اليرموك نهر في سوريا وموقعه شهيرة قادها خالد بن الوليد ضد الروم ومصنع مستهدف بالطيران المدمر كانت مفاجأه حقيقيه ان تصل الطائرات الاسرائيلية الى سماء الخرطوم وكانت الخرطوم فيما مضى تأوي سلاح الطيران المصري في قواعدها بعد النكسة واوت الكلية الحربية المصرية واوت بورتسودان المستهدفة ايضاً حالياً سفن وغواصات الاسطول المصري بعد النكسة كانت الخرطوم والسودان كله تأميناً للجبهة المصرية التي اصابها الجيش الاسرائيلي بهزيمة ماحقة عندما استدرجوهم الى المعارك يونيو (حزيران) كانوا اكثر مكراً واشد دهاءاً وكانت مصر آنذاك تقف في نفس الموضع الذي يقف فيه السودان الان عداءا مستحكما مع الغرب والعداء مع الغرب دائما يصيب الناس بالضرر والايذاء لاسباب كثيرة منها توحد الغرب كل الدول الغربيه في موقف واحد لا يخرج عن اجماعهم احد حتى لو كانوا ظالمين . مشكلة دارفور مثال اججتها ليبيا القذافي وتلقاها الامريكان والالمان ونفخوا فيها اكاذيب شريرة وحاصروا بلادنا اخلاقيا اولا بالابادة الجماعية والتطهير العرقي والافلات من العقاب وتصاعدت ارقام الضحايا الى ارقام فلكية وتبارت المنظمات في الفبركات والاخبار المدسوسة مثلما تبارت كتائب المتمردين في نشر الرعب والحرائق والدمار بالسلاح الليبي وبالدفع الغربي واحيانا العربي فقد كان قادة المتمردين يقابلون كالرؤساء والوزراء وانشأوا السفارات والمكاتب في عدد من الدول العربيه الشقيقه مصر مثلاً . دخل السودان التصنيع الحربي منذ اكثر من مائة عام عندما كانت تصنع الذخيرة بمكنات بدائية ثم ادخلت حكومة عبود المصنع الالماني لتصنع الذخيرة في الشجرة وادخلت الانقاذ الصناعات الاكثر تعقيدا والذخيرة المتقدمه والاسلحة في اليرموك . تمددت العاصمه وتدريجياً الى ان وصلت جوار هذه المصانع ومستودعات البترول التي كانت نائية وجارت السلطات المحلية الطلب للسكن دون النظر الى احتمال مثل هذا الهجوم او احتمال حريق مستودعات البترول وكلها احتمالات العاقل لا يستبعدها والحقيقة فان امر تخطيط المدن والاحياء يحتاج لتكامل كل الجهود والافكار والاحتمالات البعيدة والقريبة والمستحيلة . الان تحاط بالمطار البنايات باستمرار واحتمال الكارثة ايضاً وارد من الجو قضاءا وقدرا او اهمالا او عمدا فلا مانع ولا ضمان ان تتحطم طائره نقل اخرى فوق البنايات المأهوله قرب المطار . الحمى العمرانية التي اجتاحت السودان والخرطوم تحديدا امر مطلوب ويعكس مدى قوة الاقتصاد وقوة الاقتصاد تفرض بالضروره قوة عسكرية متوازنة وفكر ينظر في المستقبل ويتخيل اخطر الكوابيس. واقعة ضرب اليرموك في هذه الايام المباركة تضع امام القادة مسؤولية جديدة وخطيرة ولعلها تشبه احداثا في العالم غيرت من مسار دول وامم . لقد كانت البلاد عمقا استراتيجيا لغيرها والان اصبحت في مواجهة العدو بيده الطويله مباشرة والعدو ليست له اخلاق الفرسان الذين يعلنون الحرب والعداء والمكيدة عيانا بيانا عدو متخف سارب بالليل يعمل بادوات خفية وعملاء واجهزة متقدمة لا يستطيع احد ان يبريء اصدقاء اسرائيل من اي عمل عدائي وهم كانوا جزءاً من السودان . هذا الحدث يشبه غزو الكمندان جوناثان بيري الامريكي على البارجة سوسكهانا وبارجة اخرى تعملان بالبخار قذفتا ميناء اليابان الاول بالحمم والقذائف . فشلت الاسلحة اليابانية العتيقه في التصدي لها في يوليو 1853 وتنازل امراء اليابان ( الشوجن/ الجنرالات ) الاقوياء عن اماراتهم وثرواتهم ووضعوا انفسهم تحت تصرف الامبراطور الذي ادرك انهم اقل من هؤلاء البرابره قوة وتقدماً ومن ثم اخذت اليابان باسباب المدنيه والحضارة والصناعة والتقدم ابتعث الالاف من ثباتهم للعلم والتدريب في اوروبا حتى غزوا اسيا كلها وطردوا الانجليز منها . كان اليابانيون يدركون القوة التي قادها بيري المكونة من بارجتين لا تهدد امنهم حقيقةً ولكنهم عرفوا انها البدايه لغزو آلاف القطع البحرية المتقدمة اكثر منهم فقد كانت البوارج الامريكيه تعمل انذاك بالبخار المكينات الجديده عهد انطلاق المارد الميكانيكي في البحر والبر وكانت مقارعتهم تكلف الكثير . نفس الوضع في السودان لم ناخذ باسباب التقدم بعد ووقفنا في العلم الفني الصناعي وركزنا على الجامعات . لمن يريد ان يعقد مقارنه سهلة كم جامعة وكم معهد تدريب مهني وصناعي انشئت في السنين الاخيره ؟ الجامعات اججت مشكلة عمالة الخريج بينما الفني لا يشكو التبطل ولا يحتاج لتشغيل . القاعدة الصناعية اصلاً تعتمد على قاعده فنية بشرية ويستغرب العاقل من جهاز ما يسمى صندوق دعم الطلاب الذي ادمن صناعة المدن الجامعية الفاخرة والاحتفالات بافتتاحها بموارد مهولة يدل على ان جنرالات الانقاذ يجب ان يضعوا كل الاموال في صندوق واحد يعي ماهي الاولوية والاولوية الان هي حماية البلاد وازالة الاهانة التي الحقها العدو بالشعب ما يثير الحنق والغيظ ان اي جندي واحد لم يطلق طلقة ولو من طبنجة على هذه الطائرات غفلة واهمالا يجب ان يحاسب عليه احد.. هل يعقل ان لا يوجد حارس واحد مسلح في مصنع خطير . لامناص من تدريب الفنيين والصناعيين لصنع آلاف الصواريخ وانواعا كثيره من القذائف التي تعتمد على اليد الماهرة فالحديد هو الحديد وبأسه شديد ومنافعه تكون بواسطة الفعله الصنيعين الماهرين وكمقارنه تزن الطائرة البوينج حوالي 200 طن من الحديد والنحاس والانتومينا والالمونيا وهي معادن لدينا وتكلف 1,5 مليون دولار وتباع في الاسواق من عشرين الى مائه ضعف هذا المبلغ ويزيد وفرق القيمه هذه قوة الصانع والمصمم والمبتكر لا مستحيل تحت الشمس ان صدقت النوايا الغوا كل الصناديق الوهم وحولوا ميزانياتها للتعليم الصناعي الفني والورش ومعاهد التدريب وقاتلوا . (آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا) سورة الكهف (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) الفريق شرطه / صلاح الدين احمد الشيخ