عَبَرَ مساء الاثنين الماضي إلى "تايا" بمنطقة باسندة 3 آلاف لاجئ من قومية "القيمانت" الإثيوبية . الواقع إنه طيلة السنوات الماضية، حدثت صراعات عنيفة بين القيمانت والأمهرا، وفي كثير من الحالات خلال الأربع سنوات الماضية يؤدي الصراع إلى لجوء أعداد من القيمانت للسودان. لكن هذه المرة، الملفات فيها عدد اللاجئين الكبير مما يوحي بحدة النزاع، لكن عادة يرجع الشباب والرجال لمواصلة القتال بعد أن يوصلوا عائلاتهم للسودان. طيلة السنوات الماضية، تمحور الصراع حول هجمات مليشيات الأمهرا "فانو" طرد القيمانت والاستيلاء على أراضيهم وفقاً لمفاهيم الأمهرا التوسع بضم اراضي القوميات الأخرى ودمج سكان المناطق التي يضمونها في ثقافة الأمهرا، خاصة اللغة والدين، وهما أكبر عاملين مكن الأمهرا من فرض ثقافتهم على كامل إثيوبيا . أذكر أن آخر نزاع مسلح شنته مليشيات الأمهرا للاستيلاء على أراضي القيمانت كان في (جلقا) مايو الماضي، وكثيراً ما تدفع هذا النزاعات الى لجوء القيمانت للسودان، وتدفع القيمانت أيضاً الى قطع طريق "المتمة – قوندر"، مما دفع الحكومة الإثيوبية قبل سنتين الى نشر اللواء السادس مشاة للجيش الفيدرالي لتأمين المنطقة وطريق المتمة قوندر. تلقى الأمهرا خسارة فادحة لخروج الفشقة من أيديهم، فقد كانت تشكل رافداً مهماً يرتكز عليه اقتصادهم خاصة محصولها النقدي "السمسم الأبيض"، كما فقدوا في جنوب إقليمهم مناطق زراعية حيوية إثر سيطرة التغراي عليها مثل رايا ..الخ. أدت تطورات الحرب فى التغراي الى شن الأمهرا هجمات قوية للسيطرة على مناطق القيمانت وهي خطوة أيضاً استباقية لمنع اي تنسيق على الأرض بين القيمانت وجبهة تحرير بني شنقول وجبهة تحرير كل من أوروميا والتغراي، ويهدف الأمهرا لتأمين حدودهم الغربية والجنوبية وعلى الشريط الحدودي الذي في الجهة المقابلة له تنتشر فيه وحدات الجيش السوداني بكثافة. ويبدو هناك تنسيق بين جبهة تحرير بني شنقول والقيمانت. القيمانت من القوميات القديمة في إثيوبيا وبعضها يدين باليهودية القديمة وإن كان معظمهم تحول للمسيحية، وأعدادهم ليست كبيرة، ومناطقهم في إقليم الأمهرا، وينتشرون من جنوب قوندر وشرقها حتى الحدود السودانية. وأزمة القيمانت تعكس الواقع المعقد في إقليم الأمهرا.