في خطابه أعلن رئيس مجلس الوزراء بكري حسن صالح استمرار الحكومة في مكافحة الفساد في كافة صوره وأشكاله وممارساته إلى جانب مكافحة تهريب السلع إلى خارج البلاد، مؤكداً التزام الحكومة بضوابط المؤسسية والحكم الرشيد في تنظيم وحوكمة النشاط الاقتصادي للدولة ومناهضة الإسراف والاحتكار والإغراق وغسيل الأموال. وأشار إلى تحقيق الاستقرار والانضباط النقدي والمالي باستهداف معدلات مناسبة لعرض النقود واستقرار سعر صرف العملة الوطنية وزيادة احتياطي البلاد من العملات الأجنبية والمعادن، وقال إن الحكومة ستستمر في تفعيل الدور الرقابي بالبنك المركزي بغرض إصلاح النظام المصرفي والمؤسسات المالية الأخرى بإزالة التعارض بين القوانين المنظمة للعمل المصرفي وإعمال المؤسسات المالية بما يخدم السياسات الاقتصادية الكلية. رده للنواب: أما في رده على مداخلات النواب قال رئيس مجلس الوزراء إن الواقع فرض صفوف الوقود في المحطات بسبب عدم مقدرة الدولة على توفير مطلوبات وزارة النفط البالغة (102) مليون دولار لصيانة المصفاة نسبة لتعذر العملة الصعبة، مؤكداً توفر المبلغ وانفراج أزمة الوقود خلال يومين، وأضاف "دي كلها إفرازات عارفنها ومسؤوليتنا أمام الله معاش المواطن وحركته"، و أقر بكري بصعوبة الأوضاع المعيشية للمواطنين، و أكد بأن سياسة التحرير الاقتصادي جرعة مرة كان لا بد منها. وقال "عارفنها صعبة"، وتابع "حاسين بالشارع"، مشيراً إلى إجراء الحكومة معالجات للخروج بالأوضاع الاقتصادية بالأزمة، موضحاً أن الحكومة امتثلت للأوضاع بتأجيل بعض بنود تنفيذ الميزانية الحالية التي كان مقررا تنفيذها منذ عام 2011م ، وأشار إلى تعديلات جديدة في قانون مكافحة التهريب بإدخال عقوبات رادعة لمواجهة أصحاب الضمائر الضعيفة لأنهم الأذى الحقيقي، .و تعهد بالتحري عما ورد في مداولات النواب عن سرقة البنوك لمرتبات المواطنين، ووصف تهريب السلع لدول الجوار بأنه (الأذية الحقيقة لمواردنا). كاشفاً عن إرجاء انتخابات المجالس المحلية في المحليات، التي طالبت بها توصيات الحوار الوطني إلى 2020م لتكون الانتخابات شاملة بدءاً من رئاسة الجمهورية وولاة الولايات والمجلس الوطني والمجالس التشريعية الولائية والمجالس المحلية، بسبب الأوضاع الاقتصادية. المداولات: شن نواب بالبرلمان هجوماً على خطاب رئيس مجلس الوزراء الذي قدمه ووصفوه بالرومانسي. وقالت النائبة مني إدريس أثناء مداولات البرلمان حول الخطاب إن الخطاب تجاهل الواقع الاقتصادي الذي يعاني منه المواطنون الآن ولاسيما صفوف الوقود، مشيرة إلى أنه بريء من الواقع المشاهد في الأسواق، و طالبت البرلمانية بمراجعة الميزانية التي أجازها البرلمان في بداية العام الحالي. من جانبه هاجم البرلماني الفاتح سعيد الخطاب و قال إنه تمت صياغته بصورة وردية ولا علاقة له بالواقع الموجود الآن في الشارع، وأضاف بأن السلطات فشلت في السيطرة على المحلات التجارية، ولفت إلى أن عدم توفير الوقود للمزارعين يهدد العروة الصيفية والشتوية بالمزيد من الغلاء. فيما طالب النائب عن حزب الإصلاح الآن حسن عثمان رزق بإعلان فشل موازنة 2018م وإبدالها بأخرى إسعافية، شريطة عدم إعدادها من قبل الذين صاغوا الموازنة المطبقة حالياً ، وعدد رزق أسباب فشل الموازنة المتمثلة في زيادة الأسعار، زيادة سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، ندرة في السلع وهروب الكتلة النقدية من المصارف ، و شدد على ضرورة إعادة علاقات بلاده مع كوريا الشمالية ، وقال إنها دعمت السودان كثيراً، و أشار إلى قطع العلاقة معها لصالح التطبيع مع أمريكا في وقت تصالحت فيه الكوريتان وفق تعبيره. الإعلام السالب: نائب الرئيس السابق والنائب الحاج آدم يوسف طالب بتحرير جميع أنواع السلع الاستهلاكية ورفع الدعم عنها بالكامل، وعلى رأسها الوقود، وبرر آدم مطالبته بالتحرير الكامل للسلع حتى تستطيع الدولة أن تنطلق على حد قوله، وقال أنا أتساءل أحياناً من أين تأتي الحكومة بكل تلك الأموال لدعم السلع. بينما اتهمت القيادية بحزب المؤتمر الشعبي والبرلمانية نوال خضر البنوك بسرقة المرتبات، وقالت" في بنوك بتسرق مرتباتنا" . وأعلنت نوال خلال جلسة البرلمان أمس عن استعدادها للإفصاح عن أسماء تلك البنوك، وأضافت " مستعدة أوري البنك البسرق وكيف بسرق ". فيما كشف رئيس لجنة النقل بالبرلمان محمد أحمد الشائب عن تهريب ما يعادل قيمته (500) مليون دولار عبارة عن مواد بترولية، نقلاً عن إحصائيات قال إن وزارة النفط قد نقلتها لهم في أحد الاجتماعات، إلى جانب تهريب ملياري دولار من الذهب، وقال مع احترامنا للكل إلى أن التهريب بحاجة إلى إيجاد آلية جديدة مستقلة لمكافحته، وحذر من خطورة استمرار الأمر بالصورة الحالية، وقال لا بد من وقفة حقيقية لمنع التهريب.في وقت قال فيه عضو البرلمان الأمين العام للحركة الإسلامية البرلماني الزبير أحمد الحسن، إن المعارضة والإعلام السالب نجحا في ضرب الثقة في الجهاز المصرفي وفي نظام الائتمان، و طالب بوضع حملة لإعادة الثقة في الجهاز المصرفي حتى ينال ثقة المودعين، وقال إن البلاد تعاني مما أسماه عدم الفاعلية من أدنى المستويات إلى أعلى المستويات، وأشار إلى استمرار المعاناة رغم رفع الحصار الاقتصادي وقال إن السبب في ذلك لأن عود الفأس ما زال عند الولاياتالمتحدةالأمريكية والمتمثل في البقاء في قائمة الإرهاب. وقال البرلماني المستقل أبو القاسم برطم، كنا نتوقع من رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول بكري حسن صالح في خطابه الذي قدمه للبرلمان أن يأتي لنا بحلول وليس وعوداً، وأضاف الوعود لا تسمن ولا تغني من جوع، خاصة وأن الواقع يناقض تقارير الوزراء فالبلاد تعاني من أزمة وقود وشح سيولة.