ونقلت تقارير إعلامية عن مصدر لم يتم تعريفه بأن الفيديو وُضِعَ فيه علما السودان وإسرائيل على الحائط بواسطة شريط لاصق يفضح فبركة الفيديو، مضيفاً أن الشخصيات في الفيديو تمثل، وأن الفيديو تم إخراجه بدول مجاورة للسودان. فيديو التطبيع مع تل أبيب أعاد للأذهان انتشار العديد من الفيديوهات المفبركة والصور بل والتسجيلات الصوتية التي يحاول مخرجوها توظيفها لأغراض بعينها. ماذا جاء في الفيديو الإسرائيلي؟ مخرج الفيديو أو من قام بتصويره ونشره طبقاً للمعلومات المتاحة، هو أحد أبناء دارفور في الدول الأوروبية ويدعى شريف جدو، أعد الفيديو الأخير بطريقة توحي بأنه مسؤول سوداني يجري مباحثات رسمية مع مسؤولين من إسرائيل. وطبقا لترجمة غير رسمية ل(السوداني) أمس، فإن الفيديو يشي بأن أي طرف تعمّد إرسال رسالة بعينها، وصولا إلى أن الخرطوم وتل أبيب في مرحلة الود والسلام. ويبدأ الفيديو بترحيب مترجم المسؤول الإسرائيلي بالوزير السوداني المزعوم – شريف جدو - بعبارة: (فرصة سعيدة سعادة الوزير)، ويواصل المترجم نقل كلمات المسؤول الإسرائيلي بالقول: أُبلغكم التحيات الحارة من وزير الخارجية الإسرائيلي السيد ليبرمان، وهو سعيد جداً بهذا اللقاء ويؤمن بضرورة التعاون بين إسرائيل والسودان. ويتتابع السيناريو بقول المسؤول الإسرائيلي عن طريق المترجم وإضافته: من جانب آخر أنقل إليكم استعداد سلطات صناعة الطائرات في إسرائيل لمواصلة التعاون مع القوات الجوية السودانية الذي بدأ منذ العام 2009م. ونحن سوف نكون سعيدين جداً إذا تمكنت الحكومة السودانية من إيقاف تدفق شحنات الأسلحة القادمة من بورتسودان عبر البحر الأحمر إلى قطاع غزة.. وأبلغكم بأن رئيسي بنيامين نتنياهو يعتبر الرئيس البشير رجلا شجاعا وذا مصداقية ويتمنى تطور العلاقات السودانية الإسرائيلية في المستقبل رغم خلافات الماضي. ويمضى المترجم بقوله: نحن فخورون بعلاقاتنا مع الرئيس السيسي وعدد من رؤساء المنطقة الأقوياء الذين يقودون شعوبهم نحو السلام. وأضاف: نحن نحتاج السلام. الفيديو ينقل عن الوزير المزعوم - شريف جدو - تحدثه خارج نطاق موضوع المسؤول الإسرائيلي الذي كان يتحدث الإنجليزية، فيما كان الوزير السوداني المزعوم يتحدث العربية، وذهب المسؤول السوداني المزعوم في حديثه إلى أهمية إسرائيل بالمنطقة وفي عملية السلام وخيار الدولتين؛ الأمر الذي فسره كثيرون بأنه يعني عدم إلمام الوزير المزعوم باللغة الإنجليزية أو أنه تعمد عن قصد الحديث عن موضوعات لا علاقة لها بما قاله مترجم المسؤول الإسرائيلي. وبحسب معلومات (السوداني) أمس، فإن الوزير المزعوم جدو، سبق أن سجل فيديو عن لاهاي ليتضح لاحقاً أنه غير حقيقي. أغراض متعددة وهدف واحد رئيس دائرة الإعلام الإلكتروني السابق بإعلام المؤتمر الوطني ياسر العطار يذهب في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن الفيديوهات والصور المفبركة يتم توظيفها لتحقيق هدف مشترك، وهو تشتيت انتباه المتلقي أو المواطن عن غرض بعينه أو التأكيد على موضوع خلافي للحكومة. ويوضح العطار أن الكثير من الفيديوهات كانت تتزامن مع احداث كبيرة كالأوضاع الاقتصادية الأخيرة، حيث برع الناشطون سياسيا في تصوير فيديوهات تعمل على إثارة المواطنين وتعبئتهم ضد الحكومة ومؤساستها الاقتصادية. ويستدعي العطار فيديوهات بعينها كأمثلة، مثل فيديوهات عن صفوف العملاء أمام أحد البنوك لسحب إيداعاتهم، لإحداث ارتباكٍ للمواطنين، وأضاف: فيما برع نشطاء آخرون في بتر فيديوهات لمخاطبات الرئيس ونشرها مثل ما حدث في خطاب الرئيس مؤخراً بأم روابة لإخراج الحديث عن سياقه الذي قيل فيه أو بتر الجزء المكمل له، مشيرا إلى أن بعض الفيديوهات حقيقي لكنها توظف لموضوع آخر لا علاقة له بمحتوى الفيديو، وأخرى مقتطعة من مناسبة بعينها لتوظيفه أيضاً لهدف بعيد. سر التوقيت العطار كشف عن أن أصحاب تلك الفيديوهات يصطادون التوقيت بصورة احترافية مثلا تحسن علاقات السودان الخارجية مع إحدى الدول فيتمُّ نشر فيديو لضرب تلك العلاقة أو التشويش عليها وتغطيتها بموضوع مفبرك، وأضاف: بالتالي شغل الرأي العام وتشتيت انتباهه عما حدث حقيقة. ويلفت ياسر إلى فيديو تم تداوله مؤخرا عن إطلاق سراح زعيم المحاميد موسى هلال، على الرغم من صحة الفيديو وشخوصه، إلا أنه كان في مناسبة أخرى وليست إطلاق سراح هلال الذي ما يزال محتجزا. أبرز الفيديوهات في أكتوبر من العام 2016م أعدَّت منظمة العفو الدولية فيديو عن تعرض مواطني جبل مرة لأسلحة كيميائية، وقالت إن الجيش استخدمها أثناء قتاله مع حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور.. آنذاك وُصِفَتْ الحكومة الفيديو المتداول بشكل كبير، بأنه مفبرك ولا يمت للحقيقة بصلة. مدللة على فبركته بأن الصبيان الظاهرين في الفيديو يرتدون "جلابيب" ملونة تُرتدى عادة في غرب إفريقيا وليس دارفور. أبناء الشيوعيين وأموال المغتربين أيضا من الأمثلة على التسجيلات المفبركة تسجيل عن حديث نُسِبَ لرئيس الجمهورية عن مزارعي مشروع الجزيرة، أشار إلى أن الرئيس نعتهم بأنهم أبناء شيوعيين، فيما أثار تسجيل مُسرّب أيضا إبان الأزمة الاقتصادية عن حديث للبشير عن أموال المغتربين وعدم جدواها في حال لم يقوموا بإرسالها عبر البنوك السودانية، وهو ما سارعت الحكومة وقتها بنفيه وتصحيحه بما قيل في الاجتماع. تزوير مصور في العام 2010م سارعت الحكومة لحجب مواقع على الشبكة العنكبوتية.. الخطوة الحكومية جاءت كرد فعل على تداول فيديو يحكي عملية تزوير في أحد مراكز الاقتراع بشرق السودان إبان انتخابات 2010م، فلم يكن أمام الخرطوم سوى نفي صحة الواقعة وحجب الفيديو، لكن مفوضية الانتخابات عادت وأكدت صحة الواقعة. عروسات لبنان أما أطرف ما تم تداوله عبر ال(سوشيال ميديا) مؤخرا من صور مفبركة كانت لمتظاهرات لبنانيات حيث قام مفبرك الصورة بتغيير ما كتب في اللافتات التي يحملنها المتظاهرات ووضع عبارات تعلن إعجاب اللبنانيات بالرجل السوداني. الصورة أحدثت نقاشا وجدلا استمر لأيام في تلك الوسائل ليتضح لاحقا حقيقة قصة الفتيات البنانيات. قاتل أديبة أيضا من التسجيلات الحقيقية التي تم توظيفها لغرض بعينه، مقطع أعده أحد أقرباء أسرة القتيلة (أديبة)، أعلن فيه عن إلقاء القبض على الجناة وهم من إقليم دارفور.. لاحقاً أُدين مفبرك القصة في المحكمة بنشر أخبار كاذبة. ويعد هذا من التسجيلات المختلقة، وتم تفسير الأمر بأن صاحب الفيديو حاول تشتيت الانتباه في أخطر قضية ما تزال أمام القضاة ولم يُعلَن عن مرتكبها. (تأكد واتأكد) موخراً أنشأ عدد من المختصين مواقع لحسم الفيديوهات والتسجيلات المفبركة والصور وذلك لمحاربة الشائعات مثل موقع (اتأكد)، فيما أعلن موقع "فيسبوك" عن وضع آلية للكشف عن الصور المزيفة، فضلا عن الجهود التي قام بها محرك البحث قوقل.