كان هذا الداء العضال (حمل الآخر على ما نختار) منتشر فقط بين بعض أعضاء الجماعات الإسلامية الذين ازعجوا الأمة بحمل الآخرين على ما يختارون من اختيارات فقهية ولا مجال عندهم لأي رأي آخر يخالفهم ومن يفعل بالتأكيد يكون ضالًا مضلًا وذلك لأن الحق والصحيح هو الذي يختارون وما عداه هو الباطل. والآن وللأسف الشديد انتقلت تلك العدوى وذلك الداء المميت إلى ميدان السياسة فصاروا يقضون على مخالفيهم بالسياسة مثل ما كان يقضي أولئك على مخالفيهم بالفقه والدين فلا مجال لرأي سياسي آخر غير ما يتبناه أولئك بل كل مخالف لهم ينعت بأقبح الأوصاف ولا رشد أو وطنية أو ثورية إلا إذا تطابقت رؤآك مع رؤيتي أو أنت ضال مهما كانت مواقفك طوال حياتك ومهما علا كعبك في السياسة والنضال ضد الظلم والاستبداد وربما كان هذا التقييم ممن إذا دخلت صفحته في الفيس وجدته من مواليد عام 2000 أو وجدته اسم نكرة لم يعرف من قبل في ساحات النضال وإنما دلف مؤخرًا في عالم السياسة ربما عام 2018 فظل كالصائل الذي يحمل سيفًا لا يسلم أحد أمامه لا حزب قد ساهم حتى في استقلال البلاد من المستعمر أو عسكري وصل إلى مقام مرموق داخل مؤسسته العسكرية أو حتى عالم نحرير في الدين والفقه فكلهم لا خير فيهم لطالما خالفوه في مسألة سياسية معينة وتقييم كل هؤلاء هو عند أولئك بكلمة واحدة أو جرة من قلم وليتهم أكتفوا فقط بالتخطئة ولكنهم يحكمون دائمًا بهلاك أولئك المخالفين غاضين للطرف عن كل فضلهم وماضيهم الحافل هذا إن كان حقًا من يخالفهم كان مخطئًا حقيقة إنهم يتبعون طريقة في التقييم والتصحيح مخالفة تمامًا لما نفعل نحن في دنيانا وما يفعل رب العزة عند إرادته محاسبة الخلق يوم القيامة فعلى سبيل المثال عندما يريد المدرس أن يصحح لتلاميذه سؤالًا لمسألة في الرياضيات فربما منحك أغلب الدرجات في المسألة المعينة من الدرجة الكلية أو منحك نصف الدرجة لأنه يصحح لك بالخطوات لا كما يفعل هؤلاء إما أن يعطونك الدرجة كاملة أو يمنعونك لها بالكلية وكذلك يخالفون ربهم سبحانه وتعالى في الحكم على الناس يوم الحساب ولله المثل الأعلى فالله سبحانه وتعالى يضع الموازين القسط فمن ثقلت موازينه فهو الناجح ومن خفت موازينه فهو الخاسر كيف لا وهو القائل فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره !!! فهل راجع هؤلاء أنفسهم حتى لا يقعوا في ما حذر منهم نبينا الكريم ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ) أي هو أكثرهم هلاكًا أو بالتفسير الآخر هو الذي تسبب في هلاكهم حسب إعراب كلمة (أهلكهم) بضم الكاف أم بنصبها.