المعتقلون السياسيون مطلقو السراح في الشارع العام يمارسون حياتهم الطبيعية، وهذا بدا أمرا غريبا للبعض لجهة عدم وجود مؤشرات تدل انتفاء مبررات الاعتقالات نفسها، أي عدم تعديل ميزانية 2018م التي تم اعتقال القيادات السياسية بسبب خروجهم محتجين عليها كما يرى الكثيرون.. فماذا قالت القيادات؟ سيناريو الاعتقال نائب رئيس المؤتمر السوداني خالد سلك يذهب في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن اعتقاله كان مساء الجمعة 23 فبراير من أمام منزل الأسرة الكبيرة (البيت الكبير)، مشيرا إلى نقله أولا إلى موقف شندي لمدة أسبوع قبل أن يتم ترحيله إلى سجن كوبر حتى تم إطلاق سراحه؛ فيما كشف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي صدقي كبلو في حديثه (السوداني) أمس، عن أن اعتقاله تم في ثلاث محطات، ففي المرة الأولى تم اعتقاله في بحري ل10 أيام، قبل أن يتم ترحيله إلى سجن زالنجي لشهرين قبل أن تتم إعادته إلى الخرطوم بسجن كوبر. نائب رئيس التحالف السوداني والمتحدث باسم قوى نداء السودان بالداخل م. محمد فاروق لم يختلف اعتقاله عن البقية، ويذهب في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن اعتقاله كان في فجر الثاني من فبراير الماضي من منزله، مشيرا إلى أن الاعتقال تم بسلاسة، مؤكدا أنه تم نقله مباشرة إلى سجن كوبر وظل به حتى إطلاق سراحه مساء أمس الأول. التوقيت والخطوة قيادات العمل السياسي لم تتباين رؤاها كثيرا حول تقييمهم للخطوة، وفي الوقت الذي اعتبر فيه كثير من الناشطين أن إطلاق السراح جاء استباقا لزيارة المقرر الخاص لحقوق الإنسان، إلا أن سلك اعتبر إطلاق السراح محاولة لتحسين الصورة ليس إلا، مشيرا إلى أهمية تنفيذ الحكومة لمطالبهم التي ينادون بها. بينما اعتبر كبلو خطوة إطلاق السراح استجابة للمطالبات الداخلية والخارجية للإفراج عنهم، مشيرا إلى تقديم أسرته مذكرة للنائب العام وإلى لجنة حقوق الإنسان في البرلمان لإطلاق سراحهم بالإضافة إلى الضغوط الخارجية. أبرز التحليلات جاءت من المهندس محمد فاروق إذ اعتبر إطلاق السراح خطوة ذكية هدفها إغلاق جبهة العداء مع المعارضة لصالح تفرغ الأجهزة الأمنية لحربها على الفساد. تحسن المعاملة وفي الوقت الذي اتفق فيه المُفرج عنهم على أن المعاملة كانت عادية داخل المعتقلات أو السجون التي كانوا فيها، إلا أن إجماعا برز من ثنايا أحاديثهم بأن تغيرا ملموسا شهدته المعاملة عقب لقاء مدير جهاز الأمن والمخابرات بقيادات الحزب الشيوعي في رئاسة الجهاز. ويرى نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني أن هناك تغيرا واضحا في المعاملة وأنه حدثت الكثير من التحسينات في الأوضاع داخل المعتقل، وحدد التغيير في إدخال الصحف بالإضافة إلى تحسين طفيف في الطعام، فيما أكد فاروق حدوث تغيير بالفعل، ووصفه بالطفيف في الطعام بإدخال الفواكه وبعض الأصناف والمعينات الأخرى بالإضافة إلى السماح بإدخال المكيفات والجرائد والكتب. القيادي الشيوعي كبلو، أكد تغيير المعاملة عقب لقاء حزبه بقوش في 3 أبريل، مشيرا إلى مناقشة الشيوعي لوضع المعتقلين السياسيين، وأن قوش أمر بتحسين الأوضاع، فتم تحسين الطعام وحظوا بالمكيفات والصحف يوميا، مشيرا إلى أن أغلبية من تم إطلاق سراحهم شيوعيون، بالإضافة إلى مجموعة من قوى المعارضة كالناصريين والمؤتمر السوداني وقوات التحالف السوداني. ماذا حدث في اللقاء قوش ب"الشيوعي"؟ لقاء قوش واجتماعه بقيادات الشيوعي السوداني، كان الحدث الأبرز الأسبوع الماضي، ورغم صدور بيانين من الجانبين حول اللقاء، إلا أن ثمة تفاصيل يحرص عليها السياسيون ويسعون لمعرفتها. وأكد كبلو مباركته في لقاء قوش بقيادة حزبه، وأنه تم نقله إلى رئاسة جهاز الأمن بمعية 5 من قيادات الشيوعي، مشيرا إلى أنهم فوجئوا باستدعاء صديق يوسف من منزله، وأن المفاجأة الأكبر أن اللقاء مع قوش نفسه، مؤكدا أن مدير الجهاز سارع لتوضيح مبرر وجود صديق يوسف حتى ينقل حديثه لعضوية الحزب في الخارج. وقطع صدقي برفض قوش لإجراء إصلاحات بشروط، وأنه أكد لقيادة الشيوعي حرصه على الحوار، ووعد بإجراء إصلاحات لأن الحكومة لم تعد هي حكومة المشروع الحضاري. ونقل صدقي عن قوش قوله بأن هناك مشكلات أهمها الفساد والأزمة الاقتصادية والصراعات الإثنية والعرقية، وأنه لا بد من إيجاد حلول لها وإلا فالبلد سوف (تضيع). وأكد صدقي أن الشيوعي أكد لمدير الجهاز ضرورة أن يروا تغييرا ملموسا، وأنهم لن يقدموا أيَّ وعود لجهة أنهم سمعوا الكثير من الوعود، كاشفا عن مناقشة قوش في شأن الحريات وأوضاع حقوق الإنسان. فيما أكد نائب رئيس المؤتمر السوداني خالد سلك ونائب رئيس التحالف محمد فاروق، أن لقاء قوش بقيادة الشيوعي لم يشمل بقية الأحزاب والقوى السياسية من المعتقلين. وأوضح فاروق أنه بعد إعادة قوش لرئاسة الجهاز مرة أخرى أفرج عن معتقلين سياسيين بصورة فورية، وبعد ذلك جاء التنفيذ بصورة جزئية وعلى فترات متباعدة، فمثلاً كل ثلاثة أو خمسة أيام يتم الإفراج عن معتقلين حتى تم الإفراج عن الجميع مساء أمس الأول.