كعادته في كل عام تقدم رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي أبناءه على صهوات الجياد، وعلى إيقاع النحاس حتى وصل لميدان السيد عبد الرحمن بودنوباوي حيث أقيمت الصلاة، لم يمض كثير وقت، حتى اعتلى المنبر فاشرابت الأعناق لمعرفة ما يقول المهدي من حديث الدين والدنيا. حديث الأضحية وصف الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، إمام الأنصار، الظروف المعيشية الآن بأنها لا تطاق، وأن أسعار الضرورات المعيشية في حالة التهاب حاد، وقال إنه من المؤسف أن يتعامل الناس مع الأضحية باعتبارها عادة لا عبادة تجعل كثيرين يكلفون أنفسهم فوق طاقتها، لشراء الأضحية على حساب ضروراتهم المعيشية أو يستدينون لشرائها، وأضاف المهدي، أن هذه التكاليف باطلة وتتنافى مع مقاصد الشريعة، وأوضح أن هداية الدين نفي الحرج عن الناس. البقعة الجديدة ذكر المهدي بالبقعة العتيقة (أم درمان)، وقال إن هيئة شؤون الأنصار الآن بصدد إشراقة جديدة في صعود أم درمان بإقامة البقعة الجديدة عبر إنشاء مركز لثقافة تنمية بشرية تبدأ بمسجد المرافق المتعدد الأغراض، والمعهد الفني متعدد المراحل حتى العليا، بجانب إقامة جبانة تكرم مثوى الموتى الذين درجنا على دفنهم في جبانات لا تكرم مثواهم، جبانة عنوانها (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى). وأوضح أنهم سيشرعون في نفير شعبي قوامه دفع كافة الناس جنيه البقعة، خروف البقعة، وجوال للمزارع، ومليون لميسوري الحال، وساعة البقعة للعمال، وحلية البقعة للنساء، ومصروف البقعة للأطفال، وقال إن الحملة ستبدأ عقب عطلة العيد مباشرة. ديمقراطية راجحة وفي مستهل خطبته الثانية أكد المهدي على ترجيح كفة النظام الديمقراطي على ما عداه، في الخدمات والتنمية والسلام. وأكد أنه من الحتمي عودة الديمقراطية. ولفت المهدي إلى أن دول الفجر العربي الجديد قاطرة للديمقراطية والدولة المدنية بمرجعية إسلامية. وأضاف لقد ساهمنا في الفجر العربي الجديد، ففي المؤتمرات الدولية كنا باستمرار نهاجم النظم الاستبدادية ونتعاون مع القوى السياسية المعارضة، وحتى في ليبيا التي تعاونت معنا قيادتها رفضنا الكتاب الأخضر، وفي منابر داخل ليبيا أكدنا أن حرمان المواطنين من حرية التنظيم معناه حجب للحرية وحقوق الإنسان، واجتهدنا لتنظيم صفوف قوى الفجر الجديد. وشدد المهدي على أن الاستبداد مهين لكرامة الإنسان، ومبدد لمصالح الشعوب، ومناقض لمبادئ الإسلام ومعاكس لموجة التاريخ الإنساني الصاعد. طريق ثالث ووجه المهدي انتقادات عنيفة للحكومة وسياستها وأشار لوجود خطط بديلة لهم من خلال تعبئة الضغط الداخلي والخارجي من أجل إقامة نظام جديد يحقن الدماء على نمط ما حدث في جنوب إفريقيا عام 1992م، وأضاف: إذا استحال ذلك .. سندعو كافة القوى المتطلعة لنظام جديد للاعتصام داخلياً في كل الساحات العامة وخارجياً في سفارات السودان بصورة سلمية تبلغ مداها في إضراب سياسي جامع، ونقول لأصحاب الأجندات الأخرى: إن خطتنا للخلاص الوطني هي الأسلم والأنفع للبلاد، والأقدر على الاستقطاب الشعبي الأوسع، وعلى التأييد الإقليمي والدولي". أزمة الحدود وأشار المهدي إلى أن كافة القضايا الحدودية المختلف عليها مع دولة الجنوب لا يمكن أن تحل فوقياً وثنائياً بين الحزبين الحاكمين في الخرطوم وجوبا، ولا يجدي في حلها قرارات دولية، وقال إن الأوفق الاتفاق على التزام بعدم محاولة فرض حل من جانب واحد، وتجنب الاقتتال، وإسناد الأمر لمفوضية حكماء تكون وفاقياً وقومياً وتعطي ما يلزمها من الزمن. ورهن حل قضيتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بإحياء اتفاق أديس أبابا وقال:"لا مفر من إحياء اتفاق (نافع- عقار) وهو كفيل بوقف الاقتتال، وبتحقيق المشاركة القومية". واشترط المهدي لما أسماه هندسة صناعة الدستور الدائم، أن تنال الإرادة الحاكمة رضا الناس ما يؤكد عدم إملائها للدستور، وأن تكون آلية وضع وإجازة الدستور شاملة القبول، كفالة الحريات العامة، وقال إن هذا موقفنا الذي أجازته أجهزتنا.