أكثر من مائة مشروع طرحتها حكومة الانتقال في أعمال الملتقى السوداني السعودي، الذي التأم في الخرطوم خلال يومي الأحد والاثنين بمشاركة نحو 45 هيئة ورجال أعمال، مما يعكس إلى أي مدى تعوِّل الحكومة على جذب الاسثثمارات الأجنبية لاسيما من السعودية لميزات الجغرافيا وعلاقات التاريخ والمصالح المشتركة، فهل نرى تلك المشروعات واقعاً خلال الفترة المقبلة وإلى أي مدى هي جدية الطرفين؟ الحكومة السودانية عرضت (124) مشروعاً استثمارياً على المملكة العربية السعودية، خلال الملتقى الاستثماري المنعقد بين البلدين في الخرطوم. وتقع المشاريع المطروحة في 6 قطاعات أساسية تضم مجالات مختلفة منها (77) مشروعاً مطروحاً للشراكات بين القطاع الخاص والعام، و47 مشروعاً للاستثمار، وقدَّم وزير الاستثمار والتعاون الدولي د.الهادي محمد إبراهيم، خلال جلسة العمل الأولى للملتقى، عرضاً لفرص ومزايا مجال الاستثمار في السودان في مجال الثروة الحيوانية والزراعة والطاقة والتعدين والنفط والبنى التحتية. تذليل معوقات الوزير أكد حرص الحكومة على تذليل المعوقات كافة، التي تواجه الاستثمار في البلاد، مشيراً إلى أن المشروعات الاستثمارية راعت المناطق النائية والأقل نمواً للإسهام في خلق تنمية متوازنة، وتحقيق قيمة مضافة وزيادة الصادرات، بجانب المشروعات التي تحقق الأمن الغذائي، موضحاً أن المشروعات التي طرحت تشكل حزمة متكاملة كمشروعات الثروة الحيوانية (تسمين، مسلخ، إنتاج ألبان، تصنيع لحوم، وفيما يتعلق بمشروعات وزارة الزراعة والغابات تضمنت أيضاً مشاريع إنتاج وتسويق وتصنيع الصمغ العربي بولايات حزام الصمغ العربي بمساحة (1450) ألف فدان بتكلفة كلية للعام الأول (500) مليون دولار، بجانب مشروع هشابة للإنتاج الزراعي والحيواني، ومشروع جبل مرة للتنمية الزراعية، وإنشاء منشآت حصاد مياه، وزراعة الذرة والفول السوداني والفواكه بتكلفة (850) مليون دولار. موارد معطلة رئيس اتحاد أصحاب العمل السوداني هاشم مطر قال في حديثه ل(السوداني) إن المشروعات شاملة واستصحبت تأهيل المناطق التي خرجت من الحروب والاستفادة من المساحات والموارد التي كانت معطلة بسبب الحروب وتستهدف العديد من المناطق في السودان، وقال إن المشروعات المقدمة قُسمت إلى ستة محاور تشمل البنى التحتية، الطاقة، التعدين، التكنلوجيا الزراعة والصناعة، وتحوي البنى التحتية الطرق والميناء، وهو من أحد أهم الموضوعات التي تجري فيها المناقشات، مؤكداً أن الوفد السعودي حريص على الدخول في مشروعات الاستثمار، وتابع: "هذا ما لمسناه من حجم الوفد والتفاوض"، وأضاف: "هناك قضايا التحويلات المصرفية بين البلدين، ولابد من معالجتها لانسياب الاستثمارات"، لافتاً إلى أن هناك فرصاً كبيرة في نقل التكنولوجيا والخبرات. العودة للولايات نائب رئيس مجلس الأعمال السوداني السعودي، تيسير النوراني أكدت في حديثها ل(السوداني) أن المشاريع الاستثمارية موزعة في كل الولايات بما يشجع الكثيرين في العودة للولايات والإنتاج، وتابعت: "من بين أهم المشروعات للسعوديين التي لديهم فيها حماس كبير مشروعات أعالي نهر عطبرة، والسكة حديد، والميناء"، وتابعت: "هذه المشروعات فيها إلى حد ما بنى تحتية، كما أن أعالي نهر عطبرة قريبة من الميناء ويمكن ربطها بطريق"، لافتة إلى أن المشروعات ليست فيها أي معيقات، لكن قد لا يستطيع المستثمر في مناطق مثل القضارف الوصول بالمنتج إلى الأسواق أو التصدير في فصل الخريف مما يتطلب إزالة أي عوائق. مشروعات تعدين وزارة المعادن عرضت عدداً من المشاريع في مجال التعدين لوفد رجال الأعمال من المملكة العربية السعودية الذي يزور السودان خلال هذه الفترة ضمن فعاليات الملتقى الاستثمار السوداني السعودي، وقال وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، إنّهم يسعون إلى تعاونٍ كبيرٍ مع المملكة في العهد الجديد للدولة السودانية، وكشف الوزير عن زيارته للمملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة. ختام الملتقى واختتم ملتقى الاستثمار السعودي أعماله بمشاركة 45 من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين، واتحاد أصحاب العمل السوداني والقطاع الخاص السعودي، وترأس الجانب السوداني الطاهر حربي وزير الزراعة والغابات، بينما ترأس الجانب السعودي وزير الزراعة والمياه السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي، وأعلنت وكيل وزارة الاستثمار والتعاون الدولي أحلام مدني سبيل، اتفاق الجانبين على تشكيل آليات لبحث الملفات الخاصة بالاقتصاد والاستثمار، وقالت في مؤتمر صحفي أمس، إن الملتقى عقد استكمالاً لزيارة الوفد الوزاري السوداني للمملكة العربية السعودية يوليو الماضي، وأكدت أنه تم في جو سادته روح الأخوة والصداقة، وقالت: "ناقش الجانبان عدداً من المشروعات المطروحة للاستثمار في مجال القطاع الزراعي والري، وقطاع الثروة الحيوانية، وقطاع الطاقة والنفط والكهرباء، وقطاع التعدين، وقطاع الاتصالات والتحول الرقمي، وقطاع البنى التحتية، مؤكدة أن الجانبين اتفقا على الأسس والمبادئ بشأن إعداد المشروعات في القطاعات أعلاه بما يحقق المصالح المشتركة بين البلدين، وأضافت: "أكد الطرفان نجاح اللقاء التفاكري وأمنا على استمرار أعمال اللجان الفنية لاستكمال التباحث حول المشروعات المطروحة من أجل التوصل لمذكرات تفاهم واتفاقيات محددة حولها"، وأعلنت الوكيل عن عقد ملتقى رجال الأعمال في شهر أكتوبر المقبل بالخرطوم للتوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي سوف يتم التوصل إليها، بجانب مشروعات استثمارية جديدة.