أسئلة كثيفة تدور حول ما أثير بين الدرديري وشكري فى الاجتماعات التي انطلقت أمس الأول والموضوعات التي تناولاها، في وقت كان اللافت فيه هو التعاون بين البلدين فى مجال إدارة وتأمين المطارات.. الدرديري غادر القاهرة على متن طائرة خاصة من القاهرة أمس الاربعاء إلى الرياض. سفير السودان بمصر السفير عبد المحمود عبد الحليم شدد على أن العلاقات بين الخرطوموالقاهرة ذات طبيعة خاصة، مشيراً إلى أن زيارة وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد تعكس التزام الوزارة القاطع باستمرار أعمال لجنة التشاور السياسي التي يقودها وزيرا الخارجية في البلدين التي تعقد بالتناوب ما بين الخرطوموالقاهرة، وأضاف في حديثه ل(السوداني) أمس، بأن الدرديري استهل وصوله إلى مصر يوم الثلاثاء باجتماع مغلق مع رصيفه سامح شكري بالقاهرة. منوهاً إلى أن الوزيرين ترأسا أعمال لجنة التشاور السياسي التي تعقد بصورة شهرية، وشملت استعراض الموقف الراهن لعلاقات البلدين الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها وموقف تنفيذ تكليفات وتوجيهات الرئيسين إبان القمة السودانية المصرية مؤخراً على هامش اجتماعات القمة الإفريقية بالعاصمة أديس أبابا. وكشف عبد المحمود أن قمة أديس أبابا ركزت بصورة أساسية على موضوع تعزيز العلاقات وحل القضايا العالقة بما في ذلك تحديد موعد اجتماع اللجنة الرباعية المكونة من وزيري الخارجية ومديري جهازي المخابرات في البلدين. إدارة وتأمين المطارات حالة الارتياح التي أعقبت اجتماع آلية التشاور السياسي انعكست على تصريحات المسؤولين المصريين، وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد أن وزير الخارجية سامح شكري استهل اللقاء بتقديم التهنئة لوزير الخارجية السوداني على توليه مهام منصبه، معرباً عن ثقته في استمرار التعاون بين الجانبين من أجل الحفاظ على الزخم الذي شهدته العلاقات الثنائية في جميع المجالات خاصة منذ اجتماع رئيسي البلدين في أديس أبابا نهاية يناير من العام الجاري، بالإضافة إلى ما تم التوصل إليه خلال زيارة الرئيس عمر البشير إلى القاهرة في 19 مارس الماضي. أبو زيد أكد بأن اجتماع الآلية استعرض عدداً من التطورات الإيجابية في العلاقات الثنائية خلال الفترة الأخيرة، أهمها بدء التعاون في مشروع الربط الكهربائي بين الجانبين، والتعاون فى مجال إدارة وتأمين المطارات، وإيجاد حلول للتحديات التي تواجهها هيئة وادي النيل للملاحة النهرية التي تربط بين منطقتي وادي حلفا وأسوان، وعقد اجتماعات لجنة المنافذ البرية واللجنة القنصلية، وتبادل زيارات وفود الدبلوماسية الشعبية في البلدين، وكان آخرها زيارة الوفد السوداني إلى القاهرة فى الفترة من 28 إبريل إلى 3 مايو 2018م فضلا عن إيقاف التناول الإعلامي السلبي تجاه كل طرف في البلدين. ومضى أبوزيد للقول إن شكري تناول أيضاً عدداً من الموضوعات التي تقتضي المزيد من التنسيق والتعاون من أجل إيجاد حلول لها، وعلى رأسها الحظر المفروض على المنتجات الزراعية المصرية إلى السودان، وتفعيل عمل الشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعي، واستكمال مشروع اللحوم الاستراتيجية، فضلا عن تسوية مديونية شركة مصر للطيران لدى الجانب السوداني، الدرديري وشكري اتفقا أيضاً على عقد الاجتماع الرباعي القادم لوزيري الخارجية ورئيسي المخابرات في الخرطوم، وعقد اجتماع اللجنة القنصلية الثنائية المقبل بالقاهرة في غضون الشهرين القادمين، بالإضافة إلى الإعداد لعقد اللجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسي بين البلدين. جوبا تشكل حضوراً أيضاً شكلت الأزمة في كل من ليبيا وجنوب السودان حضوراً على طاولة الرجلين، حيث أشار متحدث الخارجية المصرية إلى أن تلك الملفات كانت حاضرة فضلاً عن الأوضاع في القرن الإفريقي حيث تبادل الوزيران الرؤى وتنسيق المواقف بشأن هذه الموضوعات. تدريب دبلوماسيين وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد أشار إلى جملة من الموضوعات التي تم تداولها أثناء مستويات اللقاءات مع المسؤولين المصريين وقال إنه (استمع) لنصائح خلال الاجتماع تتعلق بكيفية دعم العلاقات الثنائية وضرورة أن يشعر شعبا وادى النيل (بقدسية) العلاقات المصرية السودانية وضرورة الحفاظ عليها وتحصينها في مواجهة أي تحديات قد تطرأ عليها، مشيراً فيى مؤتمره الصحفي إلى تطلعه لأن تشهد المرحلة القادمة تكثيف مجالات وآليات التعاون الاقتصادي والتجاري والزراعي بالقدر الذي يرقى إلى تطلعات الشعبين. الدرديري أبدى رغبة وزارته في أن يتلقى الدبلوماسيون السودانيون الجدد التدريب فى المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية المصرية، بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير التعاون البرلماني بين البلدين. استراتيجية السيسي ما كان مهما في زيارة الدرديري للقاهرة أمس الأول هو اللقاء الذي جمعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحضور القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل وآخرين. الرئيس السيسي أمن على محورية العلاقات الراسخة واستراتيجية بين البلدين، فضلاً عن الروابط الأخوية ووحدة المسار والمصير، ورحب السيسي بتفعيل الاتصالات بين البلدين وزيادة مستويات التنسيق والتشاور في جميع المجالات. الدرديري قال إن الرئيس السيسي أعطى توجيهات واضحة بضرورة أن تكون العلاقات بين البلدين محكومة بضوابط وأسس تعود في النهاية إلى مرجعية الشعبين واحتكامهما وارتضائهما لما بينهما من علاقة وصلات، وأضاف: السيسي شدد على ضرورة تجنب البلدين لأية أزمات بسبب التناول الإعلامي السالب، وتابع: "لقد نقلت إلى الرئيس السيسي تحيات وتقدير الرئيس عمر البشير وحرصه على زيارة الأخ الشقيق عبد الفتاح السيسي للخرطوم في اكتوبر المقبل الموعد المقرر لعقد القمة بين هذين الزعيمين لشعبي وادي النيل". في الرياض من القاهرة حل وزير الخارجية، الدرديري محمد أحمد في الرياض، والتقى بنظيره السعودي، عادل الجبير أمس، وبحث الرجلان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة. وشهد المباحثات وكيل وزارة الخارجية للشؤون القنصلية السعودي، تميم الدوسري، ونائب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السعودي جمال عقيل، ومدير عام مكتب وزير الخارجية السعودي، خالد العنقري، ومدير إدارة الشؤون القانونية الأستاذ شافي بن بجاد العتيبي، وسفير الرياض في السودان، علي بن حسن جعفر. وزير الخارجية السعودي أقام مأدبة إفطار على شرف الدرديري.