الوزير برئاسة الجمهورية د. أمين حسن عمر ل(السوداني)(2-2) الحركة الإسلامية لا تساوي (10%) من المؤتمر الوطني * لكن المبعوث الأمريكي للسودان برليستون ليمان قال في حوار أجرته معه (السوداني) إن تلك الحركات يمكن أن تحصل على السلاح من مصادر مختلفة.. هذا حديث ليس له قيمة، وماهي تلك المصادر؟. إلا إذا كانت السفارة الأمريكية، أو قنصلية في الفاشر، ونحن لا نعلم مصادر يمكن أن تحصل منها الحركات، ونحن نعرف هذه الحركات ونعلم مواقعها ويمكن أن تستهدف نقطة معزولة في منطقة مثل عمل العصابات، وحتى هذا الآن صعب، وحتى المناطق المعزولة الناس فيها أصبحوا مستعدين وبالتالي لا تستطيع الحركات أن تهاجمها بقوة كبيرة لأنها ستتعرض للخطر وغالباً تتسلل بمجموعة محدودة، وأي إنسان عاقل يدرك أن الظروف التي تعيش فيها هذه الحركات لم تمر عليها منذ تأسيسها، وأنها تواجه تحدي البقاء الحقيقي، وأنا لا أقول لك حديثاً تحليلياً وأنا أطلع على وثائق داخلية لهذه الحركات وأقرأ فيها هذه المشاكل وحديثي ليس مجرد تصورات نظرية. * يقول المراقبون إن الحركات المسلحة انتهجت سياسية جديدة للحرب في دارفور كيف تقيمون.. وماهي هذه السياسة الجديدة؟ * إنها توجهت لاستهداف مواقع محددة لاستنزاف موارد وإمكانات الحكومة وتشتيت جهودها وتنتهج في ذلك أساليب جديدة ومتطورة.. هذا أيضاً غير صحيح، وهذا حديث شخص غير محيط بالمعلومة، وصحيح أنها هاجمت نقاط منعزلة هنا وهناك، ولكن هذا انتهى بعد أن تم معرفة المعلومة وأصبحت الفرص ضئيلة جداً، وحددت تلك المناطق والأماكن المتوقع الهجوم عليها حتى بواسطة الأهالي أنفسهم والقوات الأمنية، وهل سيصمدون في مواجهة احتياجات الأكل والشرب لمدة طويلة خاصة وأن القاعدة السكانية والمواطنين في تلك المواقع لا يرحبون بهم ولا يرغبون في التورط معهم. * وظهور نهج جديد من الاغتيالات السياسية والأحداث القبلية ألا يدعم موقف الحركات المسلحة ويساعدها في تحقيق أهدافها؟ هذا ليس صحيحاً، وليست هناك اغتيالات سياسية، وهناك حادث نهب عادي وهذا ما انتهت إليه التحقيقات الرسمية، والحيثيات تشير إلى أنهم اكتفوا بضرب السائق ونهب العربة، والمعتمد نفسه هو الذي طاردهم، وهو لم يكن مقصوداً وصحيح أن هناك طائفة من جماعته الإثنية صنفت ما حدث على أنه حادث إثني وترتب عليه فعل إثني، ولكن هناك معالجات لهذه الأمور وهي لن تتكرر، وهي مؤسفة ولكن مقدور عليها وبالطبع ستتم معالجتها، وعولجت مشاكل أكبر منها بالاتفاقات، وهي لا تمثل المجموعات الإثنية، ولكنها تمثل تفلتات من قوة إثنية داخل مؤسسة نظامية، وهي سهلة جداً ومقدور عليها، يا أخي إن شاء الله تنقلهم بس والحيحصل شنو يعني. * هل التفلتات حصلت داخل قوات نظامية؟ نعم وهم شوية ناس في الشرطة الشعبية وليس القبيلة هي التي اجتمعت لتفعل ذلك. * د. أمين الترتيبات الأمنية هي التي شكلت قاصمة الظهر لكل الاتفاقيات السابقة التي وقعتها الحكومة مع الحركات ومهدت الطريق لخروج مجموعات.. قاطعني وقال: هذا أيضاً حديث يردد لكنه غير صحيح، وكل المجموعات التي وقع معها نفذت معها الترتيبات الأمنية، ويمكن أن تذهبوا لمقابلة المسؤولين عن تنفيذ الترتيبات الأمنية، ويمكن أن تأخذوا منهم المعلومات التفصيلية، وهناك حالة واحدة هي التي لم تتم فيها الترتيبات الأمنية وهي مع حركة مناوي والضغط عليها في النهاية أدى إلى تمردها. * هناك الآن أصوات تتعالى من العسكريين داخل حركة التحرير والعدالة في قضية الترتيبات الأمنية.. لا توجد أي أصوات وأي شخص قال مثل ذلك بالنسبة لنا يعبر عن رأيه الشخصي فقط لأن الرأي الرسمي بالنسبة لنا سمعناه من الحركة في آخر اجتماع للجنة العليا.. إن الاتفاق تام بيننا وبينهم حول كل الترتيبات وحول الجدول الزمني لتنفيذها، وإذا وجد أفراد لديهم رأي داخل الحركة فإن ذلك لا يعنينا. * مع تجارب المانحين في نيفاشا هل هناك ضمانات لتوفير التزامات المانحين لإعمار دارفور بالدوحة والوفاء بها في مواعيدها في ظل ربط بعض قادة المجتمع الدولي ذلك ببعض القضايا الداخلية في السودان؟ يا أخي نحن ماشين ندينهم عشان نطلب منهم ضمانات، ماهم ناس سيأتوا ويقولوا نحن سنلتزم بمساعدتكم، سنذهب وسنقبل مساعداتهم، ومن يقدم ويلتزم مرحب وسنكون سعداء بهذا، ومن لا يقدم الله الغني ونحن لن نعتمد عليهم أساساً، وسنعتمد على الله سبحانه وتعالى وكرمه وفضله الفياض المحيط بنا من كل جانب، ومن ثم على أنفسنا وعلى أصدق أصدقائنا، ونحن في مؤتمر الكويت مضينا على ذات السبيل والآن آثار مؤتمر الكويت مشهودة للناس وإن شاء الله آثار مؤتمر الدوحة ستكون مثل هذا أما أننا متوقعون توقعاً عالياً المشاركة الغربية فنقول لا لسنا متوقعين ذلك، ولكننا لسنا متشائمين من أنهم لن يأتوا، هم سيأتوا وسيعلنوا عن مساعدات أما أنهم سيلتزمون بهذا أو لا..!!. * وهل الحكومة لديها الإمكانات الكافية للوفاء بإستحقاقات تلك الاتفاقيات؟ يا أخوي لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، والحكومة ستبذل غاية جهدها، وليس لنا مشكلة في تنفيذ الالتزامات التي قطعناها على نفسنا، والزيادة نحن على يقين أن بعض اصدقائنا سيعينوننا، وفضل الله يمكن ان يأتينا من بعد ذلك في البترول أو الذهب أو قروض نحدد أولوياتنا في صرفها، ونحن لم نقل إن التنمية في دارفور فقط وقف على اتفاقية الدوحة وإذا جاءنا فضل من الله سنفعل فوق ذلك والاتفاق حد أدنى نتفق عليه كفرقاء، ومؤتمر الدوحة ليس للمانحين فقط وإنما معهم المستثمرون، ويمكن أن يأتي لدارفور من الخير من الاستثمار أكثر من المنح التي هي صدقة. * ومناخ الاستثمار.. هل يمكن للمستثمر أن يأتي في ظل الأوضاع الراهنة؟ يا أخي أهم الاستثمارات التي حصلت في السودان كانت في ظروف اصعب من هذه، مثل البترول وخلافه، والمستثمر إذا وجد فرصة جيدة تقبل المخاطرة سيخاطر ونحن سنحسن مناخ الاستثمار من الناحيتين الأمنية ومن ناحية الإعفاءات والإجراءات إلى أقصى درجة وسنبذل غاية وسعنا في هذا... ثم إن من ينتظر حتى اكتمال السلام بصورة شاملة واعتدال المناخ بصورة مرضية لن يستطيع أن ينافس على الفرصة النادرة التي يهرع إليها من يقبل أن يأتي في شروط أقل جاذبية. * وما الدور القطري في تنفيذ اتفاق سلام دارفور وفي مؤتمر المانحين؟ قطر أبدت حماساً منقطع النظير لتنظيم مؤتمر المانحين وللنشاط السابق في عملية السلام، وهي الآن أخرجت مبلغ يزيد عن ثلاثين مليون دولار في مرحلة ما قبل المؤتمر في مرحلة الانعاش المبكر وهي ستبادر بطرح أكبر مساهمة في المؤتمر لتشجيع الآخرين للمساهمة، وقطر أيضا لها مساهمات في جوانب أخرى مثل دعم الاقتصاد السوداني ولذلك نحن دائماً ننتهز الفرصة لنقدم الشكر لقطر أميراً ودولة وولي عهد ورئيس وزراء لأنهم جميعاً على قلب رجل واحد في دعم السودان. * د.على الحاج قال إن الحركة الإسلامية كأنما هي أصبحت مطية للسلطة وللمؤتمر الوطني يوظفها كيفما شاء لخدمة أغراضه السياسية؟ "وهم مالهم والحركة الإسلامية، وهي تنظيمنا نحن، ونحن لم نقل إن الحركات الإسلامية انتهت وليس هناك تنظيم إسلامي آخر، وهم إذا شاءوا أن يؤسسوا حركة إسلامية لا تكون مطية للسلطة فليؤسسوها وما المشكلة في ذلك؟، ونحن حقتنا دي عايزنها مطية للسلطة، وهو أصلاً السلطة نفسها نحن وصلنا ليها راكبين أي جواد في الثلاثين من يونيو غير هذا الجواد؟ وعلى أي حال الحركة الإسلامية إذا هي جواد للسلطة يظل هو ذات الجواد الذي ركبناه في الثلاثين من يونيو". * ينظر البعض إلى أن تجربة الحركة الإسلامية تكرر نفسها، ويقولون إذا كان الترابي قد حلها في وقت سابق فإن المؤتمر الوطني يريد ابتلاعها بالكامل الآن. ماذا تقول؟ المؤتمر الوطني لا يريد أن يبتلع الحركة ولكن هي التي طوعاً واختياراً قررت أن تأتي وتدخل في جوف المؤتمر الوطني، وهي التي اختارت ذلك، وهي لا تساوي (10%) من حجم المؤتمر الوطني وأرادت أن تعمل في السياسة من خلال جسم أكبر منها، جسم وطني يسمح لها بالتواصل مع قطاعات أوسع ليست كلها مسلمة بالضرورة وليست كلها إسلامية، بمعنى أنها ليست مقتنعة بالقناعات التي يؤمن بها أعضاء الحركة الإسلامية وهذا توسيع للصف وليست بدعة وهذا ما اخترناه من 1954م، في جبهة الدستور التي جمعت أنصار السنة والصوفية وغيرهم، وفي عام 1964م عملت جبهة الميثاق، وفي العام 1985م عملت الجبهة الإسلامية، وما الجديد في ذلك؟، ولماذا في هذه المرة أصبح إخواننا في الشعبي ينظرون للمؤتمر الوطني كبعبع، وإذا كان هذا البعبع فإنه لم يبتلع الحركة الإسلامية وإنما هي التي دخلت في بطن البعبع، وبعض الناس يفتكرون العكس أن الحركة الإسلامية هي التي تسيطر على المؤتمر الوطني.. والنظريتان موجودتان. * وأيهما أصح؟ إذا كانت تلك السيطرة بطريقة ديمقراطية لا تهم الإجابة على هذا السؤال، وإذا كانت الحركة الإسلامية تنتخب بصورة ديمقراطية للمناصب القيادية بواسطة قواعد المؤتمر الوطني فلا بأس في هذا، ونحن قبلنا قواعد الديمقراطية وأنا لا أدري ماذا يهم المؤتمر الشعبي ليقول إن المؤتمر الوطني يبتلع الحركة الإسلامية أو لا يبتلعها، وهم إذا لا تعجبهم حركتنا هذه فليؤسسوا تنظيماً والخلصاء الذين لا يريدون أن تكون الحركة مطية لنا سيذهبون لهم. * الآن هناك تململ داخل الحركة الإسلامية وفي الفترة الماضية حدث حراك كثيف.. مذكرات سلمت ومؤتمرات حدث فيها الكثير من الحراك. هل يمكن أن يكون ذلك بادرة لمفاصلة جديدة مثلما حدث في العام 1999م؟ لا يوجد سبب لذلك لأن لا أحد يقاوم ذلك وأنا لا أسميه تململ، وطالما أن هناك حركة وتفاوتات في الرأي وتقديرات للمواقف أنا أسمي ذلك بأنه ظاهرة صحية، ولا أتضايق من ذلك وأعتقد أنه إذا أحسن التعامل معها بطريقة ديمقراطية فلن ينتج منها إلا الخير، وما المشكلة في ذلك؟، أما إذا وجد شخص يعتقد أن ذلك سيؤدي إلى مفاصلة فلينتظر حتى نحتفل معه بتلك الأمنية. * ألا تنظر إلى وجود ازدواجية في تحرك قيادات في المؤتمر الوطني في ذات الوقت الذي تنشط فيه من خلال وعاء آخر موجود وهو الحركة الإسلامية؟ وما المشكلة في ذلك؟، والحركة الإسلامية الآن لا تعمل في ذات الإطار السياسي وتعمل في إطار مختلف، ولماذا لا يسأل حزب الأمة عن نشاط قياداته في الأنصار أو الحزب الاتحادي عن نشاط قياداته في الختمية أو أي حزب آخر عن نشاط قياداته من خلال العمل الطوعي والأهلي، وهذه منظمة أهلية موجودة في المجتمع وتعمل ونحن اخترنا أن نعمل من خلال المؤتمر الوطني، وهل نعمل كأفراد بدون قيادات ونجلس ونطبق أيادينا ونترك آخرين يبقوا لينا قيادات، ولازم يكون بعض قيادات الحركة الإسلامية موجودة كقيادات للمؤتمر الوطني وهذا طبيعي، وهذه النوعية من الأسئلة كلها سببها نوع من الغيرة من طرف خارجي يعترض على الأشياء البديهية، وعكسها هو الغريب، والغريب أن نختار ونقول إننا قررنا أن نذهب للمؤتمر الوطني كحزب وأن نؤيده ونجلس في داخله لنحقق من خلاله أهدافنا ثم نكتفي أن نجلس قواعد فقط ولا نقدم أحداً للقيادة. * الآن هناك حديث كثيف عن خليفة الأمين العام للحركة الإسلامية، من سيكون؟ نحن لا نعرف مفهوم الخليفة هذا، لأنه يقوم على أن يوجد شخص ويستخلف ويترك خلفه شخص آخر، ونحن لا يوجد لدينا مفهوم مثل ذلك، وهو يذهب والناس يقدموا من الصف مثل الصلاة أقرأهم.. أحسنهم. ولا يستخلف أحد، ولا يختاره هو، ومفهومنا يقوم على الاختيار، والحركة الإسلامية عندها أمين عام محدد له دورتان وانتهت والآن الحركة الإسلامية من صفوفها تختار شخص وتقدمه. * وهل يمكن أن تجدد للأمين العام لدورة ثالثة؟ لا لأننا اخترنا في مجلس الشورى ومنعنا هذا، ومنع أي شخص أن يتولى ذات المنصب لأكثر من دورتين. * مؤتمر الشباب ومؤتمر ولاية الخرطوم برزت فيهما اصوات تطالب بالحوار مع الأخوان في الضفة الأخرى؟ وما المانع في ذلك ونحن منفتحون للحوار ولم نمنعه معهم وإنما هم الذين يرفضون ذلك ويضعون أجندة للحوار عندهم أن ينتحر المؤتمر الوطني أولاً وأن يخلي المكان لهم ليجلسوا فيه هم وأحبابهم الجدد، وإذا كانت هذه هي الشروط فتلك لن تكون بداية للحوار، أما إذا كانوا سيجلسون مثلما نجلس مع القوى السياسية الأخرى لنتحاور حول قضايا الوطن والعمل الإسلامي نحن نرحب بهم في أي وقت، ونحن نرى أن هناك قواسم مشتركة كثيرة لا تزال موجودة ولكن للأسف هم لا يرون ذلك، وقواسمهم المشتركة أصبحت مع الحزب الشيوعي وحزب البعث والحزب الناصري وأحزاب أخرى لا أذكرها لأن لا أحد يذكر أسماءها أصلاً. * في الختام دعني أمنحك الفرصة للحديث حول أي قضية تحس أننا لم نتطرق لها من خلال الحوار سواء كانت في قضية دارفور أو الحركة الإسلامية وتحس بأنها مهمة.. أنا سعيد لأن اليوم كانت تتحدث الشرق الأوسط عن الحركة الإسلامية، ولأن الحركة الإسلامية أصبحت موضوع الساعة سواء داخل السودان أو خارجه، وهذا جيد وإذا لم تفرض وجودك في الساحة لا أحد يأبه لك، وواضح أن الحركة الإسلامية فرضت وجودها في الساحة، وهي لمن يريد أن يرى الحقائق على الأرض أنها عكس ما يدور الآن عن أنها ضعفت وأنها تراجعت وأنها في تململ، وبالعكس لأن المؤتمرات القاعدية التي فيها (11 ألف) تركوا بيوتهم ومصالحهم وجاءوا بأرجلهم وقالوا نحن أعضاء في الحركة الإاسلامية، وهناك آخرون مئات الآلاف أسماؤهم مسجلة ولم يحضروا، وبالذين حضروا فقط وهم أكثر من خمسمائة ألف حضروا وصعدوا وناقشوا واختاروا ذلك يشكل دليلاً على أننا الآن نبني أكبر تنظيم قائم على فكرة في السودان وفي العالم العربي كله.