هز إنفجار ضخم ونشبت النيران في مصنع اليرموك العسكري جنوبالخرطوم منتصف ليلة أمس 24 اكتوبر . وقال شاهد عيان لوكالة الأنباء الفرنسية انه (إنفجار ضخم ، ضخم) . وأصاب الذعر أهل العاصمة القومية ، وخرجوا إلى الشوارع ، فيما إتجه بعض سكان الأحياء المجاورة للمصنع نحو النيل مفزوعين ، خصوصاً وان أجهزة الإعلام الحكومية لم تتطرق للإنفجار إلا بعد ساعتين من وقوعه . وأكد شهود عيان ل(حريات) ان الإنفجارات المدوية أيقظت وأصابت بالفزع سكان جبرة والكلاكلات والدخينات وجبل أولياء ، وشوهدت حرائق ضخمة وسحب كثيفة من الدخان في المنطقة المحيطة بالمصنع . وقال الشهود ان الحرائق إستمرت لأكثر من ثلاث ساعات . وأضافوا ان الأجهزة الأمنية أقامت طوقاً أمنياً حول المنطقة ومنعت المواطنين من التجوال حولها . وأكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان اليوم الإنفجار معترفاً ب ( أدى الإنفجار إلى إشتعال وإمتداد النيران إلى منطقة مجاورة تكثر فيها الحشائش والأشجار مما ساعد على زيادة مساحة النيران ) . وقال انه ( يجري التحقيق والتحري لمعرفة أسباب الإنفجار) . وقال والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر ان الإنفجار حدث في احدى مستودعات الذخائر ، مستبعداً حدوث هجوم عسكري على المصنع . وإعترف الوالي بان عدداً من المواطنين أدخلوا الى المستشفى نتيجة الإختناق . وتحدث عدد من شهود العيان في منطقة جنوبالخرطوم عن رؤيتهم لطائرات تحلق فوق المصنع قبل حدوث الإنفجار . ومصنع اليرموك أحد ثمار التعاون العسكري بين النظامين السوداني والايراني بحسب إتفاق عسكري في عام 2008 . وأورد تقرير لوكالة SAS السويسرية لمراقبة الأسلحة الصغيرة – في سبتمبر 2012 ان مصنع اليرموك كذلك يستورد ويجمع أسلحة صينية . وحذرت (حريات) فبراير 2011 من التعاون العسكري الايراني السوداني في مصنع اليرموك ، وحذرت من ان ذلك يعرض المواطنين الأبرياء للخطر . وسبق وأغارت طائرات عسكرية إسرائيلية على قوافل لتهريب السلاح الإيراني في شرق السودان في يناير وفبراير 2009 ولم تتحدث سلطات المؤتمر الوطني عن الغارتين إلا بعد نشرهما في وسائل الإعلام العالمية والعربية وبعد أربعة أشهر من الغارتين . الأمر الذي فسر حينها بحرج السلطات الحكومية من المفارقة البينة بين خطابها الرنان المعلن عن عدائها لإسرائيل وما بين قدراتها العملية على هذا العداء ، خصوصاً وان الهجمات تؤكد وجود تعاون إستخباري من داخل أجهزة الإنقاذ ! فضلاً عن مفارقة الإستئساد على السودانيين والاستخذاء أمام (العدو الصهيوني) ! ولاحقاً لم تعترف الحكومة بالهجمات إلا عندما لم يكن لديها سبيلاً لإنكارها ، كما حدث في هجمات نوفمبر 2011 ومايو 2012 . والجدير بالذكر ان القوات المسلحة الحكومية لم تخض حرباً منذ الإستقلال ضد عدو خارجي ، وظلت تستخدم قدرتها العسكرية أسلحة وذخائر ، كالتي ينتجها مصنع اليرموك ، تجاه مواطنيها خصوصاً ضد المدنيين الأبرياء في مناطق الهامش السوداني . وسواء كان الإنفجار بسبب هجوم إسرائيلي على المصنع ، أو بسبب ضعف إجراءات السلامة والأمان ، فانه نتيجة سياسات وممارسات حكومة المؤتمر الوطني التي تستهين بأرواح السودانيين .