ما تعليقكم كوزارة على اختفاء شجرة الصندل الأثرية من داخل المتحف القومي؟ الشجرة سُرقت ليلاً من داخل المتحف، وحاليا هي قضية أمام القضاء ولا يجب الحديث عن ذلك بل ننتظر قرار المحكمة. لكن أنتم كوزارة مسؤولون عن المتحف وما يحدث فيه؟ الهيئة العامة للآثار والمتاحف هي المسؤولة بشكل مباشر عن المتحف، وهي هيئة لها إدارة قائمة بذاتها ولديها قانون ولكن وزارة السياحة تشرف عليها فقط. وما هي حدود هذا الإشراف؟ دور وزارة السياحة تجاه الهيئة العامة للآثار والمتاحف يقف عند حدود المتابعة والإشراف، فالوزارة تقوم باختصاصها في المتابعة والإدارة الكاملة أثناء النهار. وهل يتغير ذلك ليلاً؟ الإشراف ليلاً يعني الحماية، وما يخص الحماية فإنه أمر ينعقد فيه الاختصاص للجهات الأمنية، ممثلة في شرطة السياحة المباحث والأمن الاقتصادي وجهات أخرى. كثيرون يرون أن الوزارة لم تُؤدِّ دورها كاملاً؟ الوزارة قامت بالجانب الإداري، ولكن مع ذلك هناك تقصير من قبلنا إذ يفترض أن يكون التأمين إلكترونياً للمتحف القومي ومتاحف السودان كافة. ماذا فعلت الوزارة عندما علمت بفقدان شجرة الصندل؟ الوزارة وجهت مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف بفتح بلاغ مباشرة، ومن ثم تابعت وتولت الأجهزة المختصة في الدولة هذا الموضوع. هذا إجراء طبيعي ولكنني أقصد على المستوى الإشرافي والإداري؟ الوزارة قامت عقب حادثة شجرة الصندل بتنفيذ نظام تأمين إلكتروني كامل بالكاميرات حيث تعمل على مدار ال(24) ساعة ليلا ونهارا وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في وزارة الاتصالات. لحماية المتحف القومي فقط؟ نعم حاليا التأمين الإلكتروني تم للمتحف القومي فقط، ولكن اتخذت إجراءات مشددة للرقابة على مستوى كل متاحف بالبلاد من خلال تفعيل مبدأ التعامل بالتسليم والتسلم دورياً ويومياً للعاملين في المتاحف كافة. ما هي الإجراءات التي اتبعتها الوزارة لضمان عدم تكرار مثل حادثة شجرة الصندل؟ هناك وجود وانتشار واسع لشرطة السياحة في مناطق البلاد كافة وتتولى مسؤولية حماية وتأمين آثار البلاد، كما تم توفير جزء من العربات للقيام بواجب الحماية لهذه الآثار. وكما هو معلوم السودان بلد شاسع ومساحات كبيرة ويعاني من مشكلة التهريب، ومن حين إلى آخر نسمع بتهريب الذهب وغيرها من موارد البلاد. ما الدرس المستفاد من قضية شجرة الصندل؟ الوزارة تنتظر قرار العدالة فقط، لا أستطيع "أن أقول أي شيء"، لكل مدان بعد ذلك حساب سواء كان مدير الهيئة العامة للآثار أو الأجهزة الأخرى أو أي أشخاص آخرين.. مع العلم بأنني أعتقد أن المدير بريء لجهة أن السرقة تمت ليلا ولم يكن موجودا. يبدو من حديثك عدم الرضا عن تناول هذه الحادثة إعلاميا؟ الاستعراض والصورة التي تناولت هذه الحادثة أكبر خطأ، لأن العاملين في الهيئة العامة للآثار والمتاحف يتعاملون مع منظمات دولية وهذا يضر بسير العمل، فأنا كوزير لا أنظر للأشخاص وإنما لمصلحة البلاد، وحاليا الموقف مُضر بالبلاد، وربما يجعل بعض البعثات العاملة في مجال الآثار تترك العمل وتغادر البلاد. كيف ذلك؟ العمل في الآثار يعتمد على المنح الخارجية وعدد من الدول الأوروبية، فالدولة لا تدفع أي شيء، كما أن مدير الهيئة يقدم المحاضرات ويشارك في الاجتماعات وحاليا هو لا يستطيع القيام بذلك وفق الإجراءات القانونية. هل تمت سرقة أي آثار بعد هذه الحادثة؟ لا، لم تتم سرقة أي آثار لأن الوزارة قامت بتأمين المتحف مباشرة، ونسعى حاليا لتنفيذ نظام التأمين بالكاميرات إلكترونيا في كل متاحف البلاد. عموما لا نقول إن هناك عدم متابعة أو تقصيرا، ولا نحمل جهة محددة مسؤولية ما جرى، ولكن يظهر وجود "قصور" مشترك من قبل الجهات المختصة كافة.