سنعبر يوماً ما.. ولكننا.. لا نرى الجسر فوق الماء! وأنت تعرف تماماً أن فرعون غرق خلف موسى (وهذه مؤكدة) بعد أن عاد من بابل بالعربة السامرية! ولكن.. لا فرعون عاد.. ولا موسى عاد لأهل مصر! سؤالنا: كيف عبر موسى؟.. وأين ذهب الجسر؟ نعم سيدى الرئيس أنا لا أستطيع أن أؤمن بالله وحدى ولكنها الفطرة والوحي ! ولذلك أجد نفسي حين أقول: لا إله إلا (أنا) مدفوعاً لقول: لا إله إلا (الله) .. وأكتشف أن بين كلمتي الشهادة جسر عابر من عالم الجهل إلى عالم اليقين! .. إنه جسر المعرفة الى الله !! نعم سيدي الرئيس.. كن شجاعاً.. واخرج وقل للشباب: بأنك لست المصمم المعماري والمالك ل(جسر العبور) ولكنك المقاول المشرف المنفذ فقط.. ولا تقبض ثمناً.. قل للشباب الأجر على الله.. سيفهمون!! نعم سيدي الرئيس.. كن شجاعاً.. وقل لبعض وزرائك وبعض أمراء الحرب، بأن ما تقصده ليس هو عبور (أنور السادات) بمصر إلى شاطئ النصر والسلام.. وإنما هو عبور (موسى) بقومه إلى الله.. وتذكر سيدي الرئيس أن الله استدعى موسى وكلمه ولكن بعد العبور، وتاب عليه وأخيه!.. وسخط على قومه!.. وفرقهم!.. ولكن موسى كان محظوظاً فقد كان حياً عندما التقى الإله.. ولكنك ستموت أولاً سيدي لتلتقي الله.. ساعتها لن يوصيك كما فعل مع موسى.. ولكنه سيسألك عن قومك ماذا تركت لهم وفيهم؟.. فإسقاط الهوية الاوروبية غير مهم ابداً من غير امتلاك الهوية الدينية السودانية (من آدم الى محمد) و(من الفونج وحتى الإنقاذ)!! وكل ذلك إرث.. ونحن نعرف كيف تقسم التركة! نعم سيدي الرئيس.. إن ما يقدمه لنا (بعض) الوزراء والخبراء المجتهدين في شأن الدين، ماهو إلا السم في الدسم وأنت تنظر إليهم وتأكل معنا وتغسل يديك!! هنيئاً سيدي الرئيس ولكن نصيحتنا: سَّمِ الله.. وكُل بيمينك.. وكُل مما يليك.. والأهم من كل ذلك ما تأكلونه سيادتكم؟!!.. فقد قدم للنبي الكريم (وَرَلٌ) للطعام فتركه.. ثم سئل بعدها أحرام هو؟ فقال لا.. ولكن نفسي تعافاه! نعم سيدي الرئيس.. وللمصلحة العامة.. الرجاء الرجاء.. تناول طعامك من كل الأطباق من حولكم ولكن أبعد شوية من (باربيكيو الخفافيش) ب(الشَطَّة) وقل للطباخين المهرة: إنه لذيذٌ جداً.. ولكن!.. نفسي تعافاه!! نصيحتنا: لا تستمتع كثيراً بالحسناوات (تجم وقحط) فهم للإغراء وليس الإطعام! وتذكر بأن النبي الكريم كان لا يأخذ برأي (عمر) إلا إذا تأخر الوحي!!.. وأن (قباب وأضرحة) السودان كلها (خضراء).. إنهم آباؤنا وأجدادنا.. أرواحهم وتراثهم ولومهم هي الجسور التي نعبر من خلالها من الماضي عبر الحاضر الى المستقبل. الرجاء الأخير سيدي الرئيس: إذا لديكم مشكلة في تحديد او حساسية تجاه اللون (الاخضر) فهذه ليست مشكلة.. فكثير من الناس أصبحوا يرددون الآن: (احمر فاتح) أرحم من (اخضر غامق).. تمام!.. تمام.. ولكني وجدت معظم أهلي لا يعرفون معنى الوان (قوز قزح) والتي تزين العاصمة هذه الايام!! إنهم الاتراك الجدد من حولكم سيادة الرئيس الذين يمسكون ب(علبة الألوان) فلا تبني لنا جسراً لكي نعبر من خلاله بين هذه الألوان!.. نحن نحتاج لجسر زجاج شفاف كذلك الذي بناه الملك النبي (سليمان) ل(ملكة سبأ) كي تعبر منه إليه.. إن كَشَّفَ القَدَم سَّتَر العَّورة! وبصراحة شديدة سيدي.. إن تواصل الأجيال بتواصل الأفكار.. فالإمام (محمد أحمد) المهدي رحمه الله، ما قام ب(ثورته الإسلامية) إلا بعد أن رأى ف(سوق مدينة الابيض) عُرس نَخَّاس تُركي يدخل بغلام!! ومن هنا نجد أن (قوز قزح) كان موجودا من زمان ولكن ليس في أيادٍ سودانية تصافح بعضها!! لا شئ جديد اذاً.. إنها العولمة القديمة عبرنا منها عبر جسر الإمام المهدي ونحن نتمعن في (الراتب).. فلا تبنى جسرك يا حمدوك وتجبرنا على التمعن في (الوان قزح) عند العبور.. ولا تقل للناس ليس لدي وقت.. الفترة الانتقالية قصيرة جداً! وتذكر إنها أربع سنوات كانت من عمر المهدي القصير والتي أسست سودان اليوم!.. وربما سودان الغد ذا القباب الخضراء. *برلين