غيب الموت صباح اليوم بحي ديم النور بمدينة القضارف ... أخونا الحبيب الفاتح عمر كرار كشه ..بعد صراع مع المرض دام سنوات عدة .. وافتقدنا برحيله ..أخا عزيزا ..وصديقا وفيا.. وإنسانا رائعا...كم كانت لنا معه من ذكريات طيبات.. عامره بالمحبة والصداقة والود .. وعلاقة خاصة امتدت لسنوات عديدة لم تفقدها الغربة و البعد الجغرافي وتيرتها بل ارتقت بها إلى رحاب سامية. وبالأمس القريب عندما كنت أعاوده على سرير المرض ..وبالرغم من الوهن والضعف إلا أنه حدثني أجمل الحديث عن تلك الأيام الجميلة التي مضت ولن تعود. .وهو يسأل عن أصدقائه العديدين الذين تفرقوا في ديار الاغتراب شرقا وغربا.. تعلمنا من الفاتح حميمية التواصل .. وصدق المشاعر التي تميز أبناء القضارف الكرام.. .إن علاقتي بالفاتح ترقى إلى مستوى الأخ الشقيق ..وهى علاقة ذات جذور عميقة ..تمثل امتدادا لتلك العلاقة الراقية المميزة التي جمعت الراحلين الكبيرين عمر كرار كشه ..وحنا تسفاى ..والتي ترعرعت و سمقت في مدينة القضارف منذ بواكير العشرينات من القرن العشرين ولم يخبو وهجها حتى فرقت بينهما الدنيا ..فقد كان الراحلين من ضمن الرعيل الأول الذي كان له الشرف في تشكيل الوعي الوطنى و السياسي والثقافي والاجتماعي لأبناء هذه المدينة الرائعة ...من خلال اهتمامهم بالقضايا الوطنية والاجتماعية والثقافية ..فانتقلوا بقضروف سعد من مدينه مغمورة إلى مدينة ملأ السمع والبصر. .. وكانت هذه العلاقة هي الطريق الذي جمعنا بالفاتح ..وأخويه عصمت.. وعادل ..وأهلهم الكرام.. هذه الأسرة الكريمة التي أعطت الكثير لمدينتنا الحبيبة..ومازال عطاؤها ممتدا من خلال الأجيال المتعاقبة.. كان الفاتح ودودا في علاقاته .. متواصلا مع أهله.. وأصدقائه الكثيرين .. كان دكانه في سوق القضارف القديم ملتقى لأبناء القضارف بمختلف اهتماماتهم وأطيافهم . فلقد كان ناشطا في العمل الوطني و الرياضي .. حيث انتمى منذ وقت مبكر لنادي الهلال بالقضارف حيث شغل به مواقع ادراية مختلفة ....كما كان له اهتماما بالشأن الرياضي العام بحكم هلاليته وعلاقاته بالمسئولين بنادي الهلال العاصمى .. كان الفاتح مشغولا بقضايا مدينته التي أحبها ..يسعى لتطورها حتى تحتل مكانا متقدما .. تربطه بأبناء مدينته علاقات حميمة .. فتجده دائما في أفراحهم وأتراحهم ..وسيفتقده الكثيرين من معارفه وإخوانه.. وعندما انتقل أبا كرار إلى جيرتنا بديم النور قادما من حى النصر..ازدادت علاقتنا التي مافترت يوما.. قوة وتماسكا .. وأتاح لنا القرب الكثير من أواصر التواصل واللقاء..غير أن الموت وهو حق ..وضع نهاية لهذه المعرفة والعلاقة الصادقة.. ولن ننعم بقربه اياما اخر. وداعا أبا كرار.. فلقد جاء رحيلك مبكرا . وأصابنا بالحزن والحسرة..نسأل الله أن يتغمدك برحمته الواسعة وأن يلهمنا الصبر والسلوان ..فما عاش الإنسان إلا ليموت ..وعزاؤنا أن يحمل كرار الراية من بعدك وأن يكمل المسيرة التي بدأتها.. وعزاؤنا موصول لأسرتك العزيزة .. وللإخوان عصمت وعادل كشه .. وسيد السواكنى ..وصلاح كشة ..وعلى عبد العزيز وإخوانه .