كلام الناس …نورالدين مدني يعلم الجميع أن قوى الحرية والتغيير تكونت من تحالف سياسي عريض من الأحزاب والفعاليات السياسية والمهنية والمجتمعية التي جسدت الإرادة الشعبية وأحدثت التغيير السياسي، وكنا نأمل في أن تحافظ على وحدتها خلال الفترة الانتقالية لاستكمال مهامها وتحقيق تطلعات المواطنين في غدٍ أفضل. للأسف طفحت الخلافات الحزبية مستعجلة الكسب السياسي داخل قوى الحرية والتغيير بدلاً من العمل على إعادة بناء أحزابها وكياناتها المهنية والمجتمعية، واستمرت الخلاقات الفوقية بلا جدوى. نعلم أنه لا يمكن إعادة قوى الحرية والتغيير لسابق عهدها خاصة بعد دخول لاعبين جدد في الملعب السياسي، لكن نأمل أن تجيء مشاركة القادمين لحظيرة السلام إيجابية بعيداً عن الأطماع الخاصة، وتوظيف كل الجهود نحو المواطنين الذين مازالوا يتطلعون لثمار السلام والعدالة ونيل حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير منقوصة. هذا يلقي على الأحزاب والاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والحركات المسلحة التي وضعت السلام أرضاً مسؤولية أكبر في دفع جهود الحكومة الانتقالية ومؤسسات الدولة المختلفة في تنزيل السلام العادل وسط المواطنين، وتنفيذ برنامج الإسعاف الاقتصادي ومحاربة الفساد الإداري والمالي وبسط العدالة ومحاكمة من أجرموا في حق الشعب والمساعدة في تأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين. إن الإتفاق الفوقي على السلام لايكفي إنما لا بد من تنزيله وسط المواطنين والتسامي على الخلافات الحزبية والمناورات الجدلية حول شعارات ومصطلحات لا تخدم للسودان ولا للمواطنين قضية. المرحلة الانتقالية ليست مرحلة مكاسب لأنها مهما طال الزمن مصيرها أن تسلم الحكم لسلطة مدنية منتخبة ديمقراطياً، هذا يتطلب الإسراع بعقد المؤتمر الدستوري الجامع داخل السودان للاتفاق على القضايا المصيرية شبه المتفق عليها وتهيئة المناخ للانتخابات. ليس من مصلحة أي طرف من الأطراف السودانية محاولة عرقلة مسار السلام والديمقراطية والعدالة، والاستمرار في التآمر البائس ضد الإرادة الشعبية الغلابة التي عرفت طريقها ولن تحيد عنه مهما كانت المصاعب والعقبات. إن الشعب الذي أراد الحياة بعيداً عن التسلط والقهر والظلم قادر على تجاوز طريق الآلام مهما طال السفر