انطلقت في عدد من مدن الخرطوم أمس مواكب ال21 من أكتوبر، قوى مُختلفة وأهدافٌ متعددة، وانتشار أمني كثيف بالعاصمة الخرطوم، سبقتها اجراءات أمنية مُشددة بإغلاق جسور العاصمة منذُ منتصف أمس الأول "الثلاثاء" وحتى مساء أمس الأربعاء، الهتافات والمطالب في المواكب تباينت ما بين مؤيدٍ للحكومة الانتقالية، وخارجٍ ضدها أو مطالب بتصحيح مسار الثورة، ورفضًا لاتفاق سلام جوبا وتأييدًا له. وشهدت شرق النيل احداث عنف وقعت ظهر الامس واستمرت حتى مغيب الشمس عند كبري المنشية، أسفرت عن مقتل الشاب محمد عبدالمجيد محمد أحمد 18 سنة. الواحدة بتوقيت الثورة، كلٌ يحتفي على طريقته، هكذا بدت معظم التعليقات على مظاهرات أمس "الأربعاء" يحتفي آخرون بالحكومة الانتقالية، ويرفضها آخرون يُحسب بعضهم على النظام السابق، لكن العامل المشترك إزاء جميع هذه المواكب هو تفريقها بالغاز المُسيل للدموع دون تفريق بين مؤيدٍ ومعارض. وانطلقت المواكب في كلٌ من مدينة بحري المحطة الوسطى، المؤسسة، مدينة أم درمان، الخرطوم "جاكسون" الحاج يوسف، السجانة، شارع الحرية، الجريف شارع الستين، امتداد ناصر. هتافات مُتعددة وهتف البعض "الجوع ولا الكيزان"، وهتافات أخرى مناوئة للقوات الأمنية، فيما أحرق آخرون العلم الاسرائيلي رفضًا لأيّ اتجاه أو قرار للحكومة الانتقالية بالتطبيع مع اسرائيل. المظاهرات التي استمرت حتى مساء أمس ببعض المدن مع محاولات لتتريس بعض الشوارع دعت لها مجموعة من الأحزاب السياسية وقوى الحرية والتغيير وتجمُّع المهنيين، بهدف إصلاح الحكومة ودعم الثورة، بجانب دعوات لكيانات وجماعات مختلفة محسوبة على النظام السابق، للخروج من أجل إسقاط الحكومة. إشتباكات عنيفة بكبري المنشية ومقتل الشاب محمد عبدالمجيد احداث عنف وفي شرق النيل أدت الاشتباكات التي وقعت ظهر الامس واستمرت حتى مغيب الشمس عند كبري المنشية الى مقتل الشاب محمد عبدالمجيد محمد أحمد 18 سنة، بطلق ناري أثناء مشاركته في مليونية 21 أكتوبر، وإصابة عدد من المتظاهرين بحالات إغماء وإختناق. وشهد موكب لجان المقاومة بشرق النيل طرد لعدد من المواطنين ينتمون للنظام البائد كانوا يهتفون ضد حكومة الثورة حيث فروا من امام الثوار قبل الاشتباك معهم. وشهدت المنطقة المحيطة بكبري المنشية أحداث عنف، وسط إصرار لجان المقاومة لمناطق الحاج يوسف ودار السلام المغاربة والجريف شرق والهدي على عبور كبري المنشية طوال ساعات النهار وصد قوات الشرطة لهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، مما تسبب في سقوط عدد من الثوار بسبب الاختناق ووقوع حالات إغماء داخل المنازل المجاورة نتيجة لإلقاء البمبان داخل البيوت. ووسط إصرار لجان المقاومة تمكنوا عند وقت مغيب الشمس من إجبار قوات الشرطة بإتخاذ قرارها بالانسحاب من مدخل الكبري، وأثناء توجه الثوار للكبري دوت طلقات للرصاص الحي سقط على إثرها الشاب محمد عبدالمجيد من أبناء الجريف شرق كركوج، حيث شيعه ليل أمس المئات من المواطنين مطالبين بالقصاص لمقتله. وعدد المتحدثين المواقف الوطنية لعائلة اب دقن التي ينتمي إليها الشاب محمد عبد المجيد والتى عرفت بنضالها ضد نظام الانقاذ البائد. تحذير ولاية الخرطوم وحذّرت ولاية الخرطوم أمس الأول، من أنّ لديها معلومات تكشف أن هناك من يسعى لاختراق هذه المسيرات لإحداث فوضى. وفي خطوةٍ استباقية أغلقت لجنة الأمن بولاية الخرطوم، الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاث والطرق المؤدية لمقرات قياة الجيش بوسط الخرطوم بحواجز أسمنتية، فضلاً عن إخلاء منطقة وسط الخرطوم وأمر التجار في السوق العربي بإغلاق المحال التجارية. وأحرق المحتجون، إطارات السيارات في بعض الطرق، مطالبين بتصحيح مسار الثورة والإسراع في تنفيذ متطلبات الثوار، وعلى رأسها محاسبة المسؤولين عن قَتَلة المتظاهرين خلال الثورة، تزامن ذلك مع خروج تظاهرات للمعارضين من المحسوبين على النظام السابق، وطالبوا بسقوط الحكومة في ظل نُدرة الخُبز والوقود. وردّد بعض المتظاهرين (الجوع الجوع ولا الكيزان). بينما حمل البعض، شعارات (يا حمدوك جاينك دغري تقفل شارع تقفل كوبري)، و(حال البلد مقلوب حتى الرغيف معدوم). قبضة أمنية ما قوبلت به هذه المواكب والتعامل الأمني أعتبرهُ البعض مفرطًا فيه لجهة أن هذه الحكومة أتت هي الأخرى عن طريق هذه الاحتجاجات والمواكب. وبجانب الاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع، والاعتداء على البعض بالضرب وفقًا لمحتجين ولجان مقاومة بري، تعرض فريق عمل مكتبي قناة "الحدث" سعد الدين حسن، و"سكاي نيوز" بقيادة خالد عويس، لمحاولات منع عن العمل والتصوير في بث مُباشر عن طريق قوات ترتدي زيا مدنيا تحمل عصى قبل أن يوضح لهم مراسل قناة العربية والحدث سعد الدين حسن ويسمح له بمواصلة التصوير ومغادرة القوات التي لم تُعرف إلى أيّ جهةٍ تنتمي. بينما منعت الأجهزة النظامية عددا من الصحافيين من الوصول إلى الخرطوم.