لا إله إلا الله.... الله....الله... محمد رسول الله... الله...الله تاج السر ولى الله.... الله...الله كسر السكون ...وطغى على ما عداه... صوت المديح الجماعي... ذاك مديح شباب الختمية..طبل وزغاريد...والدرب الوسطانى يموج وفائر والدنيا مقلوبة ....عوض نوبة يقود المشهد بنوبته... قائد الشباب ( العلام) أسلم له القياد...إيقاع نوبته يسيطر على الجميع...والعوض ينظر إلى البعيد.. مستغرق.... غارق بين نقر النوبة ومشية يتابعها.... ويسير خلفه الجميع يعرف العوض أين يضيق ويتسع الطريق....بعض ملاك السواقي صعب عليهم ترك شبر من أرضهم للطريق العام.....فكثرت الإلتواءآت... تتعارض في الدرب نخلة أو فرع شجرة....الجداول التي تعبره بكل ساقية...يبطئ الخطى ليعبر موكب الشباب...تتحول الصفوف العرضية من رباعية إلى ثنائية ثم تنتظم من جديد بإيقاع ونقر على النوبة...ويعود كل شئ كما بدا...أمر يقدره ويقدر عليه عوض نوبة...دون تطاول أو إحراج لقائد الشباب دا.العوض. ...أو العود... الضاد صار دالا في أسمك .... غيرته الأيام , أم أن القوم غيروه حيرة في أمرك ؟؟ فدنياك ياالعوض أو العود... سعى...جرى..ومباصرة.... عفار... وهبيش سجل أترابك بالمدرسة الإبتدائية ...وأنت ذهبت جرسونا بقهوة ود البيضاء وواصلت المباصرة... تدفعك روحا أكبر من حسمك والمحيط بك عامل بالطاحونة...سقا...مساعد بالمراكب...ثم أعدت الناس لحب الدليب...... و لم يتمكن أحد أن ينافسك في حمل نوبة الختمية وضربها...... أخرجت من النوبة صوتا جعلهم يمدحون ويسيرون خلفك نحو أفق كنت تراه وحدك...يجذبك وتغرق فيه حتى أن قائد الشباب ( العلام) صار يتبعك وثغرك باسم لا يشكو... ثقل النوبة أو طول المسير ما أجمل سيرهم نحو شئ يحبونه...يحسونه...ولا يرونه ويواصلون السير نحوه خلفك في شغف... و يطيل القوم المديح ويصيبهم التعب.. ناطقين ( عينه ترمى الغزال) تضرب لهم النوبة ضربا خفيفا يعينهم على انزلاق الفتة في حلوقهم ثم جئت يذلك المزمار المعدني الخفيف الذي كان يرد ألينا من مصر...وعلمت أربعة من شباب الختمية نفخه أثناء مسيراتكم...وتسرب بيننا بديلا للطنبور... أحيانا ومصاحبا له حينا آخر... ثم استبدلته بمزمار الأبنوس ...فأسميناك خليفة الجديد . الإيقاع داخلك أكبر مما عرفنا وألفنا فسعيت نحو أعمامك ملوك الدليب... شاركتهم في ضرب الدليب و سرعان ما فضلك البعض على القدامى...ثم قال كثيرون هل تغير الدليب ؟؟؟ أم أن العوض عرف كيف يخرج أجمل ما فيه ؟؟؟ تضرب الدليب بروحك ...لا بالعصا و كما يريد الدليب ...كل من راقبك لاحظ حديثك مع الدليب...رفقك به...الطرق في مواقع كثيرة منه وليس الضرب في نصف الدائرة فقط كما درج أعمامنا الملوك من قبلك يخرج الحضور حولك من مخاوفهم....يغرقون في سكينة و اطمئنان.. الراقصون والمصفقون ...تحركهم بخيوط تخرج من ضربك للدليب....تجعلهم كمن يتحركون فوق سطح غير الذي يكون المشاهدون وقوفا عليه قالت السرف رقيص البنات إتعدل مما جاء العوض ومسك النقارة....مرق منهن البيعرفن ...ذكرنا دليب الكدم ود كربيج الملوك ورقيص عرجين أيام كانوا بيوسعو ليها الدارة ... و أنت بالعوض تعرف أن السرف فينا .... سجل شفاهي يؤخذ به... والكدم وعرجين كانا ولازالا القمة والمعيار . جاء الفنجرى بجهاز تسجيل ياباني من نيالا وسجل ضربك للدليب.. ثم أسمعك إياه ...رقصت كما لم يرقص أحد... من أنثى أو ذكر من قبل.. رأينا كيف يمكن أن يكون الرقص ؟؟؟..وصارت رقصتك ختام حفلاتنا...أثنائها يصمت الحضور....سكون عميق...يطهر القوم من أوهامهم.... وقالت الأمهات لبناتهن (أريتك ترقصي متل عوض نوبة) وبالطاحونة تشغل الماكينة..تصب الجاز وتزيد الزيت وتراجعه...تحمل عبوات الزبائن من الذرة والقمح لتصبها للطحن جسمك وملابسك البسيطة مغطاة بالزيوت والدقيق وتظل مبتسما وتضاحك من يريد... والله يالعود أمرك عجيب حملك الجوز ...وتغنى ...الحبيب وين..قالوا لي سافر كنا نفرح بك كثيرا ..نمشى ونردد خلفك .. يالسفروك ..أيوة با لقطر ودوك...أيوة عرف الناس الخرج وحمار يحمله لنقل الماء...فتركت الجوز لعفار جديد إنطوت السنوات وصرنا نعى بعض الذي نسمع....نقرأ....أو يقول الآخرون..قلنا بالله شوف العود....العوض...دا لقط الكاشف من متين؟؟؟ قال العوض لريس المركب التي يعمل بها المركب ترمى مننا لكريمة والشمس ما شرقت...تفوت نا س كتار وكتار يخلوا المشي.... إنت وأنا نقيل في كريمة ...نفطر ونتغدى هناك على حسابنا شن فضل لينا؟؟ نشتغل ببطنا؟؟ قول لإسياد المركب يبيعوها ويجيبوا واحدة بمكينة أو سووا ليها مكينة عشان نعدى ونجى حسب الحاجة والشغل لم يهتم أحد بما قلت لهم ...فهجرت المركب...لتباصر قدرا جديدا عملت في البناء...رتق وطلاء البيوت بالزبالة....نظافة الجداول....همك أن لا تكون عاطلا....وان تحمل النوبة ....وتضرب الدليب ...هما زادك وهواك...ما تعطيه للآخرين...يريدونه....يحبونه لكنها .... تعاقبت وطال أمدها مارشاتنا العسكرية تأخذ ولا تعطى...تمنع وتنزع و لا تسمع تزرع الخوف...والكذب أغلقت وصادرت ...حتى نوبتك حفظت كعهدة بمركز الحكومة أغفر الدرب الوسطانى وأصابه الهجر والخواء...تشتت الناس...كل يبحث عن طمأنينة في مكان ما. لم تعد مزارعنا كما كانت...تراجعت كثيرا ألوان طعامنا وملبسنا..وتسللت إلى منازلنا أصوات وصور كثيرة فتراجع الدليب وانزوى العوض....هدتك وحاصرتك أحوالنا وكثرة ثقوبها وها أنت...يحتويك الأسى... تمشى وبيمناك عصا تتوكأ عليها وبيسراك تستند إلى الحائط..كمن يخشى أن يضل الطريق داخل بيته...و تظل مبتسما فى وجوهنا... sid eragi [[email protected]]