عند ولوجك إلى مدرسة الطيب شيخ إدريس الأساسية الحكومية (أمس) الأحد، تلحظ سكوناً بكل ما تحويه الكلمة من معنى في حركة الطلاب والمعلمين التي ربما تنعدم تماماً؛ فالمظهر العام للمدرسة لا يُوحي بقدوم امتحانات على تلكم المدرسة، دلفنا إلى المدرسة فوجدنا شخصاً منهمكاً في ترتيب بعض الأوراق ويبدو متذمراً بعض الشيء، سألته عن مكتب الإدارة، وأين المدير، فكانت إجابته أنه هو الوحيد الموجود بالمدرسة وعرّف نفسه بأنه أحمد حسين ضمن طاقم المعلمين بالمدرسة ولا شخص سواه، وأفاد (السوداني) بأن الاستعداد للامتحانات بمدرسته يسير كما هو مرتب له، من قبل وأن المدرسة في انتظار قرع جرس الامتحان. وأضاف الرجل أن عدد الطلاب الممتحنين بالمدرسة (16) طالباً فقط، منوهاً إلى أن قلة هذا العدد ترجع إلى الوسط الذي يعيش فيه الطلاب، لافتاً إلى إقبال أولياء الأمور على المدارس الخاصة وهجر الحكومية للطبقة (الكادحة)، وغالباً يسكنون في الأحياء الطرفية ويعتمد آباؤهم على العمل في (كمائن الطوب التي تجاور النيل، أو خفراء للعمارات التي تحت التشييد)، وقال إن المدرسة تعاني من عدم متابعة أولياء الأمور إلى أبنائهم الأمر الذي ينعكس على التحصيل الأكاديمي، وبعض الطلاب يترك المدرسة نسبة للظرف الأسري الذي لا يمكّنه من المواصلة في المدارس الحكومية أمثال هذه المدرسة ناهيك عن المدارس الخاصة، واختتم حديثه بأن العدد الكلي للطلاب بالمدرسة يبلغ (93) طالباً تتفاوت ما بين (7- 13) طالب في كل فصل. اكتمال الاستعدادات وتوجهت (السوداني) إلى مدرسة عثمان بن عفان للأساس بمنطقة بري، ولم يكن حالها أفضل من السابقة، فالبيئة الدراسية غير مناسبة بها ولا يوجد شيء يدل على قدوم الامتحانات سوى أرقام الحجر وغرف الكنترول، التقت بمدير المدرسة مصطفى محمد عبد الغني الذي أكد استعدادهم لبداية الامتحانات واكتمال كافة التجهيزات ابتداء من المراقبين إلى تحديد أماكن جلوسهم للامتحان، وقال إن جميع الطلاب حضروا للمدرسة وعرفوا أماكن جلوسهم وموقع الحجرات واستلموا بطاقاتهم من الإدارة وطلاب مدرستَي الطيب شيخ إدريس والزمالك طلبنا منهم التوجه لمدارسهم لأخذ بطاقاتهم منها، لأن المدرسة مركز لثلاث مدارس: الطيب شيخ إدريس والزمالك وعثمان بن عفان، ويجلس للامتحان 56 طالباً مقسمين على حجرتين بكل واحدة 28 طالب، وأضاف أن الوضع بالمدارس الحكومية سيئ جداً مقارنة بالمدارس الخاصة مما جعل نسبة النجاح تقل بشكل ملحوظ وسط الطلاب، لكن الإدارة تحاول بكل ما بوسعها لتحسين أوضاع الطلاب الدراسية، موضحا أن عدد الطلاب الجالسين من مدرسته 23 طالباً فقط، لا توجد بينهم روح المنافسة لأن المدرسة مقارنة بقية المدارس تعتبر الأضعف بسبب سوء بيئتها التعليمية، والطلاب الذين يلتحقون ليس لديهم أي اهتمام بالدراسة. ضعف بالمواد لم نكتفِ بالمدارس الحكومية فقط، بل توجهنا إلى إحدى المدارس الخاصة والتقينا بالمدير أبو ذر مبارك مدير مدارس أبو ذر الكودة، وأكد ل(السوداني) اكتمال جميع الاستعدادات داخل المدرسة وتمت تهيئة الطلاب نفسياً ومعنوياً للجلوس للامتحانات، وأضاف أن المدرسة مركز لأربع مدارس وعدد الجالسين للامتحان 230 طالباً موزعين على مركزين، أحدهما للبنين والآخر للبنات، وكل مركز به 25 مراقباً، موضحاً أن هناك بعض المواد بها ضعف من قبل الطلاب خاصة المواد الأساسية، لكن إدارة المدرسة لكن الإدارة قامت بمعالجتها عن طريق زيادة حصص التقوية والخضوع للامتحانات، كما تم وضع معالجات لبقية المواد التي يستصعبها الطلاب، وتعزيزهم بأوراق العمل وحصص ومعسكرات التركيز. تحسين أوضاع من جانبه اشتكى الأستاذ عثمان الطيب من الأوضاع المُزرية داخل المدارس الحكومية، وقال ل(السوداني) إن نسبة النجاح بمدرسته لم تتجاوز 68% في الامتحان التجريبي، وذلك مستوى أغلبية المدارس الحكومية وليس مدرسته فقط، لذلك أصبح أولياء الأمور يفضلون المدارس الخاصة، على الرغم من الجهد الذي تبذله إدارات المدارس، وأضاف: "أصبحت هناك فجوة واضحة لا يمكن معالجتها إلا إذا اتحد الأساتذة مع أولياء الأمور حتى يتحسن وضع المدارس الحكومية".