يجرى المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي هذه الايام استعدادات مكثفة لدورة انعقاد جديدة في مايو المقبل لتقييم الخطة الخمسية الاولى 2007م -2011م والتداول حول وثيقة الخطة الخمسية الثانية 2012- 2016 م في مختلف المجالات بغرض إجازتها في جلسات تستغرق يوما واحدا بمشاركة قيادات الدولة يتقدمهم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية . واوضح الدكتور أمير صالح المأمون الأمين العام المكلف للمجلس القومي الاستراتيجي ل(سونا ) ان المجلس يقود العمل الاستراتيجي بالبلاد بالتعاون مع الجهات ذات الصلة بالمركز والولايات وفق رؤى علمية مدروسة تستوعب الواقع وتخاطب المستقبل بمشاركة مختلف الشرائح مشيرا الي ان الإستراتيجية الربع القرنية 2007-2031 قد انتهت الخطة الخمسية الاولى منها والمحدده في الفترة من 2007م -2012م بنسبة تنفيذ بلغت 59.9 % وقد تم تحديد وتقييم مشروعاتها استعدادا للخطة الخمسية الثانية 2012- 2017م . اكد الدكتور أمير المأمون انه قد تم وضع الموجهات العامة للخطة الخمسية الثانية في مختلف المجالات بالاستفادة من تجربة الخطة الخمسية الاولى وتجاوز التحديات والسلبيات التي واجهت العمل فيها مشيرا الي ان تجربة الخطة الخمسية الاولى كانت مفيدة لكل الوزارات والمرافق والجهات المشاركة وقد صاحبتها صعوبات عدة تم التغلب علي الكثير منها بالتعاون المشترك . وعزا خبراء بالمجلس نسبة التنفيذ في المرحلة السابقة لاعتماد نسبة عالية من تمويلها علي المانحين وفقا لاتفاقية السلام الشامل وان المانحين لم يلتزموا بالدعومات التي وعدوا بها وان الحكومة رغم التحديات والعقبات التي واجهتها قامت بتمويل المشروعات بنسبة وصلت الي 71% فيما كان التزام المانحون التي لم يوفون بها 76% . واوضحوا ان الخطة الخمسية الثانية تم بناؤها لتحقيق الرؤية الاستراتيجية العامة حول استكمال بناء امة سودانية موحودة آمنة متحضرة متطوره ، كما أنها راعت مخاطر الانفصال وفي مقدمتها خروج النفط من الموازنة وذلك بوضع البرنامج الثلاثي الاسعافي كما تم التاكيد علي اهمية ربط التخطيط بالموازنة وان يتم اعتماد إيرادات قابلة للتنفيذ واعادة النظر في الأولويات وحسن استخدام وتوظيف الموارد المتاحة . واكدوا ان الخطة الخمسية الثانية اساسها مبادرات الوزارات والولايات والمؤسسات المعنية وقد تم ادخال العنصر الروحي الديني كاحد عوامل القوة في البناء الاستراتيجي الوطني كما اشار لذلك الدكتور عباس كورينا مدير ادارة التقويم بالمجلس مبينا الاهتمام بتدريب الولاة والمعتمدين لإنفاذ هذه الخطة وان صادرات البلاد من الذهب ستلعب دورا كبيرا في تغطية عجز خروج البترول من إيرادات الموازنة . ووفقا لوثيقة مختصر تقييم الخطة الخمسية الاولى الصادرة عن المجلس فقد بلغت اجمالي مشروعات الخطة 3899مشروعا ونشاطا تم تنفيذ 1748 مشروعا تمثل نسبة 44.8 % من جملة عدد المشروعات وعدد 1746مشروعا جاري العمل بها ولم يتم تنفيذ عدد 405 مشروعا بمتوسط بنسبة تنفيذ 59.5 % . وقد شمل التقييم للمحاور الثمانية التي تتضمنها الخطة وهي استدامة السلام والهوية والمواطنة والحكم الرشيد والتنمية المستدامة وتخفيف حدة الفقر وتحقيق اهداف الالفية ، البناء المؤسسي ورفع القدرات المعلوماتية ، تطوير آليات البحث العلمي . وعن التحديات التي واجهت تنفيذ الخطة الخمسية الأولى ذكرت وثيقة التقييم للخطة انها كانت عديدة منها بدء الخطة الخمسية بالعام 2007م باعتباره عاما للأساس وانتهائها بالعام 2011م الذي يتزامن مع نهاية الفترة الانتقالية والتزام الخطة برؤية استراتيجيه تستهدف بناء سودان موحد قائم علي قواعد الأمن الشامل والتعددية والتداول السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة والتعايش الاجتماعي والسلام وسيادة القانون ورسالة الخطة الرامية الي تحقيق الاستقرار السياسي والسلام المستدام وتطوير الحكم الرشيد والممارسة الديمقراطية وبناء القدرات وإصلاح المؤسسات واطر المجتمع المدني والتنمية الاقتصادية وتخفيف حدة الفقر. بجانب استكمال البنيات الدستورية والادارية وتفعيل المؤسسات وحفظ وحدة الوطن وتعزيز الامن بمفهومه الشامل وتحقيق التنمية المتوازنة وزيادة معدلاتها وتعزيز الثقة والانتماء للوطن وتحقيق اهداف الالفية التنموية وتوطيد دعائم الدولة الاتحادية والادارة اللامركزية بما يوفق بين الوحدة الوطنية والاستقلال الاداري وفي المجال الاقتصادي ذكرت الوثيقة من اهم التحديات التي واجهت الخطة هي كيفية تحقيق الاستقرار لمؤشرات الاقتصاد الكلي والتصدي لتداعيات الازمة المالية العالمية فضلا عن سداد الالتزامات المالية الاساسية في ميقاتها مثل الرواتب والتسيير ومستحقات الولايات وحكومة الجنوب والايفاء بمتطلبات اتفاقيات السلام والعملية الانتخابية ومواصلة الاستمرار في تمويل البرامج والمشروعات الاستراتيجية التنموية وحصر ومعالجة الديون الداخلية الحرجة والاصلاح الفني والمؤسسي لهيكل الموازنة العامه . واكد الدكتور إسماعيل الحاج موسي رئيس قطاع الحكم والإدارة بالمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي في منتدى صحيفة الرأي العام والذي نظمته بالتعاون مع المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي تحت عنوان "التخطيط الاستراتيجي .. خارطة طريق للجمهورية الثانية" أن الاستراتيجية ربع القرنية يصعب تنفيذها مباشرة دون أن تتم مرحلتها لذلك جاء القرار بان يتم تقسيمها إلي خطط خمسية وبعد انتهاء كل خطة خمسية يتم تقييمها لاستخلاص العظات والعبر من التنفيذ في كل فترة للاستفادة من الايجابيات ومراجعة السلبيات . واوضح أن التقييم للخطة الخمسية الاولي بصفة عامة كان ايجابيا مع الوضع في الاعتبار أن التنفيذ لم يكن بالصورة المتوقعة ويعود ذلك لأننا لم نتكيف بعد على الخطط والسياسات طويلة المدى لأنها من المسائل الجديدة بالنسبة لنا في السودان مشيرا إلي إن أهم ايجابيات هذه الإستراتيجية أنها مكنت الجميع من التدرب والتكييف على وجود خطة إستراتيجية يتم التعامل معها بطريقة ممنهجة ووجود بعض الثغرات في التنفيذ امر وارد . ويبقي الامل في تجيء دورة الانعقاد القادمة لمجلس التخطط الاستراتيجي وقفة صادقة لمراجعة ما فات ، والتخطيط للمستقبل برؤى ثاقبة تضع التحديات نصب اعينها وتعمل علي معالجتها بحكمة واقتدار في توازن يحمل بين طياته الواقع ولا ينسى الطموح وان يتم الخروج بوثيقة للخطة الخمسية الثانية 2012- 2016 بصورة تلبي وتعبر عن تطلعات المواطنين والدولة .