شهدث قاعة الصداقة أمس، ختام الورش المتخصص لخارطة طريق الاستقرار السياسي والامني والتنمية المستدامة في شرق السودان بقاعة الصداقة بمشاركة أكثر من 500 من أبناء الاقليم، أكدوا أن الورشة منحتهم فرصة لسماع صوتهم وطرح مشاكل الشرق التي لم تجد حلًا منذ الاستقلال، وأشاروا إلى الظلم التاريخي الذي مُورس عليهم، وطالبوا بالتمييز الإيجابي. المهددات الأمنية وقضايا الحدود والهجرة في شرق السودان العميد ركن معاش السر أحمد سعيد قدم ورقة حول (المهددات الامنية وقضايا الحدود والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة في شرق السودان )، واشار الى نقاط القوة التي يتمتع بها شرق السودان ابتداءً من المواطن وتاريخه الناصع، والموقع الجغرافي المتميز للاقليم، واحتوائه علي منطقة غنية في البحر الاحمر تبلغ مساحتها 70كلم ، فضلا عن ان شرق السودان يضم مناطق زراعية بمساحات كبيرة. سعد تطرق الى نقاط الضعف حيث اشار الى ان الاستبداد خلال عهد الانقاذ ادى الى مشاكل ضعف التعليم والفقر ومحاولات التجنيد للمليشيات، وضعف التنمية رغم وجود ميناء بورتسودان والسكة الحديد، بالاضافة الى البطالة، والحدود المفتوحة، ومسار شرق السودان في اتفاق جوبا. ولفت الى الفرص وهي الاجتهاد في الاندماج في النسيج القومي السوداني، والمشاركة المستمرة في بناء الدولة، والمساهمة في اقامة نظام اقليمي، بجانب استبعاد العناصر غير المختصة، والتطلعات لحياة افضل من قبل كل مواطني الشرق خاصة الشباب ومشاركتهم في مناهضة النظام الفاشي.
تهديد أمني.. السعي لامتلاك قواعد في الاقليم السر احمد سعد اشار الى التهديدات الامنية التي تواجه شرق السودان وهي السعي لامتلاك قواعد في الاقليم ، وممارسة الحرب الباردة ولعبة الدومينيو، بالاضافة الى استغلال موارد البلاد باقل تكلفة ممكنة، التدخل المشروع او غير المشروع لحفظ الامن والسلام العالمي. وتطرق ايضا الى التهديدات الامنية الخارجية من الدول الاقليمية المؤثرة مثل اقامة مايسمى بالشرق الاوسط الجديد، والعمل على اقامة المشروع الإسلامي الجديد ، الاستثمار في الموانئ البحرية. وقال توجد مهددات امنية داخلية وهي غياب الحكمة قد ينتج عنه موقف امني معقد خاصة من قبل المركز، والتوجة غير الصحيح وغياب القيادة الرشيدة ، وتهريب الاسلحة والبشر في حال غياب الدولة واجهزتها الامنية ، بالاضافة الى الارهاب البحري المتنامي، والهجرة غير الشرعية للشباب الافريقي عبر السودان كممر للدول الاوريية، لافتا الى وجود نشاط استخباراتي مكثف داخل الاقليم.
حكم ذاتي.. التحذير من فراغ يخلقه غياب الدولة الفريق عثمان فقراي قال خلال الورشة، ان شرق السودان اقليم كبير يضم كل مكونات الشعب السوداني ، وان الموقع الحغرافي جعلة قبله للمستثمرين في مجالات كثير. وحذر من غياب الدولة لان كل جهة تحاول ملء الفراغ الموجود، داعيا مكونات الاقليم الى نبذ خطاب الكراهية والدعوة الى قبول الآخر، لافتا الى بعض الممارسات التي كانت في الفترة السابقة وادت الى تصاعد ازمة الشرق، وطالب بمشاركة أبناء الإقليم في الحكومة القادمة بعدالة، وقال نريد حكمًا ذاتيًا للشرق ولدينا فرص للتنمية والتوظيف . د.عادل ادريس قدم ورقة حول (قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية في شرق السودان) ، اوضح خلالها المشاكل التي تواجه الخطة الاستراتيجية في الشرق ، مشيرا الى انتشار مرض سوء التغذية لدى الاطفال دون الخامسة ، وارتفاع نسبة البطالة ، وعدم التوازن التنموي وتراجع الاستثمارات ، بالاضافة الى العجز المستمر ووجود فجوة في الكوادر الصحية وعدم دعم الحكومة للقطاعات الحيوية . ادريس اشار الى ان الخطة الاستراتيجية لم تعالج مشاكل ولايات الشرق الثلاث مؤكدا ضرورة تخفيض العجز المالي في الموازنة وتفعيل الضرائب والاصلاحات المتعلقة بسعر الصرف وسياسات جذب الاستثمار، وتكافؤ الفرص وتطبيق القوانين التي تشجع المستثمرين وادخال التكنولوحيا لتطوير الإنتاج والإنتاجية، وخلق سوق جديد وتوسيع الاسواق الموجودة . مشيرا الى ان الحرب والصراعات القبيلة من اسباب الفقر باقليم الشرق ، بالاضافة الى السياسات الاقتصادية خلال حكم الانقاذ ، لافتا الى معاناة مواطني الاقليم من نقص وتلوث المياه .
الدعم الأمريكي.. دور المجتمع الدولي في تنمية الشرق خلال الورشة قدمت ورقة حول دور المجتمع الدولي في تنمية الشرق ، قدمها ستيفاني كوري، وعقب عليها ممثلو منظمات التنمية الدولية، وأوضح ان المجتمع الدولي يمكن ان يلعب دورا في تنمية الشرق، من خلال القطاع الخاص، كما انه يمكن ان يلعب دورا في تحقيق السلام بالمنطقة ، لافتا الى ان وجود مؤسسة الدعم الامريكي في السودان هدفها المساعدة في انتقاله الى التحول المدني الديمقراطي وتقديم المساعدة للشعب السوداني للصمود امام الازمات الاقتصادية التي يمر بها، والمساعدة في وضع لبنات لتأسيس الحكومة المدنية. مشيرا الى ان الاولوية للعمل الديمقراطي والامن الغذائي والتغيير المناخي، وتتعامل المؤسسة مع كل المكونات خاصة النساء والاطفال، وستركز برنامجها على الصحة والتغذية، في ولايات الشرق في تقديم الدعم الانساني والعقاقير الطبية، وتقديم اشكال اخرى من الدعم . كوري اوضح ان المنظمة تعمل في برامج اخرى غير العمل الانساني مثل تنمية الشباب والتمكين الاقتصادي وتقديم الدعم للمرأة، ووعدت مؤسسة الدعم الامريكي باستمرار التعامل مع الحكومة المدنية والفاعلين مع القطاع الخاص والمنظمات ذات الصلة.
الداعمون وفولكر : الورشة تناولت 7 اوراق علمية بالاضافة الى عمل المجموعات حيث انتظم المشاركون في 6 مجموعات وهي التنوع الثقافي والاجتماعي ، قضايا التنمية الاقتصادية في شرق السودان ، حقوق المرأة في الشرق ، المهددات الامنية بالاقليم ، ادوار الادارة الاهلية ، اللامركزية ومستويات الحكم . الورشة شهدت حضورا لداعمي مسار شرق السودان في اتفاق جوبا للسلام ، والادارات الاهلية ومختلف مكونات الاقليم . رئيس بعثة الاممالمتحدة بالسودان فولكر بيرتيس كان حضورا في بعض الاوراق ويستمع جيدا الى مداخلات المشاركين ، وكان من بين الحضور ايضا ممثلون للسفارة الامريكية وعدد من الدول . اغلب المشاركين في الورشة من الشباب ، واكد مقدمو الاوراق ان الشباب دفعوا بحلول ممتازة لمشاكل الاقليم ويمكن ان تساعد الحكومة القادمة في وضع الخطط والبرامج لتنمية الاقليم ، وستكون مخرجًا من الازمة التي احاطت بالشرق خلال الفترة الماضية بين مكونات الاقليم . مسار شرق السودان باتفاق جوبا يعتبر ضمن القضايا ال5 التي قررت الحرية والتغيير المجلس المركزي تأجيلها الى المرحلة الثانية والنهائية للعملية السياسية . وأبدى المبعوثون الدوليون الذي زاروا السودان الاسبوع الماضي استعدادهم لمساعدة كل الأطراف للتوصل إلى حل نهائي للأزمة في السودان .
الأساس الأمثل للوصول إلى توقيع اتفاق نهائي العملية السياسية الجارية الآن وجدت دعما ومساندة من المجتمع الدولي الذي اكد ضرورة تكوين حكومة مدنية ، وجدد المبعوثون الدوليون خلال زيارتهم الى الخرطوم الاسبوع الماضي ،دعمهم للاتفاق الإطاري الموقع في 5 ديسمبر الماضي 2022 باعتباره الأساس الأمثل للوصول إلى توقيع اتفاق نهائي تتشكل بموجبه حكومةٍ مدنيةٍ ذات مصداقية تضطلع بمهام إدارة الفترة الانتقالية. وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالإنابة، بيتر لورد، في تصريحات إعلامية، عقب لقائه القوى السياسية الموقعة على الاتفاق الإطاري: "نحن هنا لنؤكد دعمنا للاتفاق السياسي الإطاري إنه من الواضح أن الاتفاق السياسي الإطاري الذي تم توقيعه في الخامس من ديسمبر الماضي، الذي يُعدُّ الأساس الأمثل لتكوين الحكومة المدنية القادمة في السودان، والأساس الأمثل لتأسيس الترتيبات الدستورية التي ستفضي إلى فترة انتقالية تنتهي بانتخابات حرة". وتابع: "نحن نأمل من الأطراف الموقعة الإسراع في تكوين حكومة مدنية لديها القدرة على إخراج السودان من الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية". من جانبه أكد المبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويذر، الدعم الكامل للاتفاق الإطاري والجهود الجارية لتوسيع المشاركة لتشكيل حكومة بقيادة مدنية . وكان المبعوثون الدوليون، من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا والاتحاد الأوربي وبريطانيا والنرويج وألمانيا والمبعوث الخاص للقرن الإفريقي، عقدوا اجتماعاً مع القوى السياسية الموقعة على الاتفاق الإطاري ، بقاعة الصداقة بالخرطوم. من جانبها الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي اشارت في تصريحات صحفية ، الى أن المبعوثين الدوليين أكدوا دعمهم للاتفاق الإطاري، مشيرة إلى أن الهدف من زيارتهم هو الدفع بعملية الاتفاق الإطاري للوصول إلى اتفاق نهائي. وأكد المبعوثون استئنافهم لدعم السودان الذي انقطع منذ 25 أكتوبر عقب التوقيع على الاتفاق النهائي، وانهم يدركون التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد، مؤكدين دعمهم لكل الأطراف للوصول إلى حل سياسي نهائي في أقرب وقت ممكن.