المشهد أعلاه، كان أحد المشاهد المتعددة داخل (طلمبة النحلة) والتي شهدت بالأمس اكتظاظاً غير مسبوق بسبب ندرة البنزين في عموم البلاد، تلك الندرة التي فرضت طقوساً غريبة جداً، حيث بات من الطبيعي جداً أن تشاهد أحدهم وهو يترك سيارته في (الصف) ويغادر ب(ركشة) لقضاء بعض حوائجه، بينما يجلس عدد من الأشخاص في ركن قصي يتبادلون أخبار البلد، تاركين سياراتهم في (الصف) كنوع من أنواع التمسك بتلك المواقع المميزة.! (2) أحد عمال (الطلمبة) استطلعته (كوكتيل) حول الأوضاع فرد بسرعة: (يا أخوانا دي دايرة ليها سؤال مابراكم شايفين الحاصل). وأضاف بسرعة: (نقوم في اليوم بتفريغ أكثر من تانكر ورغم ذلك الزحام لا ينتهي). وواصل: (خلال اليومين الماضيين اكتشفت العديد من الأشياء التي لم أكن أتوقعها، مثلاً تجد اثنين يتعاركان بشراسة بسبب موقعهما في الصف، قبل أن تجدهما بعد أقل من ساعة وهما يضحكان ويتبادلان القفشات).!...واختتم: (أكثر مشهد لفت انتباهي كان لأب قام بتغييب ابنه عن الجامعة ليجلس مكانه في صف البنزين ريثما يذهب للعمل بسرعة ويعود). (3) الشجارات لم تكن هي البصمة العامة لطلمبات البنزين إبان الأزمة الأخيرة، بل كانت هناك مشاهد مختلفة تماماً، ومن بينها مشهد (الغداء الجماعي)، حيث يقوم أحد السائقين بجلب غداء من المنزل معه ليتناوله أثناء انتظار دوره في الصف، لينضم إليه آخر يحمل غداء أيضاً ويقومان بتناوله سوياً قبل أن يقدما الدعوة لبقية (المنتظرين) والذين يلبي بعضهم الدعوة بينما يعتذر آخرون بلطف.! (4) السائق عبد العزيز حمدي سألته (كوكتيل) عن انطباعاته عما يدور، فقال ضاحكاً: (والله أزمة البنزين دي خلتنا نتعرف على أصحاب جدد). وواصل: (التقيت بأحدهم كان يقف أمامي في الصف وتبادلت معه الونسة العامة قبل أن يجمعنا موضوع خاص لأترجل من سيارتي وأجلس معه في سيارته ونكمل حديثنا ريثما نصل للماكينة، وبعد نجاحنا في الحصول على حصتنا من البنزين قمنا بتبادل الأرقام، وقد اتصل علي بالأمس يخبرني أن هناك بنزين متوفر بطلمبة جوار منزلهم وقد حجز لي مكاناً بجانبه في الصف).! (5) مواقع التواصل الاجتماعي بدورها لم تفوت الفرصة كعادتها في السخرية والتندر من مثل هذه الأزمات، فظهرت العديد من الطرائف والنكات التي تدور حول الأزمة، وكمثال لذلك الطرفة التي تقول إن أحد الشباب تعرف على فتاة في صف البنزين وقاما بالاتصال على أهاليهما ليأتوا للطلمبة بصحبة المأذون لإكمال مراسم عقد قرانهما، وغيرها من الطرائف التي وجدت حظها من التداول خلال اليومين الماضيين.