دبت الخلافات مرة أخرى حول مسار شرق السودان المضمن ضمن مصفوفة اتفاقية السلام الموقعة بجوبا في خواتيم العام الماضي، المسار الذي وقعت انابة عنه حركتا مؤتمر البجا المعارض والجبهة الشعبية المتحدة، وجد معارضة حادة من بعض المكونات الاجتماعية والسياسية بشرق السودان، التي ترى في المسار انه لا يلبي اشواق أهل الشرق في التنمية وقسمة السلطة والاستقرار وأن من يقفون على رأسه ثلة لا يمثلون الشرق، فيما تتمسك الوساطة بالجهات والشخصيات الموقعة على المسار. اضطرابات ولجان منذ توقيع اتفاق مسار الشرق شهدت الولايات الشرقية خاصة ولايتي كسلا والبحر الأحمر اضطرابات أمنية حادة بسبب التشاكس بين مؤيدي ورافضي المسار، وصل الحد بيهم للاقتتال داخل المدن، إزاء تصاعد الأحداث الدموية في شرق السودان بعد مؤتمر سنكات الذي حضره الفريق أول حميدتي وأوصى برفض منبر الشرق إزاء ذلك شكلت الحكومة السودانية لجنة مصغرة للنظر في مسار الشرق والبحث عن التوافق بين الأطراف المؤيدة والرافضة للمسار. توصيات اللجنة اللجنة التوافقية المختصة بمعالجة اختلالات مسار شرق السودان أسندت رئاستها للفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو الوفد الحكومي بمفاوضات جوبا، اللجنة دفعت في آخر اجتماع له بتوصيات للمجلس الأعلى للسلام الذي يترأسه رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورأى المجلس الأعلى للسلام أهمية التمديد للجنة لمدة عشرة أيام أخرى وتفويضها بما تراه مناسباً حيال الأمر، وتمسك المجلس الأعلى للسلام في بيان صحفي برفض فكرة منبر الشرق التي دفع بها المجلس الأعلى للبجا في الفترة الماضية وتؤيد استمرار اللجنة في أعمالها لحسم موضوع السلطة، وأن ما توصلت إليه اللجنة المكلفة لمسار الشرق من نسب ستكون لأهل الشرق وليست مكاسب شخصية لأفرادٍ. المسار مستمر بعد التمديد للجنة المختصة بمعالجة اختلالات مسار الشرق أخرجت عدة تنظيمات اجتماعية وسياسية بيانات صحافية ترفض التمديد وتطالب بالالغاء الفوري للمسار الشرق، وأعلن المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة رفضه القاطع للمسار، وأعلن إيقاف التواصل مع الحكومة ولجانها والرفض القاطع لأي تسوية فيما يخص المسار. وقال مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا عبدالله اوبشار ل(السوداني) أنهم ضد المسار لأنه ساهم في اشتعال الأوضاع بشرق السودان، مشيراً إلى تمسكهم بضرورة إلغائه وعدم التواصل مع الحكومة من أجل تسوية المسار. وأضاف: "المسار هو من أشعل الحرب والفتن ولهذا السبب نرفضه". غير أن رئيس مفوضية السلام د. سليمان الديبلو قلل من البيانات الرافضة للمسار التي صدرت مساء الجمعة وقال ل (السوداني): "البيانات الصادرة ليست مقلقة وتعبر عن سوء فهم لمخرجات اجتماع المجلس الأعلى للسلام". وأضاف: "اللجنة التي كونت برئاسة الفريق أول شمس الدين كباشي مستمرة في عملها لمدة عشرة أيام للوصول إلى حل فيما يخص المسار". ونفى الديبلو إلغاء المسار او شطبه من اتفاقية، جوبا مشيراً إلى البحث عن توافق من أجل استمرار المسار. رفض فكرة المنبر وليس المسار في بيان المجلس الأعلى للسلام دار لغط كبير حول مفردة رفض منبر الشرق، وهناك من اعتقد بأن المقصود هو مسار الشرق، بيد أن الديبلو رئيس مفوضية السلام أوضح أن المسار لم يلغ وموجود ضمن اتفاقية السلام الموقعة في جوبا. في السياق يقول قيادي موقع عن مسار الشرق ل(السوداني) فضل حجب اسمه: "أن الذي تم رفضه في اجتماع المجلس الأعلى للسلام هو فكرة إقامة منبر خاص بشرق السودان بدلاً عن مسار الشرق". مبيناً أن المجلس الأعلى تمسك بالمسار ورفض فكره إقامة منبر جديد كان قد اقترحه المجلس الأعلى للبجا في آخر زيارة للوفد الحكومي لبورتسودان بقيادة خالد عمر يوسف. وقال القيادي الذي عزز حجب اسمه، أن الحكومة وعبر اللجنة المعينة بمعالجة اختلالات مسار الشرق برئاسة الفريق أول شمس الدين كباشي اقترحت منح مجموعة الناظر محمد الأمين ترك 30 %من نصيب السلطة و20 % لأهل المصلحة الداعمين لمسار الشرق وهم مجموعة بقيادة الناظر علي دقلل. وأضاف: "الحكومة عبر المجلس الأعلى للسلام رأت ضرورة استمرار مسار الشرق وتمديد عمل اللجنة لمدة عشرة أيام للوصول لتوافق". كاشفاً عن تراجع مجموعة ترك عن قبول النسبة الممنوحة لهم في السلطة، وقال إن الايام القادم ستحدد مصير مسار الشرق.