(اتوجه اليوم إلى دولة قطر الشقيقة التي تجمعنا بها أواصر الأخوة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة)، هكذا غرد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو في (تويتر)، واضاف ان الزيارة تأتي في هذا التوقيت الدقيق للتأكيد على عمق العلاقات بين بلدينا ولتعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة لصالح شعبينا وشعوب المنطقة. المحاور القديمة زيارة حميدتي تعتبر اول زيارة رفيعة لمسؤول حكومي الى الدوحة منذ سقوط النظام السابق، رافقه في الزيارة وزير الخارجية عمر قمر الدين، ومدير جهاز المخابرات العامة؛ الفريق أول ركن/ جمال عبد المجيد. وكان في استقباله بمطار حمد الدولي وزير الدولة للشئون الخارجية القطرية سلطان بن سعد المريخي ومدير ادارة المراسم بقطر ابراهيم فخرو وعدد من المسؤولين القطريين، والقائم باعمال السفارة السودانية بقطر السفير سلوى عوض. مصدر دبلوماسي اشار في حديثه ل (السوداني) إلى ان الزيارة لها كثير دلالات كثيرة، وقال بالرغم من انها جاءت بعد المصالحة الخليجية لكن الدعوة لها والحديث عنها؛ بدأ عندما التقى حميدتي بالموفد القطري الذي حضر توقيع اتفاق السلام بجوبا، وقال ان الزيارة تؤكد انفتاح السودان على كل المحاور القديمة الاقليمية. المصدر اعتبر ان الوفد يثير الانتباه، مشيرا الى انه يضم بعض الذين وردت اسماؤهم في الخطاب الذي اصدرته السفارة السودانية في الدوحة لزيارة وفد سوداني لمباركة، وقال هذه الزيارة مهمه وهي اعادة لترتيب للعلاقات التي شهدت ضغطا، بعد الموقف الذي اتخذته الحكومة بارجاع الوفد الذي يضم وزير الخارجية القطري من الاجواء السودانية، منوها إلى ان الزيارة ستتناول كل انشغالات قطر في الاقليم مثل الملف الليبي. واضاف: قطر تقدر وضع السودان الان. دعم سياسي شهدت العلاقات بين الخرطوموالدوحة توترا قبل نحو عامين عندما رفض المجلس العسكري منح وفد برئاسة وزير الخارجية القطري اذنا للهبوط رغم انها كانت بالاجواء السودانية، وتسبب الامر في ازمة بين الخارجية والمجلس العسكري الذي اعفى وكيل وزارة الخارجية السفير بدرالدين عبدالله من منصبه. وقتها قال الناطق باسم المجلس شمس الدين الكباشي ان وزارة الخارجية اصدرت بيانا دون الرجوع إلى المجلس، كما ان البيان لم يعبر عن الموقف الرسمي للمجلس، واستند على تقارير إعلامية متضاربة حول الزيارة. مراقبون اعتبروا ان زيارة حميدتي إلى الدوحة تعتبر ضمن مجموعة من الزيارات لاعضاء مجلس السيادي لحشد الدعم السياسي وتوضيح موقف السودان حول مفاوضات سد النهضة والتوتر في الحدود مع اثيوبيا. الاخوان والشيوعيون محمد عبدالله ودابوك يذهب في حديثه ل (السوداني) انه من حيث مبدأ والتاريخ فإن العلاقات الخارجية يجب ان تكون محايدة من اي شكل من اشكال الصراعات بالمنطقة، ويجب ان تحكمها المصالح المشتركة وعدم التدخل في شئون اي بلد. وقال ان علاقة السودان مع قطر متطورة جدا، ولا توجد علاقات سالبة بين الشعبين. لكنه اشار إلى الفتور وشبه قطيعة اصاب العلاقات بعد سقوط النظام. واضاف: "اعتقد ان سياسة المحاور في المنطقة، وبعض الملفات التي احدثت اشتباكا في الساحة العربية والاسلامية؛ طبيعي ان يتاثر بها السودان، خاصة الازمة الخليجية". ودابوك اكد ان زيارة وفد رفيع بقيادة حميدتي يجيء في اطار تجديد العلاقة ونفض الغبار عن علاقة البلدين ولتاخذ شكلها الطبيعي، وقال ان المصالحة الخليجية التي تمت في السعودية القت ظلالا ايجابية على العلاقة الايجابية بين السودان وقطر وعلى سلوك الحاكمين الجددد بالسودان. مشيرا إلى ان قطر على المستوى الاقليمي والدولي اصبحت دولة مركزية مهمة خاصة في المنطقة العربية والاسلامية، وبالتالي اي صراع مع قطر يصبح خاسرا، لافتا إلى ان السودان لديه علاقات مع السعودية والامارات ومصر وقطر. وقال ان السودان ايضا له دور في المنطقة؛ وكان يلعب دورا كبيرا في المصالحات العربية. معتبرا ان الزيارة جاءت في الوقت المناسب، لافتا الى الاوضاع التي يعيشها السودان الان تحتاج إلى دعم من قطر والسعودية والامارات؛ بما لا يؤثر في استغلال قراره السياسي وحيادته في القضايا الاقليمية والعالمية. مؤكدا انه بعد المصالحة في السعودية اصبحت سياسة المحاور غير واردة، والرهان على القضايا السياسية والصراع بين الاخوان المسلمين والشيوعيين اصبح خاسرا، وقال الافضل الاتجاه إلى مصالحة وطنية. مشيرا إلى ان المصالحة ستؤثر في بعض المفات التي احدثت شرخا عميقا داخل البنية السياسية والاجتماعية لدول المنطقة، وقال على الحكومة ان تتبنى سياسة مفتوحة الضابط فيها مصلحة الشعب السوداني. تقارب الاسلاميين استاذ العلاقات الدولية الرشيد ابراهيم قال ل (السوداني): "انقطعت العلاقات بين البلدين لان قطر كانت قريبة من النظام السابق، والنظام الحالي جديد وتوجهاته مختلفة"، واضاف: المقاطعة انتهت وان السودان يتحدث عن الاندماج، وتساءل ما الذي يمنعه في مد علاقة مع قطر؟ مشيرا الى ان المحور الاماراتي السعودي المصري في طور التشكل، متوقعا ان تتم المصالحات بين مصر وتركيا، وقال هذا يجعل السودان يقرأ الوضع بطريقة مختلفة لان الجمود في المواقف خصم على المصالح الوطنية السودانية، وقال ان البعض يعتبر الزيارة تقارب بين الاسلاميين، واضاف: كل شيء وارد بما انه يصب في المصلحة الوطنية. حميدتي يشكر قيادة قطر
مساء أمس، استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق اول محمد حمدان دقلو بالعاصمة القطريةالدوحة. وبحث اللقاء، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل دفع آفاق التعاون المشترك بينهما. وأعرب النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، عن شكره وتقديره للقيادة القطرية على مواقفها الداعمة للسودان في كافة المجالات، لا سيما جهودها لتحقيق السلام في دارفور. وقال وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين، إن اللقاء تطرّق الى مجمل القضايا والموضوعات المشتركة بين الدولتين، بجانب الأوضاع في السودان انطلاقاً من التغيير الذي حدث بعد ثورة ديسمبر المجيدة. وكشف قمر الدين ان اللقاء تناول أيضاً التطورات المتعلقة بمسألة الحدود مع إثيوبيا، فضلاً عن موضوع سد للنهضة وموقف السودان تجاه القضيتين.