على نحو مفاجئ أنهى رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، بعد ساعات زيارته إلى إثيوبيا بعد لقائه بنظيره آبي أحمد.. وعاد إلى الخرطوم بعد زيارة قصيرة إلى إثيوبيا، كان مجلس الوزراء قال إنها ستمتد ليومين في بيان صحفي رسمي، وكذلك أعلن عنها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد فى حسابه على موقع تويتر. وقال مصدر موثوق من مجلس الوزراء ل(السوداني)، إنه حضر الاجتماع الذي ضم رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بأديس أبابا بنظيره الإثيوبي آبي أحمد، بحضور ووزير الدفاع ومستشار آبي أحمد للشؤون الأمنية والعسكرية ووزير الدولة بالخارجية. وكشف أن الأجندة كانت متعلقة بثلاثة أمور، أولها سد النهضة والموافقة على عودة المفاوضات، وبحث العلاقات الإثيوبية السودانية بعد دخول الفشقة، وما حدث هناك، وهذا هو سبب كون الزيارة جاءت فجأة خصوصا بعد خطاب البرهان الأخير. وأضاف المصدر أن الاجتماع ناقش قضية إقليم التيغراي والتي انتهت إلى العودة إلى الايقاد، مشيراً إلى أنه بعد التوافق على المسائل الثلاث كان من المفترض أن يلتقي حمدوك الرئيسة الإثيوبية وان يزور عددا من الأماكن في إثيوبيا، الأمر الذي فهم منه انه محاولة من أبي أحمد لاستخدام زيارة حمدوك في الترويج للوضع في إثيوبيا وإرسال رسالة مفادها أن لا أثر للحرب بين إقليم التيغراي والحكومة على الحياة في إثيوبيا، الأمر الذي رفضه حمدوك وعاد بعد نهاية المباحثات إلى الخرطوم. وكشف مجلس الوزراء، في بيان، تلقته (السوداني)، عن اتفاق السودان وإثيوبيا على استئناف عمل لجنة الحدود واستئناف مفاوضات سد النهضة خلال الأسبوع القادم، إضافة إلى اتفاقهما على عقد قمة عاجلة للإيقاد،إضافة إلى ترسيم الحدود. وقال مصدر بمجلس الوزراء – فضل حجب اسمه- ل(السوداني)، "الزيارة كانت مثمرة، وأدت غرضها بالكامل، حيث تم حسم جميع الملفات في وقت وجيز، موضحاً أن الاجتماعات كانت سريعة، وحدث توافق كبير في القضايا التي نُوقشت، لذا كانت العودة السريعة". وقال الكاتب الصحفي المهتم بالشأن الأفريقي محمد مصطفى جامع ل(السوداني)، إن الأرجح، أن المحادثات جرت في أجواء غير ودية خاصة أن التسريبات تشير إلى أن السودان لديه مخاوف جدية من الصراع الداخلي الإثيوبي، مضيفاً أن كل الأخبار تؤكد استمرار القتال في عدة محاور بعكس ما تقوله الحكومة الإثيوبية. وأضاف: "اختصار الزيارة في ساعات قليلة يشير إلى اتساع حجم الخلافات، ولكن هناك بصيص أمل في اتفاق الطرفين على عقد قمة عاجلة للإيقاد ولو أنها تأخرت كثيرا إذ كان من المفترض أن تنعقد منذ الأيام الأولى لاندلاع القتال. وقال جامع إن أغلب الظن أن موضوع سد النهضة لم يكن ملفا أساسيا خلال الزيارة لغياب وزير الري ياسر عباس من الوفد المرافق لرئيس الوزراء. وقالت مصادر مطلعة ل(السوداني)، إن جميع القضايا التي كانت يجب أن تتم مناقشتها بين البلدين تأجلت. واكدت المصادر إن الاجتماع الذي ضم رئيس الوزراء ونظيرة الإثيوبي، غاب عنه وزير الخارجية الإثيوبي ووزير الري الإثيوبي وكذلك قائد الجيش الاثيوبي وبذلك لا يعقل أن تتم مناقشة المواضيع في غياب وزراء الاختصاص، موضحاً أن إثيوبيا لم تكن جاهزة لمناقشة اي قضية. وقاطع السودان في 21 نوفمبر الفائت، جولة تفاوض حول سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي، مطالبًا بتغيير منهجية المباحثات وذلك بمنح الخبراء دور تقريب وجهات النظر بينه ومصر وإثيوبيا. وظل ملف ترسيم الحدود بين السودان وإثيوبيا، غير محسوم سنواتٍ طوالا، على الرغم من أحاديث قادة البلدين بأنهما اتفقا على رسم الحدود، حيث يتبقى فقط وضع العلامات الحدودية. ورفض رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وساطة نظيره السوداني الذي يترأس دورة الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد)، لإنهاء الصراع الدائر في إقليم التقراي المحاذي لولايتي القضارف وكسلا السودانيتن. وقال مجلس الوزراء إن زيارة حمدوك إلى إثيوبيا "بحثت مختلف القضايا الإنسانية والاقتصادية والسياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك على الساحة الاقليمية". ورافق رئيس الوزراء في زيارته القصيرة وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول ركن جمال عبد المجيد، ونائب رئيس هيئة أركان قوات الشعب المسلحة للعمليات الفريق ركن خالد عابدين الشامي، ومدير هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء ركن ياسر محمد عثمان. اتهام السودان واتهم مجلس التحقيق في حالة الطوارئ (SoE) المكون من البرلمان الفيدرالي الإثيوبي أفراد الأمن السودانيين بارتكاب هجمات على المدنيين بعد تلقي رشاوى من جبهة التيغراي. وجاءت الاتهامات في مؤتمر صحفي عقده رئيس لجنة التحقيق ليما تيسيما في البرلمان. وقال ليما إن المجلس تلقى تقارير من لاجئين عادوا من السودان تفيد بأن قوات جبهة التيغراي تقوم برشوة بعض القوات السودانية للتآمر والتحريض على الاعتداء على المدنيين. ويذهب الكاتب الصحفي محمد مصطفى جامع في حديثه ل(السوداني)، إلى أن العلاقة بين البلدين ليست على ما يرام في الفترة الأخيرة، موضحًأ أن موقف السودان المحايد من صراع تيغراي لم يكن مرضيا للحكومة الإثيوبية. واشار إلى أن إصرار السودان على استعادة كل أراضيه التي استولت عليها المليشيات الإثيوبية ويعتقد أنها مدعومة من نافذين في الجيش الإثيوبي فاقمت من توتر العلاقات خاصة أن قومية الأمهرا تعد الداعم الأساسي لرئيس الوزراء أبي أحمد في أزماته الداخلية ومن المعروف أن المتشددين في هذه القومية (الأمهرا) لديهم مطامع في أراضي السودان وهذا ما أوقع أبي أحمد في حرج. واشار جامع إلى أن إثيوبيا استبقت زيارة رئيس الوزراء حمدوك بتوجيه اتهامات عبر لجنة حكومية لقوات الأمن السودانية بالتواطؤ مع جبهة تحرير تيغراي، منوهاً إلى أن ذلك ربما يكون أحد الأسباب التي فاقمت من التوتر، موضحاً أن التصريحات مثيرة للدهشة إذ جرت العادة أن يتم مناقشة المخاوف الأمنية بين الدول عبر القنوات الدبلوماسية وليس بإطلاق الاتهامات عبر وسائل الإعلام. (أي وساطة..؟) بالامس لم يتطرق آبي أحمد على ذكر عرض من السودان للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق نار أو إنهاء الصراع. وعندما سألت "رويترز" عن معلومات بشأن العرض، ردت بيلين سيوم المتحدثة باسم آبي قائلة: "أي وساطة…؟، لقد توقف الاشتباك العسكري بالسيطرة على ميكيلي.. تم تشكيل الإدارة المؤقتة وتشكيل مجلس لإقليم تيغراي"، وأضافت "فلول العصبة الإجرامية فروا"، في إشارة إلى الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي