الخرطوم 30 أبريل 2018 واجه النائب الأول للرئيس السوداني رئيس الوزراء انتقادات قاسية من نواب البرلمان للأوضاع الإقتصادية، مطالبين بمراجعة الموازنة، وأقر رئيس الوزراء بصعوبات تواجه الاقتصاد بالبلاد تعمل الحكومة على معالجتها. البرلمان السوداني من الداخل وأقرت موازنة العام 2018 رفع الدولار الجمركي من 6 جنيهات إلى 18 جنيها ما تسبب في ارتفاع حاد للتضخم وتراجع العملة الوطنية "الجنيه" أمام الدولار. وعزا بكري حسن صالح، لدى مخاطبته البرلمان، الإثنين، أزمة الوقود التي ضربت البلاد مؤخراً، الى عجز الحكومة على توفير مبلغ 102 مليون دولار، طالبت به وزارة النفط لصيانة مصفاة الخرطوم. وأكد صعوبة الأوضاع المعيشية للمواطني، قائلا: "الظروف صعبة.. حاسين بالشارع، ومتألمين". وأفاد صالح في رده على مداولات النواب أن الحكومة نجحت لاحقا في توفير المبلغ لمصفاة الخرطوم وتوقع إنفراج الأزمة خلال يومين، وتابع "دي كلها إفرازات عارفنها ومسؤوليتنا أمام الله معاش المواطن وحركته". وأكد أن سياسة التحرير الإقتصادي "جرعة مرة كان لا بد منها"، مشيراً الى إجراء الحكومة لمعالجات للخروج بالأوضاع الاقتصادية من الأزمة. وأشار رئيس الوزراء إلى أن تهريب الموارد وخاصة الذهب "يشكل ضررا بليغا على موارد البلاد وينعكس سلبا على الاقتصاد لذلك هناك رؤية واضحة للحكومة لمكافحة التهريب وستدفع بها إلى البرلمان لإجازتها، ومن ثم العمل بها"، متوقعا أن تسهم هذه الرؤية في الحد من ظاهرة التهريب. وأكد استمرار الحكومة في مكافحة الفساد في كافة صوره وأشكاله وممارساته، مشيراً الى ضرورة تحقيق الاستقرار والانضباط النقدي والمالي باستهداف معدلات مناسبة لعرض النقود واستقرار سعر صرف العملة الوطنية وزيادة إحتياطي البلاد من العملات الأجنبية والمعادن. وقال إن الحكومة ستستمر في تفعيل الدور الرقابي بالبنك المركزي بغرض إصلاح النظام المصرفي والمؤسسات المالية الأخرى بإزالة التعارض بين القوانين المنظمة للعمل المصرفي وإعمال المؤسسات المالية بما يخدم السياسات الإقتصادية الكلية. من جانبهم انتقد نواب خطاب رئيس الوزراء حول أداء الحكومة، ووصفوه ب "الرومانسي"، وطالب برلماني بإعلان فشل موازنة العام الحالي ووضع موازنة اسعافية. وقالت النائبة منى إدريس، أثناء مداولات البرلمان حول الخطاب، إن الخطاب تجاهل الواقع الاقتصادي الذي يعاني منه المواطنين "الآن ولاسيما صفوف الوقود"، مشيرة إلى أنه بعيد عن الواقع المشاهد في الأسواق"، وطالبت بمراجعة الميزانية التي أجازها البرلمان في بداية العام الحالي. وهاجم النائب الفاتح سعيد خطاب رئيس الوزراء، وقال إنه تمت صياغته "بصورة وردية ولا علاقة له بالواقع الموجود الآن في الشارع"، مشيراً إلى أن عدم توفير الوقود للمزارعين يهدد العروة الصيفية والشتوية وسيؤدي لمزيد من الغلاء. وطالب النائب حسن عثمان رزق بإعلان فشل موازنة 2108 وإبدالها بأخرى إسعافية، شريطة عدم إعدادها من قبل الذين صاغوا الموازنة المطبقة حالياً. وأشار إلى ارتفاع الأسعار وزيادة سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني وندرة السلع وهروب الكتلة النقدية من المصارف.