هناك ظروف كثيرة ومختلفة جعلت عدداً كبيراً من النساء والفتيات في أعمار متفاوتة يقتحمن مجالات مختلفة للعمل فيها من أجل كسب العيش الشريف لتربية أبنائهن بعد غياب الأب أو وفاته أو انفصاله عن الأم لتضحي الأم لتربيتهن لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تتعلق بالمأكل والمشرب والصحة والتعليم، لذا نجد عدداً كبيراً منهن اتجهن للعمل في المصانع (عاملات) وأخريات في المستشفيات (فراشات) وبائعات آيس كريم في المدارس والجامعات..إلخ، فيما نجد الفئة الأكبر منهن اتجهن لبيع الشاي في الشوارع العامة ومواقف المواصلات وجوار المؤسسات الحكومية باعتبارها المهنة الأسهل التي لا تحتاج إلى واسطة. (2) إلا أنه في كل مجتمع وبيئة هناك الصالح والطالح خاصة المهن التي تتطلب أن تكون فيها المرأة عرضة للغادي والغاشي بحكم عملها في الشارع العام و التقائها بزبائن مختلفين في أخلاقهم و سلوكياتهم ما بين المنضبط والمنحل، الأمر الذي جعل عدداً من بائعات الشاي يبثن شكواهن عبر (كوكتيل) مبدين من خلالها استياءهن الشديد من بعض الشباب الذين قالن عنهم إنهم يقصدونهن لشرب الشاي فيقومون بمضايقتهن أثناء عملهن ،موضحات بأن البعض من الرجال ينظر إليهن وكأنهن عار على المجتمع أو أنهن سيئات السمعة يمكن مراودتهن متى ما شاؤوا. (3) بائعة الشاي فاطمة الحوري قالت ل(كوكتيل): (أنا أبلغ من العمر حوالي 45 عاماً، لكني لا أسلم من المعاكسة اللفظية من عدد كبير من الزبائن الذين يقصدوني لشرب الشاي ودائماً ما يحدث ذلك من شباب الجامعات الذين أعتبرهم في عمر أبنائي و كثيراً ما أتحسس للظروف التي أجبرتني أن أكون عرضة لتلك الإساءات و المواقف الصعبة)، مبينة: (أصبحت أكثر حسماً وضبطاً مع من أعرفه و لا أعرفه حتى لا أكون لقمة سائغة لأصحاب النفوس المريضة)، واختتمت: (ياحبذا لو تم سن قانون يحمينا من مثل تلك المعاكسات فهو سيكون أكثر أمناً وراحة لنا). (4) الخالة (غ،م) تبلغ من العمر 55 عاماً، قالت ل(كوكتيل) : (يا بتي أنا بقت عندي حصانة ضد المعاكسات دي بالرغم من إني كبيرة في العمر لكن بيشاغلوني و يعاكسوني أولاد في عمر أولادي الصغار لكني أمثال ديل بتعامل معاهم بحكمة خاصة طلاب الجامعة بأخدهم جانباً وبقول ليهم أنا في عمر أمكم أو خالتكم عيب الكلام ده والغالبية منهم سمعوا كلامي الآن بقوا من زبائني المعتمدين)، مردفة: (في بنات صغار في العمر شغالات بجواري لما يعاكسوهن كن بيبكن فإضطررت أنا لحمايتهن واحتويتهن زي بناتي عشان ما في أحد يتعرض ليهن). (5) (س،ك) تبلغ من العمر 22 عاماً خاطبت عبر (كوكتيل) الشباب بألا يسيئون الظن فيهن وأن لا يتحرشوا بهن وكما دنت تدان ،مختتمة: (نحنا ما كلنا كعبات بينا الطلعت من بيتها عشان اللقمة الحلال عشان كده رجاء ما تعاكسونا و تضايقونا يكفي علينا ظروفنا الصعبة وما تخلو جرحنا جرحين).