قد لا يرضي هذا الادعاء الكثيرين من أهلنا البجة لأنهم يريدون لهذه السلالة أن تكون خالصة التكوين وأن لا تدخل عليها دماء أخرى غير صافية البجاوية، لكن حوارات كانت تدور بيني وأخي الحبيب الشهيد فيصل عيسي (أبو فاطمة) ربما تخفف حدة ادعائي هذا عندهم! قلت لأبي فاطمة أنني أعتقد أن الخلطة التي في دماء الجعليين ليست بين العرب والمجموعة النوبية فالمكون المحلي فيها هو الدماء البجاوية ، رغم أن الأول ليس منتفيا كامل الانتفاء! أبوفاطمة أفادني أن هذا رأي توصل له أحد الباحثين وأفدته بعدم علمي بهذا الأمر لكن ذلك لايمنع انسحابي من هذا الرأي والاكتفاء بالاسناد له وإن فات علي أن أوثق الاسناد ولم اتحصل على المرجع لاحقا! التشابه بين الجعليين والبجة واضح في كثير من الأشياء نذكرمنها: الزي فالسروال والعراقي أو الجلابية وتوابعها ، التي تعقبها الصديرية لبسة مشتركة عرفت بها المجموعتان و رقصة السيف أو العصا التي تعرف بالصقرية أي التي يقلد بها الصقر رقصة مشتركة وكذلك رقصة الرقبة للنساء، كما أن السحنات عموما متقاربة، وكذلك فإن بعض التفاصيل مثل صلة النابتاب بالجعليين و خروج المك نمر باتجاه الشرق وما تبع ذلك من تواصل وحركة التجارة بين دامر المجذوب وشندي ومناطق الشرق كل تلك مؤشرات لعلاقة متينة بين هاتين المجموعتين الكريمتين ذات جذور يمكن أن تصل للأصل المشترك في العرق والدماء. أقول ذلك بين يدي دعوة كريمة تلقيتها من إخوتي وأصدقائي أبناء البني عامر ، ادريس نور المستشار السابق لحكومة القضارف وياسر تركي الناشط الشبابي الثقافي والاعلامي ومحمد علي الباحث في تراث البجة وعبد القادر سعداي المهتم بالتراث البجاوي ومجموعة أخرى مباركة من أهلنا البجة في ولاية القضارف ، الدعوة بخصوص افتتاح بعض مناشط مركز تراث البجة الثقافي في الأيام القادمة، وقد أكرموني بعضوية فخرية بالمركز أفخر بها قبل أن يفخر بها المركز! المجموعة البجاوية مجموعة كريمة متميزة باخلاق سامية وأهلنا البني عامر بالقضارف أهل ود ووفاء ظلت تربطني بهم صلة قوية وتواصل ممتاز أساسه الحب والاحترام، قوت من أواصره صلات اجتماعية مع أصدقاء منهم من ذكرت ومنهم من لم أذكر لأن المكان لا يسع وان كان حتما علي أن أخص بالذكر الأخ العزيز العميد عبد الله ابراهيم الرابط بين القضارف وكسلا وأن أحيل الباقين للجماعة فان لهم مكاناً في الصدر لا يسعه السطر! أنا سعيد بالدعوة وبالعضوية الفخرية وسعيد أكثر بوفاء أهلي البجة في زمن عز فيه الوفاء وصار ود الناس خبا حتي بت أردد قول المتنبئ في قصيدة وصف الحمى: ولما صار ود الناس خبا جزيت علي ابتسام بابتسام وصرت أشك فيمن أصطفيه لعلمي أنه بعض الأنام الشكر لأهلي وأصدقائي أبناء البجة بالقضارف ولنا لقاء _إن شاء الله_ قريبا بقضروف سعد ( بعيدا عن السياسة قريبا من الوجدان) كما يقول صديقنا الوزير أسامة درزون