أثار شُح السيولة بسبب إجراءات البنك المركزي الأخيرة، موجةً من السخط في أوساط التجار مما دفعهم للبحث عن بدائل أخرى لحفظ أموالهم بعيداً عن المصارف، الأمر الذي خلق بدوره مشاكل أخرى كانت خارج حسابات بنك السودان والمصارف نفسها بالتراجع الى حدٍّ كبيرٍ في كسب ثقة العُملاء والتي كانت تسعى حثيثاً لاستقطاب ودائعهم داخل الجهاز المصرفي. تاجر الجملة بالسوق العربي إيهاب مُحمّد قال ل (السوداني)، إنّ شُح السيولة أوقف حركة البيع، مُضيفاً أنّ بعض التُّجّار فضّلوا وضع أموالهم في خزن بالمنازل والبعض الآخر كوّن نظام "مقاصة" مع بعضهم لتسيير تجارتهم، وقال إنّ غالب التُّجّار لجأوا لشراء الخزن لحفظ أموالهم، مُتوقِّعاً حُدُوث شُح كبير في السلع وانعدام بعضها بالأسواق، وقال: هذه الأيام تُعتبر موسماً لتوفير احتياجات رمضان من السلع ولكن انعدام السيولة اخّر دخولها للأسواق. وانتقد تاجر فضّل حجب اسمه، سابقه التعامل "بالمقاصة"، لأنّ التُّجّار يتعاملون بالشيكات ولكل تاجر حساب في البنك ولكن السيولة أثّرت على المُبيعات ووقف السوق. وقال تاجر الخُضر والفاكهة أبكر حمزة، إنّ شُح السيولة ليس قاصراً فقط على السلع الاستهلاكية، بل حتى تُجّار الخُضر والفاكهة والذين تَأثّروا أيضاً بتوقف حركة البيع وخاصّةً السلع المُستوردة، وقال إنّ أغلب التُّجّار يُفضِّلون الاحتفاظ بأموالهم بطرقهم الخاصة سواء كان في خزن بالمنازل أو في "شنطة حديدية وبطبلة ومفتاح" ذلك هو الحل الأمثل، وقال إنّ الصرافات لا تتوافر فيها كميات كبيرة من الأموال التي تغطي حاجة التُّجّار، مُضيفاً أنّ تراجع القوة الشرائية دفع المُواطنين لشراء سلعه بكمية طفيفة ممّا أحدث رُكُوداً وتراجعاً كبيراً في حركتي البيع والشراء.