ما بين مرحب ومعارض، تباينت مواقف الأطراف من القوى السياسية ولجان المقاومة والعسكريين، حول الآلية المشتركة المعلنة مؤخراً، بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، لحل الأزمة الراهنة في البلاد، وعلى نحو غير متوقع حملت الأخبار تأكيد الآلية المشتركة قرب التوصل لتفاهمات لإنهاء الوضع الانقلابي خلال شهر.. المتحدث باسم حزب البعث، عادل خلف الله، قال إن بعثتي الأممالمتحدة (يونتامس) والاتحاد الأفريقي، أكدتا قرب التوصل لتفاهمات لإنهاء الوضع الانقلابي في السودان خلال شهر. وأوضح خلف الله بحسب تقارير إعلامية أن البعثتين أبلغتا قوى سياسية خلال اجتماع عقد أمس الأول، بأنهما ستتوصلان خلال شهر إلى صيغة تفاهمية من شأنها إنهاء الوضع الانقلابي القائم منذ 25 أكتوبر الماضي. وأكد خلف الله أن الأمر أصبح بمثابة جهد مشترك بين البعثتين، وأشار إلى أن حزبه ابلغ البعثتين بتصوره للخروج من الأزمة السياسية، وقال إنهم استمعوا بالمقابل إلى تصور البعثتين حول إيجاد حلول مرضية بين الأطراف. فقط دعم جهود ولأجل الإسراع نحو التوافق الوطني ينتظر أن تدفع الآلية الفرقاء السياسيين والفاعلين في البلاد للقيام بذلك، فالآلية ظلت تحث العسكريين والمدنيين على العمل من أجل تهيئة المناخ المناسب للحوار والتوافق الوطني، كما جاء بالمؤتمر الصحفي الذي عقدته الأسبوع المنصرم بالخرطوم. ويذهب رئيس حزب الأمة المكلف، فضل الله برمة ناصر، بالتأكيد على حديث الآلية، قائلاً: إن البعثة الأممية والاتحاد الأفريقي داعمين للجهود السودانية، ويقدمون مساعدات لأجل التوصل لحل الأزمة، مرجحاً أن تكون مهلة الشهر تنبؤات لجهة أن الآلية ليست من يقرر. وشدد برمة بحديثه ل(السوداني) على أن دور الآلية في المقام الأول ليس أساسياً، وكما يقولون إنهم لا يتدخلون في الشأن السوداني، ولكن يدعمون الجهود، وينشدون وحدة القوى السودانية. وأشار برمة إلى عدم وجود تفاهمات واضحة ،مؤملاً أن يتم التوصل لها، وتابع: "نقبل بأي مساعدات من طرف الآلية بيد أن كثيراً من الداخل يرفض وجودها ويصفها بالتدخلات. وقطع برمة بأن الحل سوداني سوداني، وعلى السودانيين أن يتوافقوا فيما بينهم، الحل لن يستند على الوثيقة الدستورية لأنها حلت. الشارع متمسك بلاءاته القيادي بالحزب الشيوعي، كمال كرار، قال إن الآلية تتحدث عن التوافق الوطني وتوافق القوى السياسية لتعيين رئيس وزراء وما شاكل ذلك، مشيراً إلى أن الإجابة الناقصة بحديث الآلية المشتركة لسؤال ما هي الوسيلة التي تنهي الانقلاب؟. وأوضح كرار بحديثه ل(السوداني) أن الشارع متمسك بلاءاته الثلاث، ويخرج للتظاهر ويمارس الفعل الثوري، قاطعاً بأن عدم إجابة الآلية كأنما يفهم منها حكومة مدنية بمجلس سيادة عسكري، وإنتاج للشراكة من جديد بصيغة أو بأخرى؛ الأمر الذي يرفضه الشارع. وأضاف: "غير متفائل بجهود الآلية المشتركة في التوصل لحل، إلا إذا كانت هناك قوى سياسية ابتلعت الطعم، وعادت للشراكة فسيرفضها الشارع جملة وتفصيلاً، خاصة بعد القتل والقمع الذي مورس على المتظاهرين". وجزم كرار بأن الحل إذا لم يأتِ به الشارع لا يمكن أن يكون حلاً، وما يقال ما هو إلا تسويق للشراكة، ومن الصعوبة بمكان أن يقبل بها الشارع. وتابع: "تصورنا لصيغة التفاهم بالاستجابة لمطالب الشارع السوداني وتنحي العسكر وتسليم السلطة لحكومة مدنية". التوصل ب(شهر) صعب أما رئيس اللجنة القانونية بالحرية والتغيير، نبيل أديب، فجزم في حديث مقتضب ل(السوداني) بعدم علمه بأي قرب في الوصول لتفاهمات، مشدداً على أن صيغة أي تفاهمات لابد أن تستند على الوثيقة الدستورية. المحلل السياسي، د. عبد الناصر سلم، يرى أن التوصل لاتفاق في ظل الجذب الذي يحدث في الساحة السياسية والاستقطاب الخارجي صعب، لافتاً إلى أن اللاعبين في الساحة السياسية لم يصبحوا سودانيين فقط، بل هنالك دول جوار لديها أيدٍ فيما يحدث بالداخل، فضلاً عن دول أخرى بعيدة. ونوه سلم بحديثه ل(السوداني) إلى أن المشهد السوداني أصبح داخلياً وخارجياً، وأن استمرار الأوضاع على ما هي عليها الآن بها خطورة على البلاد، وتابع: "يجب على جميع الأطراف وضع حد أدنى من التفاهمات، الحرية والتغيير، والمكون العسكري، والشارع، كلهم متفقون في الوصول للانتخابات التي يمكن أن يجهز لها خلال 6 أشهر ثم خوضها". وأردف: "ما يحدث من تصعيد بالشارع أمس وأمس الأول يشير إلى تمترس القوى السياسية وراء اللاءات الثلاث والخطوط الحمراء ويصعب تجاوزها، الأمر الذي ينعكس على التفاهمات ويزيدها صعوبتها". وقال سلم: "من دون تنازل الحرية والتغيير والعسكر ولجان المقاومة من سقوفهم العالية في المطالبة ستنزلق البلاد لاسيما وأن الدعم الخارجي متوقف تماماً والوضع الاقتصادي متأزم فضلاً عن حالة السيولة الأمنية. وفي وقت سابق كانت قد أطلقت البعثة الأممية «يونيتامس» عملية سياسية لحل الأزمة بالبلاد، نهاية العام الماضي، أكملت مرحلتها الأولى المحددة بالمشاورات غير المباشرة، في فبراير الماضي واستمرت إلى مارس، حيث قابلت مع الاتحاد الأفريقي الحزب الشيوعي، والتقت بطيف واسع من القوى المدنية. بينما يشدد قادة الانقلاب على أن الدور المنوط ب«يونيتامس» والاتحاد الأفريقي، هو تيسير الحوار بين الأطراف السودانية فقط، مؤكداً على الحلول السودانية للأزمة السودانية.