قال رئيس تحرير صحيفة (السوداني) في افتتاحية الصحيفة أمس، إن ما تحتاجه البلاد هو "برنامج سياسي اقتصادي اجتماعي". وهو ذات ما نادى به الفيلسوف الفرنسي الشهير جون بول رستو "العقد الاجتماعي/Social Contract"، ونادي به الإمام الصادق المهدي (رحمه الله)، وناديت به أنا (في إحدى رسائلي الموجهة لرئيس الوزراء/ حمدوك) داعماً فكرة "العقد الاجتماعي".. كما اني ومنذ 2018 وحتى قبل يوم من بداية ثورة ديسمبر 2018 كتبت 22 مقالة في سودانيز أون لاين، أدعو فيها لصياغة "استراتيجية اقتصادية/اجتماعية مستدامة لفترة عشر سنوات". مثل هذه الاستراتيجية هو ما غاب على حكومات الإنقاذ، وأضحى أكثر غياباً من حيث الرؤى والأهداف والالتزام في حكومة حمدوك الأولى والحالية. نقول الحالية لأني لم أسمع أو أرى برنامج/ خطة/ استراتيجية اقتصادية واجتماعية شاملة/ متكاملة؛ سبقت إعلان الحكومة ليلة الاثنين، مما يعني أن هؤلاء الوزراء (كسابقيهم) سيديرون وزاراتهم حسب ما أوتوا من معرفة وخبرة من غير رؤى/ أهداف قومية/ جماعية تنسق/ تربط بينهم. وشواهدنا على مثل هذا الانفراط في قرارات وزراء الحكومة الأولى وضعف قيادة/ رئاسة الوزارة لا يحتاح لتبيانٍ، فقد رآه المواطن واكتوى بنيرانه. نخلص بالقول، إنه بدون استراتيجية عشرية العمر، تفرغ في خطط خمسية العمر، وفي برامج عمل ثلاثية العمر، وفي موازنات سنوية، لن تكون هناك تنمية اقتصادية/ اجتماعية مستدامة، ولن يكون هناك استقرار سياسي، ولن يكون هناك سلامٌ. قولنا هذا ينطلق من قول الحق عز وجل: (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ).. وما التخطيط الاستراتيجي – الذي ناديت به خلال السنوات الثلاث الماضية/ وسأظل – إلا ترجمة علمية وعملية لما أوردناه من سورة "قريش".. هكذا أمر الله عز وجل، الطعام والأمن هما القصد لتحقيق الحرية والسلام والعدالة.. وإلا راحت شعار ثورة ديسمبر (شمار في مرقة). و"الجوع كافر" وقد رأيناه رأي العين. وقد ناديت…