الأجهزة الأمنية والشرطية.. عيد بعيون مفتوحة تقرير: هاجر سليمان ينتظر المواطنون الأعياد بأحاسيس مختلفة يفارقون فيها الكثير من الضغوطات ويعيشون فيها ضغوطات ربما اقتصادية ولكن يطغى عليها الإحساس ب(اللمة)، ولكن في اتجاه آخر ظلت الأجهزة الأمنية والشرطية تستقبل العيد بأعين مفتوحة في حماية الثغور، وبمخاوف جمة تحسباً لأي طوارئ أو مستجدات قد تطرأ على الأوضاع داخلياً وخارجياً سيما وأن الكثير من المعلومات توفرت خلال الفترة الماضية عن ضبط كميات من الأسلحة والذخائر المهربة في مواقع وولايات مختلفة في البلاد، وربما ذلك وغيره ما دفع الأجهزة الأمنية للإعلان عن خطتها التي تؤمن من خلالها العاصمة القومية الخرطوم من خلال نشر (57) سرية من الشرطة خلال عطلة عيد الأضحى المبارك. توقعات شرطية تسريبات وتوقعات بحدوث شيء ما خلال عطلة عيد الأضحى المبارك ما دفع بشرطة ولاية الخرطوم بوضع خطة لتأمين المنشآت والمرافق الحيوية والاستراتيجية المهمة داخل ولاية الخرطوم الأمر الذي جعلها ترصد ذلك الكم الهائل وتدفع بهم لتأمين كافة المرافق الحيوية والأمنية بالعاصمة، وقال مدير شرطة ولاية الخرطوم بالانابة اللواء محمد أحمد علي في مؤتمر صحفي عقد أمس بأن الشرطة أعدت خطة لتأمين ولاية الخرطوم تنقسم إلى محورين جنائي وأمني بقصد تحقيق الطمأنينة وبسط هيبة الدولة وتأمين كافة المنشآت الحيوية والاستراتيجية المهمة داخل ولاية الخرطوم والعمل على نشر قوات الشرطة بالمناطق الطرفية لمكافحة الجريمة ومعتادي الإجرام ومناطق تصنيع الخمور والمخدرات وتأمين السجون من الداخل والخارج وتوقع محمد حدوث عملية تخريبية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك للمنشآت والمرافق الحيوية المهمة كشبكات المياه والكهرباء إلا أنه قال إن الشرطة متحسبة لأي سيناريوهات وأن لديها تنسيقاً مع كافة الأجهزة الأمنية وأنها تتعامل مع أي معلومات قد ترد وتحملها محمل الجد وقال علي (لانخاف الخلايا النائمة)، وإن أمن البلاد خطاً أحمر، وأعلن مدير الجنايات بأن الخرطوم خالية من السلاح وذلك بفضل الجهود المبذولة من الأجهزة الأمنية وقال خلال الأسابيع الماضية تم ضبط أربعة مسدسات غير مرخصة بحوزة مواطنين واتخذت ضدهم إجراءات قانونية، وناشد مدير الجنايات المواطنين الاهتمام بالأطفال خاصة في المناطق الطرفية حتى لايقعوا ضحية لضعاف النفوس. وأكد اللواء علي أن الخطة التي وضعتها شرطة الولاية والتي بدأ تطبيقها منذ مطلع الأسبوع تهدف للتصدي لكافة المهددات الأمنية وبسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وتوفير الأمن والطمأنينة عبر تأمين المرافق المهمة والاستراتيجية وحفظ الأمن والنظام بالأسواق والحدائق والمنتزهات وأماكن التجمعات والتصدي لمعتادي الإجرام ومنع نشاطهم واتخاذ إجراءات منعية ضدهم بالإضافة إلى تأمين السجون والنزلاء وتنظيم حركة المرور ومراقبة الشواطئ مؤكداً على إحداث سيطرة أمنية كاملة قبل وخلال عطلة العيد. من جانبه قال مدير مباحث ولاية الخرطوم بالإنابة عميد شرطة ياسر الكتيابي إن كل الأجهزة الأمنية اتجهت لقفل مداخل العاصمة وتعزيز وتكثيف الانتشار بها لمنع تسرب السلاح إلى داخل الولاية مشيراً إلى أن هنالك لجنة مكونة من قبل وزارة العدل لمكافحة تسرب الأسلحة إلى داخل ولاية الخرطوم خولت لها من السلطات مايكفي للتعامل مع القضية موضحاً أن أي سلاح غير مرخص يعتبر غير مشروع يعرض صاحبه للمساءلة القانونية أياً كانت شخصيته موضحاً أن السلاح الذي تم ضبطه في طريقه للخرطوم أو بداخلها كان معظمه لأغراض الإتجار بينما البعض الآخر لأغراض أخرى مناشداً المواطنين بالإبلاغ الفوري عن أي تحركات تحسب غير اعتيادية، وفي الوقت كان وزير العدل محمد بشارة دوسة قد شكل لجنة للتحري والتحقيق في بلاغات حيازة السلاح دون ترخيص وتهريبه داخل ولاية الخرطوموالولايات الأخرى، بعد أن تكررت ضبطيات أسلحة مهربة إلى العاصمة السودانية بشكل لافت. تنوير كامل وفي جانب آخر التقى النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه بوزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد حيث قدم الأخير تنويراً كاملاً للنائب الأول عن مجمل الأوضاع الأمنية وخطة وزارة الداخلية لتأمين البلاد أثناء عطلة عيد الأضحى المبارك حيث أكد وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود خلال اللقاء مع طه بالقصر الجمهوري أمس انخفاض معدلات الجرائم الجنائية بكل الولايات عدا تلك التي أحدثها التمرد في جنوب كردفان ودارفور اللتين قال إنهما تشهدان الآن استقراراً أمنياً، فيما أعلنت وزارة الداخلية عن خطة أمنية كبرى لتأمين العاصمة القومية والولايات المختلفة إلا أن خطة العاصمة القومية التي أفصحت عنها الشرطة جاءت أشد لهجة من ذي قبل حينما ضاعفت الشرطة من قواتها المشاركة فى العملية التأمينية كأول مرة تحشد خلالها الشرطة ذلك الكم الهائل من القوات لتأمين العاصمة القومية والبالغة (57) سرية حسب ما أعلنت هيئة قيادة الشرطة ..مكونة من كافة إدارات الشرطة المختلفة حيث قررت الشرطة نشر تلك القوات بكافة أنحاء العاصمة بالتركيز على المناطق الطرفية، وفى الوقت الذي سبق فيه الإعلان عن خطة تأمينية لعطلة العيد أعلن وزير الداخلية قبل أيام عن إحباط «19» محاولة لتهريب السلاح والذخيرة للبلاد تم القبض فيها على «24» متهماً، مبدياً مخاوفه من وجود «6» تحديات أمنية تواجه البلاد فيما لم يستبعد المؤتمر الوطني وجود خلايا نائمة لقطاع الشمال بالخرطوم ذات علاقة بشحنات الأسلحة المضبوطة مؤخراً. خلايا نائمة وكانت وسائل الإعلام قد نشرت تحذيرات على لسان القيادي بالمؤتمر الوطني د.قطبي المهدي من وجود خلايا نائمة بالخرطوم، وطالب في الوقت ذاته السلطات بقيادة حملة منظمة للكشف عن أي سلاح غير مشروع داخل الولاية وتشديد الرقابة على مداخل العاصمة لمنع دخول أي سلاح عن طرق التهريب، داعياً الجهات المختصة لأهمية توعية المواطنين وحثهم على التعاون والإبلاغ عن أي تحركات مريبة بالأحياء والمدن لأن القضية تهدد أمن الدولة واستقرارها، لافتاً النظر إلى أن مسألة الخلايا النائمة في غاية الخطورة. ولم يستبعد قطبي في تصريحات صحفية وجود مخطط من قبل الحركات المتمردة لضرب العاصمة وإحداث نوع من البلبلة وعدم الاستقرار، مشيراً لتكرار ضبط الشحنات الكبيرة من الأسلحة من بعض الولايات للعاصمة، وموضحاً أن الجهات التي ترسل السلاح للخرطوم تسعى لاستخدامه بواسطة عناصر مدربة عليه لتنفيذ مخططات وأهداف معينة، وقال إن القضية تتطلب اليقظة والحذر. وأبدى قطبي استغرابه من عدم إثارة تلك الضبطيات اهتمام السلطات المختصة لتشديد الرقابة على مداخل الخرطوم والعمل للكشف عن الخلايا النائمة المراد منها استلام تلك الأسلحة المهربة.