يتوالى المد الثوري منذ ال25 من أكتوبر الماضي، رفضًا لما اسماه بالانقلاب العسكري، بتنظيم من تنسيقيات لجان المقاومة المتمسكة باللاءات الثلاثة "لا تفاوض.. لا شراكة.. لا شرعية"..و منذ تاريخ الانقلاب وحتى ال17 من نوفمبر كان الشارع الثوري متمسكًا أيضًا بعودة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الا ان العنف الذي قابلت به القوات الامنية المحتجين في ذلك اليوم غير المشهد تمامًا بان عودة حمدوك ليس " سدرة منتهاهم".. كما ان توقيع الاتفاق السياسي بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان و رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ، لم يوقف الاحتجاجات التي اضافت الى اسباب خروجها رفض ذلك الاعلان ايضًا.. في ظل المد الثوري المتواصل هل سيصمد اتفاق البرهان- حمدوك؟ الخرطوم: مشاعر أحمد انخفض العنف المستخدم ضد المحتجين في شوارع الخرطوم و مدن الولايات الاخرى بعد توقيع الاتفاق السياسي، الا ان غضب الشارع لم يقل بل تزايد يومًا بعد يوم تقابله حماسة كبيرة في جميع المليونيات التي خرجت منذ ال25 من أكتوبر، والتي جاءت بعد سيل الدماء التي جرت في شوارع الخرطوم. تلك المليونيات تتصدرها لجان المقاومة في الخرطوموالولايات بتنسيقياتها إلى جانب تجمع المهنيين السودانيين الذي فقط يؤمن على الجدول التصعيدي الذي تصدره تلك اللجان، وعلى الرغم من الاعتقالات التي طالت عددًا من القيادات بلجان المقاومة الا انها لم تتراجع و لم تطالب باطلاق سراحهم في ظل اطلاق سراح عدد من القيادات السياسية و الوزراء المعتقلين منذ ال25 من أكتوبر. الشارع في حيرة من أمره الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أسامة عبدالماجد يقول ل(السوداني)، إنه ليس هناك مليونيات و آلاف المئات في الوقت الراهن، مشيرًا الى ان الشارع في حيرة من أمره ولا يعرف ماذا يريد بالضبط، موضحًا انه يتحدث منذ 3 سنوات عن مطلب واحد فقط وهو استكمال مطلوبات التغيير وهو ما لم يحدث طيلة الفترة ما قبل 25 أكتوبر، منوهًا الى أن المرحلة التي تلت 25 اكتوبر هي المرحلة التي تتحدث بشكل حقيقي عن مطلوبات المرحلة الانتقالية بشكل مباشر . وأضاف عبدالماجد انه طيلة الفترة الماضية الشارع ينقاد دون هدى باجندة القوى السياسية المختلفة على راسها الحزب الشيوعي الذي يظل يطالب باستمرار بابعاد المؤسسة العسكرية من المسرح السياسي وهو امر يبدو مستحيلا في الوقت الراهن استنادا للوثيقة الدستورية التي نصت على ضرورة شراكة بين المكون المدني والعسكري. واشار الى ان مطالب تجمع المهنيين السودانيين اكثر تعقيدا ومن المستحيل تحقيق مطالب "لا تفاوض.. لا شرعية ..لا شراكة"، لان العنصر الفاعل والشخص الرئيسي الذي قدمه التجمع هو عبدالله حمدوك ابرم اتفاقا يعلو على اتفاق الحرية و التغيير السابق بالتالي مطالب تجمع المهنيين لن تكون لديها اي استجابة. واوضح عبدالماجد ان الشارع ما لم يطالب بشكل حقيقي بعيدًا عن الاجندة السياسية بمطالب حقيقية لن تكون هناك جدوى من الاحتجاجات ولو استمرت 10 اعوام ، فإن الوضع الماثل تم قبوله ومباركته دوليا، لافتًا الى انه ما يؤسف له أن الشارع حتى الان لم يطالب بالمطالبة الحقيقة التي تقود الى تحول ديمقراطي، او احتكام الجميع للانتخابات لم نسمع شعار "انتخابات بس" ، الجميع يتحدث عن "لا شراكة، و تسقط بس والتغيير" كلها مطالب لا تمس الواقع المطلوب، منوهًا الى انه لم تخرج مسيرات احتجاجية تطالب بتحسين الاوضاع الاقتصادية وضرورة تحسين الاحوال المعيشية التي اتعبت المواطن . "لن يصمد" القيادي بالحزب الشيوعي السوداني، كمال كرار يقول إن الاعلان السياسي الذي وقع ما بين برهان وحمدوك هو محاولة كتابة شهادة وفاة لثورة ديسمبر تحت عنوان مضلل تصحيح مسار الثورة، موضحًا ان الاعلان تقف وراءه قوى داخلية و خارجية بالاضافة للمكون العسكري، وتابع : هدفه النهائي اجهاض الثورة و دفنها و لسوء حظ المتآمرين إن الحركة الجماهيرية في صعود مستمر و في موقع متقدم للغاية. و اضاف كرار في حديثه ل(السوداني) إن مطالب الحركة الجماهيرية هي ابعاد العسكر عن المشهد السياسي وعلى الرغم من ان البلاد في حالة طوارئ وهي لا تزال في الشارع ورغم تزايد اعداد الشهداء الا ان الشعب مصمم على استرداد الثورة مهما كلف الامر، مشيرًا الى ان الصراع يستمر والحركة الجماهيرية متصاعدة الى ان تصل ذروتها وحتى الوصول للإضراب السياسي والعصيان المدني الشامل. وأكد كرار أن الشعب السوداني قادر على إسقاط الانقلاب بالوسائل السلمية، وان الكل سيجد الجزاء العادل، منوهًا الى ان أسباب الانقلاب العسكري انه ومنذ حكم عبود لم يعاقب اي عسكري على انقلاب لذلك دائما ينقلبون و تمشي الامور ب" عفا الله عما سلف" ذلك الذي يشجعهم على الاستيلاء على السلطة، مؤكدًا ان هذه المرة الشعب سيكتب نهاية الانقلابات وان يعاقب الجميع على خيانة العهود و نقضها والانقلاب على الثورة . وفي ذات السياق أكد كرار على انهيار الاعلان السياسي الموقع بين البرهان وحمدوك وان ذلك يعتبر اختبارا للحركة الجماهيرية، مشيراً الى ان القوة المنقلبة متنافرة وحدها، ومتحدة فقط في العداء على الثورة، همهم المصالح و المكاسب وليس الوطن و المبادئ.