الله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بارض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فآيس منها فأتى شجرة فاضجع في ظلها، قد آيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ خطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح، ورد هذا الحديث في الصحيحين ونحن نستشهد به في صدر مقالنا لنبين اثر توبة العبد عند خالقه، والحق ايها الأحبة اولى أن يتبع فالله سبحانه وتعالى يعرف ضعفنا نحن بني البشر ويعرف ان الخطيئة اصل فينا لذلك جعل الاستغفار عن الذنب والتوبة والأوبة إلى الحق من الفضائل العظيمة، ولرحمته بنا جعل باب التوبة مشرعاً امام المؤمن حتى لحظات الغرغرة، وفي المقابل فإن تجاوز الحق والإصرار على الخطأ هو المكابرة والعزة بالإثم والتمادي في الظلم، وهو قطعاً غير مطلوب لانه يخلق العداء ويوغر النفوس وينسف قوائم الاستقرار، ويتحول المناخ كله للترصد، والمجتمع السوداني لم يعد ذلك المجتمع القديم الذي تسيطر عليه الحمية والانتصار للذات على الأقل في المدن والحواضر فقد غشيته موجات من الوعي بفضل الانفتاح عبر الوسائط على العالم من حوله موجات الوعي تلك جعلته يعتبر المعتذر شجاعاً واميناً يوالي الحق وقلبه عامر بنوازع الخير والفضيلة والرحمة، وفي الحديث ايضاً من واجب المؤمن على أخيه المؤمن إن كان ظالماً أن يناصحه ويرده عن ظلمه ويمنعه من الظلم، فيا أيها المعنيون بخطابنا أصدقكم القول أإكم على مرمى دعوات مظاليم كشوفات 27/2/2020م وانا لكم ناصح ونحن على اعتاب المحكمة الادارية حفظاً للود الذي بيننا وسنوات الزمالة الاولى بالتقدير والاحترام ونصراً للحق الذي يعلو ولا يعلى عليه إن كان في الإمكان تفادي هذا الطريق، طريق المحكمة فمثولنا أمامها يعني اننا استنفدنا كل فسحة للمروءة وموات روح المبادرة، وفي قضيتنا المنظورة أمام المحكمة الإدارية انتم اهل الشوكة والقدرة ونحن طلاب حق نراه كالشمس في رابعة النهار، حق مسنود بالقانون وبتقاليد إدارية رسختها الخبرة والتجربة الطويلة واستقر عليها العمل في الشرطة، وفق كل ذلك مسنود بإيمان (1060) ضابط شرطة بعدالة قضيتهم . وقد تنجح تاكتك من هنا أو هناك في حسم القضية لصالحكم مثلاً، سيكون ذلك كالنصر الذي حققه يزيد بن معاوية على الحسين بن علي في كربلاء، فالنصر المشهور والمنظور بالكيد والتدليس كان في صالح يزيد الذي عاد بعد المعركة لحكمه تتبعه اللعنات، واستشهد السبط في كربلاء ورفرفت روحه في الآفاق رمزاً لحكاية مظلوم في التاريخ ونبراساً للثوار وطلاب الحق والشهداء في كل زمان ومكان . ايها الأحبة الزملاء الفرصة مازالت مواتية أمامكم جميعا لنقيل هذه العثرة باعتراف شجاع لن يزيدكم الا احتراماً وتقديراً ونحسب الخطأ الذي قضى بإحالة (1060) ضابط شرطة في اطار تقديرات البشر التي لا يمكن ان توصف بالكمال . قيل ان الأمير العربي سأل جلساءه وسماره يوماً سؤالاً لم يكن مألوفاً في مجالس الأمراء سألهم قائلاً من هو أشجع العرب فصمت الحضور برهة ثم قال أحدهم أبي أشجع العرب، فسأله الامير ماذا فعل أبوك ليكون اشجع العرب، قال الرجل، ابي غفر لأمي ما لا يغفره الرجال عادة للنساء، فقال الأمير أنت أشجع من أبيك يقصد أنه أذاع سر أبيه وسط هذا الرهط من العرب وهم قوم يقدسون الشرف، فقال الرجل يا أيها الأمير أصلابنا مديدة لآدم . في قضيتنا هذه وفي كثير من قضايا هذا البلد المنكوب نحتاج لشجاعة كشجاعة ذلك الأعرابي .