عقب سياحة دينية في رحاب الله، امتدت ل(6) أيام في ولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان، اُختتمت أمس الأول "الأحد"، القافلة الدعوية لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، جولتها بندوةٍ برعاية المجلس الصوفي بمدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان التي ضمّت عدداً من الدعاة والأئمة السودانيين والمصريين، اختتمت عقبها بتكريم المجلس الصوفي للقافلة الدعوية. تقرير: إيمان كمال الدين وتحدث في الندوة عددٌ من الشيوخ والدعاة، أبرزهم رئيس الوفد السوداني الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي د. عادل حسن حمزة، ورئيس القافلة المصرية عمرو الكمار مدير أكاديمية الأوقاف الدولية بمصر، والخليفة نزار محمد الحسن هيئة الختمية للدعوة والإرشاد، وتوافق الدعاة في الندوة في الحديث حول الإيمان وأهميته في حياة الإنسان. فيما أفرد الخليفة نزار في حديثه مساحة لجهود الطرق الصوفية الدعوية في منطقة جبال النوبة ووجود الطريقة الختمية، مقدمًا لمحة عن منطقة جبال النوبة، وشيوخ الطريقة الختمية الذين وفدوا إلى المنطقة ومدنها. جولة الوفد وسجلت القافلة الدعوية، عدداً من الزيارات للخلاوي والمدارس في شمال كردفان ووقف على تجربتها ونشأتها، بجانب زيارة خلاوي بمدينة الرهد وبارا وحاضرة الولاية مدينة الأبيض، وزيارة ديوان الأوقاف الإسلامية بولاية شمال كردفان. كما أقام الوفد دورة تدريبية لعدد من الأئمة بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية قدّمها الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي د. عادل حسن حمزة وقُدِّم عدد من الأوراق، كما تحدث فيها عدد من أعضاء الوفد السوداني والمصري. وتقول الداعية المصرية د. عبير أنور في حديثها ل(السوداني): الأهداف هي التعاون الدعوي بين البلدين، والتركيز على الجوانب الإيمانية، والأخلاقية، والقيم الإنسانية، والإيمان بالتنوع، وبيان مشروعية الدولة الوطنية، وأهمية الولاء والانتماء لها، وضرورة الحفاظ على مؤسساتها الوطنية. وتفكيك خطاب الكراهية ونشر قيم التسامح والتكافل والإيجابية. من جانبها، قالت الداعية م. دنيا الجدامي ل(السوداني): تأتي هذه الرحلة ضمن مجهودات معالي وزير الأوقاف المصري د. مختار جمعة الذي حمل على عاتقه مهمة تجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع معطيات العصر. فتأتي هذه القافلة لفتح أفق جديدة لخدمة هذه القضية بهدف تبادل الخبرات ونشر تعاليم الدين السمحة فهو لن يألو جهدًا لخدمة هذه القضية، كذلك تهدف إلى تبادل الخبرات والإثراء الفكري والديني ونأمل أن تمتد هذه التجربة لتشمل جميع البلاد الإسلامية. التجربة السودانية بمزيجٍ من الدهشة والغبطة، تحدثت عبير أنور ل(السوداني) عن ما لمسته في جولتها من تجربة الخلاوي في السودان وتقول عن زيارتها لمدينة الرهد: هناك أرض شاسعة كل شيخ قائم على تحفيظ القرآن للأطفال، وإقامة كاملة وإعاشة ويمكثون حتى تمام الحفظ. أول دار زرناه دار شيخ محمد البدوي وأسرته ما زالت ترعى الدار رأينا صرح كبير. أما التجربة الجديدة التي رأيتها كانت في منطقة "الله كريم"، حيثُ أقام الشيخ عبد الرحمن أسد شبه قرية متكاملة يكفل أسراً كاملة بشرط حفظ القرآن، الأزواج يشتغلون بالزراعة وتقوم الزوجات والأبناء بحفظ القرآن والفقه. وأضافت: كان العدد هائلاً، استقبلونا استقبالاً حافلاً بالدفوف والمدح النبوي، المكان مزود بمكتبة رائعة، وقاعة حاسب آلي، ووجدت في الله كريم في وسط الصحراء دولة صغيرة فيها كل مقومات الحياة. في ذات السياق، تقول م. دينا جدامي من وزارة الأوقاف المصرية ل(السوداني): كان هناك تبادل خبرات أكثر ما أثر في هذا المكان ولمسته هو حب الرسول صلى الله عليه وسلم، ولمست الجانب الروحاني ويعلو القدر الروحاني. هناك وقت مخصص في كل خلوة للإنشاد وهذا أمر جديد علينا نحن نقوم به في المواسم. أما مدير أكاديمية الأوقاف الدولية بمصر د. عمرو الكمار يقول في حديثه ل(السوداني) أهم ما لمسناه، الحال الجيد لتحفيظ القرآن الكريم في الخلاوي والمعاهد المعدة لذلك مع أن معظم أمور الدعوة ذاتية، إلا أن المساجد عامرة، والعمل النسائي جيد ومتطور، المنهج الدعوي متطابق في المُحتوى والأسلوب والطرق الصوفية من مصر والسودان من مشرب واحد، ونأمل في مزيد التعاون بين البلدين. وحول الخطوات القادمة، يقول عمرو: المتفق عليه وسينفذ فعلاً هناك دعوة قدمت لوزير الأوقاف السوداني لحضور مؤتمر لزيادة مصر في الشهر القادم لحضور مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. وأضاف: متوقع استمرار الدورات التدريبية في أكاديمية الأوقاف الدولية المشتركة بين أئمة السودان ومصر. دورات مشتركة الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي د. عادل حسن حمزة يقول في حديثه ل(السوداني) إن أهم ما تم إنجازه في هذه القافلة هو الأوقاف في ولاية شمال كردفان طلبت التعاون مع الأوقاف المصرية والوقوف على تجربة الأوقاف المصرية وتبادل الخبرات والدورات التدريبية. وأضاف: من الأهداف التواصل بين الشعبين من خلال هذه الروابط العميقة، وهناك وعود بأن تعود المنح الأزهرية للسودان، نحن عملنا أن الأزهر يخصص أكبر عدد من المنح للسودان من بين دول العالم. وحول أهم الأهداف التي سيتم تنزيلها على أرض الواقع يقول عادل: أن يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مجال التعاون والتدريب والبرامج التي تم الاتفاق عليها نظرياً وبدأت فعلياً بهذه القافلة وستتبعها قوافل متبادلة ومشتركة ودورات تدريبية وبعثات مشتركة بين البلدين. قاسم مشترك الجولة التي امتدت ل 6 أيام بين ولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان، لعل أبرز القواسم المشتركة والتي توافق عليها الأئمة والدعاة والواعظات هو تجديد الخطاب الديني، ومحاربة الغلو والتطرف وتحديات الواقع الدعوي والواقع المعاصر مع ضرورة مواكبة الداعية لقضايا العصر وأهمية إلمامه بالعلوم الدينية والدنيوية، بجانب قضايا المرأة والخطاب الدعوي والسيرة النبوية التي تحدثت فيها رئيس اللجنة الإعلامية للمجلس الأعلى للدعوة د. أسماء الشنقيطي، والداعية منال التني. وضم الوفد عددا من الأئمة والشيوخ من جانب السوداني، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي د. عادل حسن حمزة، مدير مركز التحصين الفكري بالخرطوم د. الزبير محمد علي، الخليفة نزار محمد الحسن هيئة الختمية للدعوة والإرشاد، عميد كلية دلتا د. خالد حسين، ومحمد عباس عضو الوفد. ومن الجانب المصري، د. عمرو الكمار، ومحمد رجب إمام وخطيب مسجد الصحابة بشرم الشيخ والواعظة عبير أنور والواعظة دينا الجدامي وزارة الأوقاف المصرية. يُذكر أنّ إدارة الحج والعمرة برئاسة أمل سر الختم وقفت على جولة وإقامة القافلة الدعوية بولاية النيل الأبيض وعلى زيارة القافلة للمدن والخلاوي.