ذاك يوم أسود لي بحكم الصنعة في مجال المال والتجارة، يعني انقطاعي عن أسواق ألمانيا واليابان لمدة ثلاثة أيام بإضافة عطلة الأربعاء المقترحة في السودان إلى عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد في بلاد العالم الأخرى، في العمل مع بعض دول الخليج تضاف عطلة الأربعاء المقترحة إلى عطلتي الجمعة والسبت، باختصار يصعب على أعمال التجارة من السودان مواصلة العمل مع العالم الخارجي مجتمعاً أيام الأربعاء والجمعة والسبت والأحد، يصير العمل في السودان مع العالم الخارجي لثلاثة أيام فقط. ثم تضيف مسودة الاتفاق الإطاري مقترحاً آخر يتضمن تقاسم السلطة والثروة بشكل عادل، يسبق السلطة في الإدارة وتتلازم معها المسؤولية أو باختصار المهام والواجبات الملقاة التي تتناسل منها سلطة إصدار التعليمات والأوامرلتحيلها خلية الشغيلة في مطبخ العمل إلى منتجات، القفز إلى السلطة وتقاسمها في سلام جوبا بنسخته الأولى جاء تفسيره عند دكتور جبريل وتولى إنفاذاً له وزارة المال ليحرص علي أخذ حلالهم لتحكم حركتهم السودان طراً وليس دارفور فقط أو كما صرح به في حينه، ثم السلطة معلقة من غير مسؤولية جاء تفسير قسمتها حصة مالية تضخ إلى حاكم إقليم دارفور السيد/ مناوي مبلغ سبعمائة مليون دولار توفرها موارد الدولة السودانية التي تحمل أثقال ملايين الدولارات ديوناً أغلبها لصالح اليهود والنصارى، رأفة بالسودان وحاله يتناقش أصحاب الملل الأخرى لفك رقبة السودان وتحريره من تلك الديون . أسقطت الاتفاقات تقاسم المسؤولية فجلس شركاء الوطن يقبضون على نصوص الاتفاقات كما هي شيكات تصرف بآجال معينة وبلا شوكة تشاكها حركات الكفاح المسلح. لا أدعي قراءة العارف بمسودة الاتفاق ولكن استوقفتني تلك النقاط، هي لصيقة بالعمل اليومي أو قفة الملاح للشعب السوداني، رحلة الشتاء والصيف منذ عرفها الإنسان تحمله من اليمن إلى بيت المقدس، تختلف الأديان والشعوب ولكن تتلاقى همومهم في التجارة بيعاً وشراءً واقتضاءً، عطلات من غير تنسيق ونظرة موضوعية تعيق التجارة بينناً ودول العالم الآخر ، أيضاً تزداد مساحة التبطل بمنح حصص مالية بلا ترتيب واجبات والتزامات لصالح جهة ما في المجتمع يخلق حالة من التبطل يصعب السيطرة عليها. ثم أواصل رأيي (العنقالي) وأزيد على الشعر بيتاً، كاودة مدينة حبيبة إلى نفسي، أحسب أن إجراءات بناء الثقة تطال معسكر الجذام فيها بالعناية والترفيع، هو منذ عهد الاستعمار يتولى رعاية المرضى فيه قساوسة ترسلهم المنظمات التبشيرية، رفع المطالبة في زخم إجراءات الاتفاق يصل الصوت إلى الكثير من المنظمات العالمية التي تهتم بالبحوث في مثل هذه الأمراض، ربما ارتفع الاهتمام صحياً إلى بناء مختبرات تشرف عليها شركات أدوية لها سمعة عالمية، أيضا يعاني مرضى الكلزار في جنوب النيل الأزرق ومن بين بناء الثقة في خضم المحادثات المطالبة ولفت النظر لمعاناتهم، ربما تبدو تلك عند زعماء حركات الكفاح المسلح شأنا حكومياً تعالجه الدولة السودانية في نصوص الاتفاق، ذلك الاعتقاد كان قبل جائحة الكورونا حيث ساد التفكير القزم في محلية المرض وأثره الجغرافي ، الكورونا أعطت بعداً آخر للتفكير العالمي وحمل المعاناة بعيداً ليسمعها العالم ويتحسب للقادم من خلال الأبحاث والدراسات المبكرة. هذا ليس نقداً لمسودة الاتفاق، فذلك بيت من الشعر وبيت من الشعر أتركه للجياد الأصيلة ولكن دلوي استباق لتحكيم العقل عند قادتنا قبل إصدار أحكام تحاكي حكم البصيرة أم حمد كما في القصة الشهيرة.