاب بعد الاتفاق الموقع بالأحرف الأولى؟ اللهم نسألك أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك.