تأجيل أداء القسم للوزراء الجدد فتح الباب للتكهنات والتحليلات والترجيحات بأن يكون سبب التأجيل هو الاعتذارات المتداولة دون سند رسمي لأسماء العديد من وزراء التشكيل الجديد. قبل أن يتم تداول تعميم رسالة منسوبة لرئاسة الجمهورية تبرر فيها تأجيل القسم بمبرر إتاحة الفرصة للوزراء الموجودين خارج البلاد من الحضور لأداء القسم . اعتذار حمدوك المشهد الأخير جاء مثيراً لإحباط الشارع العام خصوصاً عقب إعلان مساعد رئيس الحزب الحاكم د.فيصل حسن ليل أمس الأول، اختيار أبرز خبراء الأممالمتحدة في الاقتصاد د.عبد الله حمدوك وزيراً للمالية خلفاً للوزير السابق محمد عثمان الركابي. خطوة إعلان عبد الله حمدوك كانت لها دلالتها في اقتناع الحكومة باللجوء والاستعانة بأصحاب الخبرات والتكنوقراط في إدارة دفة الاقتصاد عقب تعثر العديد من المحاولات، ليتفاجأ الشارع العام ظهر أمس، ببروز أنباء تتحدث عن اعتذار الخبير الأممي عن قبول المنصب.. اعتذار الرجل ظل محل شد وجذب في وسائط التواصل الاجتماعي دون تأكيدات رسمية، ودون أن يتبنى الخبر موقع معروف أو تعززه شخصية موثوقة.. وبحلول مساء يوم أمس نقلت تقارير إعلامية عن مصادر وصفتها بالمتطابقة ووثيقة الصلة بحمدوك بأنه تقدم باعتذاره عن قبول المنصب، وأنه أبلغ الخرطوم رسمياً باعتذاره. تزامن ذلك مع ما رصدته(السوداني) بتداول رسالة في وسائط التواصل الاجتماعي منسوبة للسكرتيرة التنفيذية للمفوضية الاقتصادية لإفريقيا تتقدم بالتهنئة للوزير على المنصب، قبل أن يتم تداول رسالة أخرى تقول بأن حمدوك وصل إلى مطار الخرطوم، دون أي تأكيدات حيال ذلك.. وزير الدولة بالمالية ربما لأنها الوزارة المعنية برفع الضغوط الاقتصادية عن كاهل المواطنين أو لسخونة مقعدها من فرط تحديق ومراهنة الشارع العام على الجالس عليه أو فيه، تكررت مأساة الاعتذار عن قبول منصب وزير الدولة بالمالية من قبل ناجي شريف بابكر، ونقلت تقارير إعلامية أنه أبلغ قراره لرئيس مجلس الوزراء معتز موسى. وبحسب معلومات(السوداني) فإن ناجي يعد من الكوادر الاقتصادية المؤهلة، وأنه سبق ترشيحه ليكون وزيراً للمالية قبيل اختيار الركابي في التشكيل السابق.. ووفقاً للمعلومات المتاحة عن الرجل فهو من جيل الثمانينيات بجامعة الخرطوم، متخرجاً فيها كأول لدفعته في كلية الاقتصاد، وفي سيرته الوظيفية فإنه عمل بشركة ساتسكو التي أسست سين للغلال، بالإضافة إلى عمله بعد ذلك بإحدى الشركات الأجنبية، قبل أن يستقر به المقام في شركة بريطانية لها فرع في السودان، ويقال إنه مستشار للعديد من الشركات أيضاً. فيما تكرر اعتذار بروفيسور سمية أبو كشوة عن منصب وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي، وطبقاً لمصدر في الحزب الحاكم، فإن اعتذار سمية جاء بمبرر عدم خبرتها في المجال الذي اختيرت له، مشيراً إلى أنها سبق وقدمت اعتذارها في اجتماع المكتب القيادي وأنها تحت ضغوط أعضاء المكتب وافقت.. أبو كشوة سبق لها أيضاً أن اعتذرت عن قبول منصب وزيرة التعليم العالي إلا أنها وافقت أيضاً بعد إصرار رئيس الوزراء الأسبق. اعتذارات سابقة غض النظر عن مدى صمود المعتذرين في مواقفهم أو انحيازهم لحاجة البلاد لخبراتهم، إلا أن ظاهرة الاعتذار عن قبول المنصب الوزاري لم تكن حكراً على التشكيل الحالي، وشهد التشكيل السابق اعتذار نائب والي الخرطوم محمد حاتم سليمان عن منصب والي ولاية غرب كردفان. ووقتها نقلت تقارير إعلامية عن مصادر وصفتها بالمقربة من محمد حاتم أن اعتذاره قبل بفعل حاجة الوالي السابق له في الخرطوم. كما شهد التشكيل السابق اعتذار وزير الخارجية الأسبق علي كرتي عن منصب والي البحر الأحمر بمبرر انشغالاته الخاصة. بالإضافة إلى اعتذار سفير السودان بالأردن السابق والسفير الحالي بإثيوبيا الصادق الفقيه عن منصب وزير الدولة بالإعلام، كما اشتعلت المواقع آنذاك بموقف مضوي إبراهيم عن منصب وزير المعادن.