لست من الذين يتعجلون الحكم على المنتخبات المشاركة في المونديال الإفريقي المقام بالكاميرون حاليًا، ومع أول مباراة لعبها كل منها فأحيانًا تكون هناك أسباب نفسية، أو ضغوط عصبية، أو نقص في الصفوف، تعكس أداء غير طبيعي لهذا الفريق أو ذاك في المباراة الأولى، بل وربما في مباريات الدور الأول كلها، وتأريخ كأس الأمم الإفريقية نفسه شاهد على ذلك، فكم كان الدور الأول سيئًا لبعض المنتخبات، ثم إذا بها تتحول فجأة إلى وحوش كاسرة، في الدور الثاني، هذا السيناريو حدث في أكثر من بطولة في الكان. خيار واحد للصقور وخياران للنسور سيبدو منتخب صقور الجديان، أكثر سعيًا وإصرارًا لتحقيق الفوز على منتخب النسور النيجيرية، في لقاء اليوم، لأنه البديل الأفضل أمامه للإبقاء على حظوظه في المنافسة، أما التعادل فهو غير مفيد إطلاقًا، بينما يبدو أن أمام النسور، خيارين كليهما مفيد بالنسبة له، وإن كان أحدهما أكثر إيجابية وهو تحقيق الفوز، أما التعادل فهو مفيد أيضًا لكن ليس بقدر الفوز. ملامح الصعود في الجولة الثانية تكتسب مباريات الجولة الثانية للكان، أهمية قصوى للمنتخبات المشاركة في المجموعات الست، فهي تضع الفريق الفائز في طريق التأهل للدور الثاني أو المنافسة على أفضل الثوالث أو إقصائه بعيدًا. العرب وسقوط التوقعات في الكان لم يتوقع أكثر المتشائمين العروض والنتائج المتواضعة للمنتخبات العربية في نهائيات كأس الأمم الإفريقية في الكاميرون، باستثناء منتخب المغرب، الذي يعد الرابح الوحيد في مباراته الأولى بهدف وحيد في مواجهة غانا، بينما لازم الإخفاق منتخبات مصر، لخسارتها من النسور، وأيضا هزيمة تونس من مالي، في مباراة الأحداث المثيرة، وتعادل الجزائر، حامل اللقب، أمام سيراليون. الحماس لا يكفي وحده في المنتخب اعتمد برهان تية، المدير الفني لمنتخبنا الوطني، في توليفته الجديدة في مباراة غينيا بيساو، على حيوية وحماسة شبابه، فقط وهي التي يراهن عليها في مفاجأة منافسيه، وهذا السلاح وحده لن يكون كافيًا، حيث لا يزال المنتخب السوداني، في حاجة للكثير من العمل الفني، خططيًا، وبدنيًا، وتكتيكًا. الفراعنة والخروج من الكبوة في مباراتهم المرتقبة اليوم أمام غينيا بيساو، يحاول فراعنة مصر، الخروج من كبوتهم بعد خسارتهم المذلة أمام النسور النيجيرية، قبل مواجهة صقور الجديان، في الجولة الختامية. تعادل بطعم الفوز للصقور الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني، كان سعيدًا جدًا بمظهر فريقه في أولى مبارياته في بطولة الكان أمام غينيا بيساو، وسعادته أكثر بالنقطة التي خرج بها من اللقاء وهي بطعم الفوز لصقور الجديان. أبوعشرين يستعيد الثقة وكرشوم مكسب مدافع المنتخب الوطني ، مصطفى كرشوم، يعد من مكاسب مباراته أمام غينيا بيساو، كما أن الحارس عبدالله ابوعشرين، استعاد ثقته بنفسه، وحتى إن أخطأ في بعض المرات، فهو الحارس رقم واحد، في منتخبنا الوطني. النسور .. الأقوى في مباراة النسور النيجيرية، والفراعنة، استحق الأول الفوز، والثاني استحق الخسارة، بعد أن سببت النسور، الكثير من المتاعب للفراعنة، وكان يمكن أن تحقق نيجيريا، الفوز بنصف دستة من الأهداف، حتى في ظل وجود المهاجم العالمي محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، نظرًا للفارق الشاسع بين المنتخبين لصالح النسور، الذي يعد الأقوى من بين المنتخبات، التي شاهدناها في افتتاح مباريات الكان. حذاري من سرعة النيجيري.. الجبهة اليسرى خطر اعتمد المنتخب النيجيري، في مباراته الأولى أمام نظيره المصري، على سرعة إيقاع لاعبيه، وانتشارهم الجيد في الملعب، بأداء جماعي ممتاز، وتعتبر جبهته اليسرى، مصدر خطورة النسور، في قيادة الهجمات، التي أرهقت الفراعنة، كثيرًا نتيجة للبطء الواضح في أداء لاعبي المنتخب المصري، وهنا درس مجاني لمنتخبنا قبل أُم المعارك اليوم، وبالعودة للقاء الذي فازت فيه نيجيريا نجد أن الأخير، فرض أسلوبه ونجح في كسب اللقاء لعبًا ونتيجة، وما حدث بمثابة تحذير شديد اللهجة لصقور الجديان.