انتظار وترقب، تحديات وعقبات.. كلها تحيط بتوافق القوى السياسية على الحد الأدنى من البرنامج الوطني، تجمع المهنيين أكد أنه لابد من التوافق لإحداث تحول إيجابي في الأزمة السودانية التي تتعقد يوماً بعد الآخر، ورحب بعض مكونات قوى الحرية والتغيير بهذا الأمر. برنامج انتقالي قوى سياسية تعتبر أن المرحلة الحالية تتطلب مع الوضوح الدقة في ما يُطرح أو ما يُنادي به، التوافق الوطني مع من ولماذا؟ وتعتقد أن الذين تحولوا لأدوات استخدمها الانقلابيون في الهجوم على الفترة الانتقالية لن يتم التوافق معهم بحجة أنهم سعوا إلى إجهاض الثورة، وأنه لا توافق ولا حوار مع تلك القوى أو مع المكون العسكري الذي استخدمهم لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي . القيادي بالحرية والتغييير عادل خلف الله، أوضح في تصريح ل(السوداني) أن حزبه قدم رؤية للمرحلة الراهنة مستوعبة لتحديات ومطلوبات المرحلة بأنه لابد من توافق وطني وسط القوى الرافضة للانقلاب والمتمسكة بالتحول الديمقراطي وصولاً إلى حد إرادتها كقوى ضرورية للديمقراطية والتغيير في أوسع جبهة للقوى السياسية والاجتماعية بمختلف تشكيلتها . مشيراً إلى أن التوافق الوطني قائم على أساس برنامج انتقالي يُشكل أساساً دستورياً جديداً يقوم على مبادئ أولها إسقاط الانقلاب، وإقامة حكم ديمقراطي مدني وتوفير إجراء ومطلوبات انتخابات حرة ونزيهة، وينفذ ترتيبات أمنية تنهي كل مظاهر التشكيلات العسكرية أو حمل السلاح خارج المؤسسة العسكرية، بالإضافة إلى تنفيذ سياسات اقتصادية عاجلة ترفع المعاناة المعيشية عن كاهل الشعب وتدعم المنتجين بمختلف القطاعات، وإعادة تأهيل لجنة التفكيك للاستمرار في تصفية بنية التمكين . ضغوط خارجية بحسب محللين سياسيين فإنه لا يمكن أن تتوافق القوى السياسية إلا بضغوط خارجية، مشيرين إلى أن القرار السوداني مختطف من الخارج، لافتين إلى أن الحديث عن ضرورة عودة حمدوك إلى المشهد السياسي وترك منصبه فارغاً طول الفترة الماضية كان بقرار خارجي، رافضين التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية، داعين القوى السياسية لأن تتنازل من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة للعبور بالمرحلة الانتخالية إلى مرحلة الانتخابات يختار فيها الشعب من يحكمه . منتصف الأسبوع الأمين السياسي لحزب الأمة القومي، محمد المهدي، أكد في تصريح ل(السوداني)، أن توافق القوى السياسية مسألة ضرورية، مشيراً إلى أن المكون العسكري لم يعين رئيس الوزراء وغيره، لذلك تراجعوا ورأوا أن تشكيل الحكومة دون توافق القوى السياسية لن ينجح. المهدي قال إن توافق القوى السياسية قطع شوطاً كبيراً ، وأن منتصف الأسبوع القادم سيتم الإعلان عن توافق للقوى الثورية وأطراف سلام وحرية وتغيير، مؤكداً أن القوى السياسية تجاوزت مرحلة الخصومة والمغاضبة إلى التوافق والبحث عن مخرج للأزمة، وأضاف: "توجد نتائج مبشرة للشعب السوداني حول هذا الأمر وتفاصيل أخرى يمكن معرفتها لاحقاً" . مدخل للتوحد تعدد المواثيق أو ما يُعرف بالمبادرات هو دليل حيوية ، وأمر محمود لابتدار حوار واسع، لكن لابد أن تكون لديه غاية إطارها هو حشد المكونات المختلفة في إطار جبهة، وبعض الأحزاب استوعبت التطورات السياسية . إعلان سلطة الشعب الذي طرحته لجان مقاومة الخرطوم وجد قبولاً واسعاً وسط القوى السياسية، ورأت أن قيمة المواثيق أن توحد لجان المقاومة في العاصمة والولايات لتكون مدخلاً لتتوحد أو تتوافق مع بقية القوى الثورية، التي هدفها إسقاط النظام، وتحافظ على الهوية المستقلة للكيانات، ولا تدعوها للتفكك أو الذوبان . سلام جوبا الناطق باسم تجمع المهنيين، د.الوليد علي، أشار في تصريح ل(السوداني) إلى ضرورة توافق القوى السياسية، لكن هذا الأمر لا يتم إلا الالتفاف حول المواثيق المطروحة، التي تتفق حول نقاط أساسية وهي لا عودة للشراكة، ومحاسبة الانقلابيين والعدالة، توحيد القوات المسلحة، ومراجعة سلام جوبا، ووجود سياسات اقتصادية وطنية، وتفكيك التمكين في الخدمة المدنية والاقتصاد. وقال إن المجلس المركزي للحرية والتغيير لم يضع رأياً في الشراكة ومحاسبة الانقلابيين، وسلام جوبا بعضهم مشاركون فيها، وأضاف: "لا توجد وحدة بدون توضيح الموقف من النقاط الست التي احتوت عليها مواثيق قوى الثورة"، مؤكداً رفضهم لأي مبادرات هدفها الأساسي إجلاس القوى السياسية مع الانقلابيين أو تسوية معهم، وقال: "لابد من إبعادهم أولاً ثم بعد ذلك الحديث عن التوافق" . يتمزق السودان ديسمبر الماضي قال ممثل الأمين العام، ورئيس بعثة الأممالمتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان فولكر بيرتس امام مجلس الامن إن العملية الانتقالية السياسية في السودان ظلت تمر بأكبر أزمة تشهدها منذ بدايتها ، لكن المناقشات حول المضي قدما قد بدأت. مراقبون سياسيون يؤكدون أن الوضع الآن أصبح أكثر خطورة من السابق، وكثير من القوى السياسية توكد مسألة الوحدة والتوفق على الحد الأدنى من البرنامج المدني، لكنها متمترسة في مكانها، وقالوا إن محمد ود لباد وفولكر بيرتس لن يصلا إلى حلول ما لم تتفق القوى الوطنية السياسية على حلول بتقديم تنازلات لصالح الوطن، وإذا لم تتفق فسيتمزق السودان . تقديم تنازلات قوى سياسية أشارت إلى الأسباب التي تمثل تحدياً أمام توافق القوى السياسية من بينها التخوين لبعض الأحزاب وأنها تريد الاستئثار بالسلطة، وكانت مدخلاً لانقلاب 25 أكتوبر الماضي، مؤكدين أن التوافق يتطلب البعد عن التخوين، وأن يعمل الجميع بلا إقصاء لمكون على حساب الآخر، بالإضافة إلى ضرورة تقديم التنازلات وعدم التمسك برأي المجموعة أو الحزب، ولابد من سماع الرأي الآخر، حتى تسير البلاد إلى بر الأمان .