الشيخ فرح ود دكتوك شخصية جمعت بين العلم والادب والحكمة وعنه رويت كثير من القصص الحقيقية وبعض الاساطير ، يروي عنه _ والعهدة علي الراوي_ أنه مر ذات مرة بنسوة يبكين ميتا وكانت النسوة على عهده يفعلن ما يعرف ب(الرديح) ويعني أن تتحزم النساء ثم ينحن ذاكرات الميت ومآثره بصورة راقصة ، مر الشيخ فرح فوجدهن يرددن (حي ... حي...حي ) وأراد الشيخ أن يعطيهن درسا ، فتحزم وجعل يردد (حيِ..حي..حي), وحينما (سخنت ) الحالة بعد انضمام الشيخ صرخت احداهن: وووب! حينها وقف الشيخ وقال لهن ( لحدي حي معاكن الحي الله , ووب ? ِ، ووب ما معاكن)! بعد ممارسة كثير من الاسلاميين النقد الذاتي والحديث المفتوح حول جماعتهم وحزبهم تفاءل كثير من المعارضين باحتمال حركة تمزق صفهم اربا اربا وتربك جماعتهم وتفرق شملهم ، فجعل السيد الصاق المهدي يدعو لاسقاط النظام وجعل آخرين ينشرون ما يشير الى قرب أجل النظام وغير ذلك مما يشير الى عدم معرفتهم بطبيعة نفسية الاسلاميين التي يمكن أن تجعلهم يقولون أقسى الآراء عن جماعتهم لكنهم سرعان ما يتوحدون ضد أي من يأتي من خارج صفوفهم, وهذه النفسية _ لتقريبها فقط_ تشبه ( أنا وأخوي على ود عمي وأنا وود عمي على الغريب) ، ولذلك تخطئ المعارضة جدا لو راهنت على انشقاق الاسلاميين لدعم خطها فمازال الصف الاسلامي_ محليا ودوليا_ يتجرع مرارة خروج الشيخ الترابي ومجموعته ويحسب كثيرون لو أن شيخ حسن لم يستعجل ويكون المؤتمر الشعبي لربما كانت النتيجة غير هذه التي جنى منها الصف الاسلامي خسائر كبيرة ودفعت البلاد عليها فاتورة عالية ولكنه القدر المحتوم الذي ? تجدي معه (لو) التي تفتح عمل الشيطان! الأصوات التي تتحدث عن اصلاحات مطلوبة في الدولة أو الحزب أو الحركة ? تتحدث عن تغيير ثوابت دفع الناس دماءهم لتثبيتها ، هذه الأصوات تتحدث عن تغييرات في دائرة متغيرات ليست منزلة و? توقيفية ، والحديث فيها يتحرك ما بين درجة الحق الواجب الحديث فيه, ودرجة أخري تجعل الحديث فيه له قابل للانتظار إلي حين، بفقه المرحلة والضرورة! الاسلاميون يمكن أن يختلفوا حد الاختلاف في منابرهم الشورية ويخرجون كل ِ(البوخ السخن) لكن ? يمكن أن يوافقوا على دعوة الصادق المهدي أو الحزب الشيوعي أو حزب البعث لاسقاط نظامهم، ?ن الارث المشهور في أدب السلطة أن الملك _ والكلمة تشير للسلطة_ الذي ? تدافع عنه بدماء الرجال ستظل تبكي عليه بدموع النساء وهم يعلمون ذلك! إن أي حلم من المعارضة بالاستجارة بانصار النظام لاسقاط النظام يصبح مثل الاستجارة بعمرو الذي قال عنه الشاعر: المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار ياصديقي:يجب ا? يختلط السم بالدسم والحابل بالنابل ، يجب أن تمارس منابر النصح_ كلها _ دورها سرا وعلانية ويجب العمل من أجل الاصلاح بكل وسيلة مشروعة داخل الصف الواحد وعلى المعنيين الصبر على الآخر وتحمل اخوانهم وهذا هو منهج الدين والوعي السياسي و الأدب التنظيمي والأخلاق الرفيعة، ولهذا ياسيد صادق الناس لحد حي معاكن، فالحي الله ، لكن، ووب ?... !