تصريحات كرتي ومحمد عطا بانقلاب تحت الإعداد كما هو حديث الساعة، تذكر بفشل دروس المشروع الحضاري وهو ينفخ مواده الدراسية لثلاثين من عجاف السنين حاكما فردا ومتحكما في الساحة السياسية السودانية، يوعظ جماعته بضرورة التمكين ثم يقطع لهم هبات الاراضي والعقارات لمفارقة العوز والفاقه والتسربل بلبوس الغني والوجاهة . اعد بعض قادة الاخوان أنفسهم باكرا في سبعينات القرن الماضي فتصاهروا مع بعض بيوت الطائفية لتحقيق مداخل وتقدمات للقبول في مجتمع العاصمة وتقربا من مراكز التأثير الطائفي الذي تحكم في أهل السودان . تجنيب أموال السودان العامة بعد انقلابهم منحهم السطوة على مداخيل البلاد وكانت عائدات البترول مغنما خالصا لعضويتهم، تملكوا البنوك والشركات لخاصتهم وصالح تنظيمهم وفيه لا يعود فائض الغلة لخزانة الدولة بل يرسل بعيدا في حسابات أجنبية خارج الحدود. ما يبشر به محمد عطا انقلابا يعيد للإخوان سطوتهم وتسلطهم على البلاد والعباد ، هو من قبيل اعادة الطالب الراسب لتكرار الفصل الدراسي، في حالة حكم الاخوان هو درس واحد تكرر لثلاثين عاما ولم يحسن شرحه المعلم الحاكم ويقع العقاب على شعب السودان لينتظم تارة أخرى ربما لسنين قادمات من عمر الشعب السوداني يجتر فيها الاخوان ذات دروس المشروع الحضاري في نسخة يقوم بتدريسها وإلقاء محاضراتها الابناء الذين مكنهم التنظيم من الاغتناء عبر توريث الاراضي والعقارات والبنوك والحسابات الاجنبية والتي سبق أن حصل عليها الآباء الملأ من عتاة التنظيم بعقلية كرتي ومحمد العطا وهم من الجيل الثاني من تنظيم الاخوان، تشهد الساحة السياسية السودانية تواصل فساد الاخوان تمكينا أقر به زعيمهم البشير وحدد تغولهم على مفاصل الدولة السودانية حيث نخرتها الجماعة ذات البأس وتمكن الاخوان أيما تمكين، الفزاعة التي أطلقها محمد عطا نسخة من انقلابات الاخوان لا تحمل في جوهرها الا بقية من حطام وتابوت المشروع الحضاري يحمله محمد عطا وكرتي وهدف العصبة استرداد ما نزع من أراض وعقارات وشركات لتغطية عورة الفقر والعوز التي كانوا عليها قبل عام التمكين الاول في 1989م. تسميم البيئة الحزبية في السودان يتحمل وزرها الاكبر نخبة تنظيم الاخوان، طأطأوا الرؤوس بعد مصالحة نميري في سبعينيات القرن الماضي وسعوا حثيثا في دروس تجارة العملة والاستحواذ على الاراضي والعقارات، وصفوا ونظموا عضويتهم داخل القوات المسلحة، استعاروا من الشيوعيين أساليبهم في حسن سرية التنظيم والتخفي خلف وبين ثياب الخصم فكانت للإخوان الغلبة، فازوا في معركة كسر الظهر وأبعدوا تنظيمات اليسار من حول النميري بتفعيل قوانين سبتبر1983 وعقدوا لواء الامارة لنميري وتلقفها فرحا جذلا ليكتشف مرارة الطعم لاحقا . اعادة الشعب السوداني وثورته الديسمبرية الي بيت الطاعة الاخوانية عبر تهديدات كرتي ومحمد عطا، هي وعود وأمنيات لعودة شبح الاخوان ليتمكن كرتي ومحمد العطا ويرسمان نفسيهما زعيمين جدد لبعث الملأ من عتاة الاخوان لاسترداد المنهوبات وإعادة السودان امارة تحكمها داخليا شريعة مدغمسة ويتنفس الاخوان علمانية في تركيا وماليزيا مصطحبين الاموال المسروقة و تتناسل العقارات المغتصبة في السودان تردفهم بتغذية حساباتهم الدولارية من ريع الايجارات والرهن العقاري في امارة السودان.