كشف الخبير الإعلامي، البروفسير علي محمد شمو، أسرار الأحداث التي سبقت إعلان استقلال السودان ، وقال في حديثه لقناة (النيل الأزرق)، أمس، إن جلسة البرلمان التي انعقدت يوم 15 ديسمبر 1955 كان بمثابة الخطوة الجادة نحو الاستقلال، وأضاف: "جلسة يوم 15 كانت عادية في بداياتها، وكان يرأسها بابكر عوض الله، وكانت الجلسات عادة تبدأ بأسئلة النواب التي كان يدونها محمد عامر بشير فوراوي، وترسل للوزراء حسب الاختصاص، لكن العضو يعقوب حامد بابكر، وهو من شباب حزب الأمة، قدم سؤالاً للسيد إسماعيل الأزهري، رئيس الوزراء، وزير الداخلية قلب به الموازين، وكان محور السؤال يتعلق بمنطقتي حلايب وشلاتين، حيث استفسر عن ما يتردد بشأن منح الحكومة لإحدى الدول قاعدة عسكرية هناك، وبهذا السؤال تحول النقاش داخل البرلمان إلى نقاش ساخن، حيث أشار الأزهري في رده إلى أن هناك ثلاث مهام، هي الجلاء والسودنة والاستقلال، وأنه لن ينتظر وسيعلن الاستقلال من داخل البرلمان في الجلسة القادمة". وكان ذلك مفاجأة وصدمة للجميع بما فيهم الصحفيون الذين خرجوا من الجلسة ليبلغوا الصحف داخل وخارج السودان بالخبر، ويضيف د. شمو: "حدث حراك كبير من يوم 19 ديسمبر إلى يوم 1 يناير بعد إعلان الأزهري الاستقلال من داخل البرلمان، وكان هناك إجماع سياسي على القرار لم يتكرر إلى يومنا هذا، وكان لابد من إجراءات كثيرة رغم ضيق المدة ما بين يوم 19 ديسمبر إلى الأول من يناير، أبرزها ضرورة تصميم علم للسودان، وتأليف السلام الجمهوري، وإجراءات بروتوكولية لمراسم إنزال العلمين الإنجليزي والمصري، ورفع علم السودان، الغريب أن ذلك تم في يوم الأحد الأول من يناير، وها نحن نحتفل اليوم بذكرى الاستقلال في نفس التوقيت، وبمناسبة التوقيت رفع العلم بالقصر الجمهوري في الساعة التاسعة صباحاً، وهو نفس الزمن الذي رفع فيه العلم في بقية ولايات السودان .