لا تحلموا! محمد عبد العزيز مدخل: "شيء مدهش أن يصل الإنسان بخيبته وفجائعه حد الرقص!، إنه تميز في الهزائم أيضا، فليست كل الهزائم في متناول الجميع". احلام مستغانمي (1) ألا أخبركم بسر سعادتنا؟..نحن أغبياء للغاية!..كيف ذلك؟! الم تروا الى الذين فرحوا بهزائم منافسيهم اكثر من فرحهم بانتصاراتهم!..هم يخرجون لتفريغ الشحنات السالبة فى معاركتهم للحياة.. يخرجون ليشكوا ظلم الحبيبة، أو ثقل دم الزوجة، أو حتى حماقة الحكومة.. يخرجون لا يوحدهم شئ حقيقي سوي تفريق كبتهم، فيلبسون ثياب الفرحين بالانتصار والشامتين بالهزيمة، ولاننا أمة غارقة فى خيباتها فإن أكثر أفراحها تاتي من باب الهزيمة!!. هذا ليس كل شئ فهو لم يكن البداية أو النهاية بل هو تتويج لكثير من النكسات والكبت، لذلك كان خروج الجماهير هو المتنفس الذى تغض سيدة العدالة عينيها المغمضتين عنه!. (2) ليس هذا فحسب فليس هناك من هو أكثر بؤساً من المرء الذي أصبح اللا قرار هو عادته الوحيد.. هكذا نحن أصبحنا فقراء فى كل شئ، فالفقر للعالمين بحقيقته هو قلة الخيارات.. لذلك بتنا نحلم بأي انجاز حتى لو على صعيد أطفال (اليوسي ماس)!، فذلك من شانه انعاش ارواحنا الغارقة فى مستنقع الخيبات والهزائم. (3) لا أدري حدا لهذه النكبات، ولكنى على ثقة أن الاساس للنهوض من وهدتنا هذه لا ينفصل عن حال وطننا، فإن كان لنا وطن حينها يمكن لنا ان نحقق إنجازات عامة وخاصة، وبعدها فلنعتمد مبدأ (روس بروت) فى بناء الفرق والذى يقوم على البحث عن أناس يحبون الفوز ، وإذا لم يتم العثور على أي منهم فحينها يتم البحث عن أناس يكرهون الهزيمة. فلا يعقل ان يخسر الفريق ويتضاحك لاعبوه، ويموت جمهوره بالحسرة. (4) جلست قابلتها أنشد حلا، التفتت نحوي ببرود.. قابالتها بتلهف لما ستقول..تتنفس بعمق، تهمهم بكلام لا ادركه ولكن اعيه جيدا!، الامر معقد بشكل لا افهمه..ولا اشغل نفسي بتفسيره، ولكن صداه يتردد كثيرا (لا تحلموا بعالم سعيد.. بل أصنعوه)..تهب رياح الشتاء فى وجهي باردة اول الامر، لكني سرعان ما اعتادها او تعتادني، اشياء كثيرة من حولي تبدأ تتبدل اولها داخلي واخرها لا ابصره، اشعر بخدر لذيذ، أفتح اشرعتي لعهد جديد، يجب ما قبله، اتراه يحتويني أم أحتويه؟!، الوذ بحكمة الصمت، فهو يضفي وقارا وهيبة حتى على البلهاء!. الم تسمعوا معي أحلام تقول:"في بعض الأوقات يحدث الصمت فيك أثراً لن يستطيع أن يحدثه الكلام، الحزن قضية شخصية، وأحياناً قضية وطنية". (5) أعلم أن الطريق للعمل هو حلم، فالسير مهما بلغت سرعته فى طريق خاطئ لا يقود الى شئ، والحلم بلا علم سير بلا هداية، والرجل الضال كما السفن الضالة ينتهي بهم المسير تحطما على الصخور المتربصة.